(احتل فريق أكاديمية النادي الأهلي تحت 13 سنة المركز الـ 28 عالمياً في التصنيف العالمي من خلال المشاركة في بطولة دانون العالمية للأمم المتحدة التي استضافتها مدينة ليون الفرنسية مؤخراً، حيث لعب الفريق أمام منتخبات إسبانيا وهولندا وروسيا وناميبيا في الدور الأول للبطولة ومنتخبات إيطاليا وجزر الفانتيون والجزائر وهولندا في الدور الثاني للبطولة، وشهد اللقاء الأخير الذي لعبه فريق الأكاديمية في البطولة أمام المنتخب الهولندي حضور النجم العالمي وأسطورة هذا الزمان زين الدين زيدان).
ما مضى كان خبراً قرأته في غير صحيفة أبرزت هذا المنجز الوطني الرائع الذي بلا شك جاء بعد التخطيط السليم والمنهجية الواضحة والمهنية الاحترافية العالية التي تتخذها أكاديمية النادي الأهلي كبرنامج عمل تحت رعاية رئيس مجلس أمناء الأكاديمية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز. هذا الأمير النبيل المقلّ في ظهوره الإعلامي كان لديه هاجس وطني يتمثل في إنشاء أكاديمية تجمع المواهب الناشئة، فخطط وعمل ونفذ مشروعه بهدوء وترك المنجزات تتحدث عن نفسها، ولا أتذكر أني رأيت سموه في لقاء تلفزيوني أو حوار صحفي إلا ما ندر، وكان ظهور سموه عبر القناة الرياضية عقب تحقيق الأهلي كأس سمو ولي العهد وسمو الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - ظهوراً مميزاً، ولا أبالغ أنني لأول مرة أشاهد سموه يتحدث، ولأول مرة أسمع نبرة صوته. ذلك الظهور النادر جعل المتابع يتعرف على السبب الحقيقي وراء نجاح أكاديمية الأهلي بعد أن شاهد وسمع تلك العقلية الرياضية الفذة وذلك الهدوء والثقة في عبارات وشخصية (خالد بن عبدالله). إننا لم نسمع للأمير خالد تصريحاً واحداً يتحدث فيه عن أمور مستقبلية داخل الأكاديمية بل كان يجعل لغة الواقع هي التي تتحدث، في حين يتفرغ هو (كعادة الكبار) في رسم الخطط واستشراف آفاق المستقبل ورصد الإيجابيات لتطويرها والبحث عن السلبيات لتلافيها، فبمثل ذلك الرجل وتلك الأكاديمية نطمئن على مستقبل الكرة السعودية.
إن صناع القرار الرياضي في هذا الوطن الغالي ليسوا بحاجة إلى أشخاص يعملون لأجل مصالحهم الشخصية بل إلى أشخاص يقفون معهم جنباً إلى جنب لدعم مسيرة الرياضة السعودية وتطويرها. إن الشارع الرياضي لا ينتظر وعوداً (زائفة) بإنشاء أكاديميات في الهواء كالشركات الوهمية بل ينتظر ما هو أبعد من الوعود؛ ينتظر الأفعال على أرض الواقع ليلمس النتائج والثمار اليانعة، وأكاديمية الأهلي وهي تحقق هذه المنجز أعطت الدروس المجانية لكل من يطلب النجاح ولا يسلك مسالكه بأن العمل الصحيح المبني على أسس ثابتة ينجح، وأن المنطق ينصف العقلاء وأن نتاج واحد مع واحد يساوي اثنين، لا يمكن أن يأتي النجاح عبر الطرق (الملتوية) والأساليب المشبوهة، بل بالعمل الجاد الدؤوب الذي ينطلق من نوايا سليمة ونظيفة ورغبة حقيقية في إضافة أساليب نوعية للرقي برياضة الوطن، وخصوصاً في كرة القدم. إن المتابع الرياضي وهو يرى هذا النجاح الذي حققته الأكاديمية ليرجو أن يرى أكثر من أكاديمية بمثل منهجية عمل عراب الإبداع الأكاديمي الكروي (خالد بن عبدالله). ومن أعماق قلبي أرجو من الله العلي القدير أن يكمل أفراحنا بفوز منتخبنا الوطني الأول بكأس أمم آسيا وتأهل منتخبنا الأولمبي إلى أولمبياد بكين، وفوز ممثل الوطن نادي الهلال بكأس دوري أبطال آسيا، وكذلك تأهله مع شقيقه ممثل الوطن نادي الاتفاق إلى الأدوار النهائية في البطولة الخليجية. لقد اشتاقت الكرة السعودية لمعانقة الذهب لتقديمه هدية متواضعة للوالد والقائد أبي متعب.. ودمتم سالمين.
بالمختصر المفيد
* لقد أحسنت الإدارة الهلالية صنعاً وهي تصرف النظر عن صفقة الطريدي بعد دخولها نفق المزايدات!
* الدوري السعودي المصغّر الذي ستحتضنه تونس الخضراء برعاية راديو وتلفزيون العرب أوائل أغسطس القادم يعد بحق ضربة معلم.
* (وداعاً للمجان) أجمل شعار رفعته الإدارة الهلالية في سياستها الجديدة حيال صفقات الإعارة والانتقال مستقبلاً!
* لقد أثبتت الأيام أن الطيبة الزائدة في التعاطي مع الصفقات لا تؤكل عيشاً!
محمد السالم