اعتاد الإسباني فرناندو توريس على تحمل أعباء الآمال الكبيرة المعقودة عليه وعلى اكتافه الصغيرة، منذ مشاركته لأول مرة وهو في السابعة عشرة من عمره مع اتليتيكو مدريد، وقيامه بدور المنقذ في أكبر أزمة عاشها النادي الإسباني العريق.
وبعد هبوط اتليتيكو مدريد إلى دوري الدرجة الثانية الإسباني لكرة القدم لأول مرة في 66 عاماً، حصل توريس على فرصته في نهاية موسم 2000 - 2001 لتعزيز آمال جماهير الفريق.
وفي غضون دقائق من نزوله ارض الملعب في ثاني ظهور له مع الفريق الأول بالنادي، أجبر اثنين من لاعبي فريق البسيط على ارتكاب مخالفتين ضده تسببتا في طردهما، ثم أحرز هدف الفوز لفريقه في نفس المباراة من ضربة رأس رائعة.
وقال خيسوس جيل رئيس نادي اتليتيكو مدريد في ذلك الوقت (عندما أحرز توريس هدفاً كل ما كنت أستطيع أن أفعله أن أشكر الله .. توريس هو نجم حقيقي وسيكون له باع طويل في كرة القدم الإسبانية).
وأضاف باولو فوتري مدير الكرة في نادي اتليتيكو في ذلك الوقت (إننا كنا شهوداً على بزوغ ظاهرة حقيقية).
وكان اتليتيكو قبل عقد من هذا ترك راؤول يفلت من بين يديه لينضم إلى ريال مدريد غريمه التقليدي، لكن هذه المرة كان النادي مصمماً على الحفاظ جيداً على هذا الكنز.
وكانت جماهير اتليتيكو المخلصة تعلم جيداً عن توريس الذي سجل 55 هدفاً في موسم واحد في منافسات الناشئين والذي قاد منتخب إسبانيا للفوز ببطولتي أوروبا للناشئين والشباب تحت 16 عاماً و19 عاماً على الترتيب.
وسجل توريس 13 هدفاً في أول موسم له بدوري الدرجة الأولى الإسباني موسم 2002 - 2003، ونال شارة قيادة الفريق وهو في التاسعة عشرة من عمره، ثم شارك بعد ذلك في أول مباراة دولية مع منتخب بلاده، ليرى البعض أنه وريث عرش راؤول الفتى الذهبي لمنتخب إسبانيا.
وكان تغييره لطريقة تصفيف شعره باستمرار وحصوله على عقود إعلانية لمنتجات شهيرة، جعلا من توريس أقرب إلى النموذج الإسباني من النجم الإنجليزي ديفيد بيكام، إلا أنه كانت هناك بعض الشكوك دائماً حول إمكانية تمشي مهارات اللاعب الإسباني مع الضجة المثارة حوله.
وسجل توريس بالفعل بضعة أهداف رائعة من بينها تسديدة مباشرة من الوضع طائراً، بنفس الطريقة التي كان يحرز بها الهولندي يوهان كرويف الأهداف قبل اعتزاله، وذلك في مرمى ريال بيتيس عام 2003، ثم هدفاً آخر في مرمى أوكرانيا خلال نهائيات كأس العالم الماضية عام 2006 في ألمانيا، لكن المهاجم الإسباني طالما فشل في استغلال الفرص السهلة التي كانت تتاح له أمام المرمى.
ويعتقد بعض المحللين أن الابتعاد عن نادي اتليتيكو سيعطي توريس مزيداً من الحرية كي ينطلق إلى الآفاق رغم أن بعض المحللين الآخرين يعتقدون أنه سيعاني كثيراً في الدوري الإنجليزي الممتاز.