الرياض -«الجزيرة»
أبدت بعض الخريجات والباحثات عن فرص عمل تساؤلا يحمل بين طياته علامات استفهام وتعجبا حول جدوى إقامة الملتقيات والندوات والمؤتمرات التي تعنى بالتوظيف، وتبحث عن سبل إيجاد الفرص الوظيفية بين الخريجات وطالبات العمل، وبين أصحاب الاهتمام بشؤون التوظيف النسائي ما لم يكن هناك تعاون من كافة القطاعات لتفعيل أهداف هذه الملتقيات والأخذ بالحلول المطروحة بمحمل الجد وإتاحة أكبر قدر ممكن من الفرص الوظيفية النسائية.
وأشار تساؤلهن الى أن غالبية هذه الملتقيات تطرح أوراق عمل تنص على بنود وتوجيهات وتعريفات وحلول ومقترحات للحد من البطالة وقلة الوظائف النسائية، وإيجاد فرص عمل للفتيات بكافة المجالات، ولكنها حلول بعيدة كل البعد عن الواقعية، ولا يمكن أن تتجاوز بطرحها جميع معوقات هذا المجال الذي يصعب به توفير وظائف تتسع لهذه الأعداد المتكدسة من خريجات التعليم اللاتي تزايد أعدادهن بأكثر من 56% خريجة، أو للباحثات عن العمل والعاطلات اللاتي بلغ عددهن أكثر من 176.113 عاطلة.
وأعقبن تساؤلهن بتساؤل آخر عن جدوى طرح معاناة الفتيات واستعراض شكواهن مع قلة الوظائف أمام بعض القطاعات التي تناقش العوائق توظيف الفتاة، وتبدي حلول ومقترحات تجاه ذلك، ولكن دون إظهار نية صادقة للعمل على إزاحة تلك المعوقات التي تحد من إقبال وتوظيف الفتيات.
وأكدن بأنه لوكان هناك جدوى فعلية لما زاد معدل البطالة بين النساء السعوديات وارتفعت من 21.7% في عام 1423هـ إلى أكثر من 26.3% خلال عام 1427هـ وذلك على أقل تقدير أظهرته آخر دراسة إحصائية أجريت عن نسبة بطالة الفتيات السعوديات.
ووصفت أخريات الملتقيات بأنها أقرب ما تكون صفحات لبروز أصوات الأكاديميات وسيدات الأعمال وبعض الجهات والشركات المنظمة لتلك الفعاليات في الساحة الاقتصادية بأهدافها البعيدة عن الجدية.
وعن هذه التساؤلات بينت الأستاذة إلهام الناصر (رئيسة قسم تقنيات التدريب والتعليم في معهد الإدارة العامة بالرياض) بأنها مابين مؤيد ومعارض لما ذكر، و أشارت إلى أن الملتقيات إذا كانت لا تخدم الخريجة والباحثة في معرفة الفرص الوظيفية ولا تُعَرِّفها على حقوقها ولا تبيّن لها كيفية شق طريقها إلى عالم الوظيفة بكل ثقة, فعندها تصبح هذه ملتقيات (للسمعة) أكثر من أنها للفائدة.
واستطردت بأنه في الجهة المقابلة كان ملتقى يوم الخريجة و الوظيفة الذي عقد في الفرع النسوى بمعهد الإدارة العامة في 16 و17 جمادى الأولى 1428 يمس جوهر هذه التساؤلات المهمّة.
كما أن الفائدة الكبيرة التي حصل عليها من حضروا هذا الملتقى انتشر صداها بين الخريجات الأخريات والكثير من أولياء الأمور حيث نشرت وقائع الملتقى في العديد من الصحف اليومية على مدى يومين.
وأشارت إلى أنه مثلما تبرز الملتقيات الكثير من الشركات والأكاديميات المختلفة فيجب أن تبرز القضية الأهم وهي التوظيف كما يجب أن تنعكس تلك الفوائد على الخريجة بشكل أكبر حيث إن الملتقى فرصة لها لرؤية أناس جدد ومعرفة معلومات جديدة والاستفادة من التجارب الشخصية التي تطرح أمامها، والتعرف على الجهات والشركات المختلفة ومعرفة كيفية التقديم أو البحث عن وظيفة.
وأضافت الناصر: لو افترضنا بأن الخريجة أرادت العمل في أحد القطاعات وليس لديها أدنى خبرة عن طريقة التقديم أو عن كيفية كتابة السيرة الذاتية أو عن واجباتها وحقوقها كموظفة أو غيرها من الأمور الأخرى التي لابد أن تلم بها أي موظفة مقبلة على وظيفة فستجد أنه من الصعب جدا معرفة هذه الأمور ما لم تكن قد حضرت مثل هذه الملتقيات والوقوف عن كثب لما تناقشه الأكاديميات اللاتي يكون محور اهتمامهن في الغالب هو الخريجة, حيث يقمن بتوجيههن وتعريفهن بأساسيات التقديم للوظائف من خلال أوراق العمل والمحاضرات.
وعندما وجه نفس هذا التساؤل إلى إحدى الأكاديميات التي طلبت عدم ذكر اسمها قالت: بالطبع الملتقيات والندوات تبرز صوت الأكاديمية وتعرف بالجهات المشاركة أكثر مما تفيد الفتيات الباحثات عن العمل.
واستطردت: أن الخريجة أو الباحثة عن العمل تأمل من حضورها أن تجد وظائف في الحال لدى إحدى الجهات المشاركة في الفعالية أوالتي تستعرض خدماتها ولكنها للأسف لا تخرج بالعادة إلا بمحاضرات ومعلومات مكررة ومستهلكة عن التوظيف والوظائف اي بالمعنى الواضح انه لاجديد فيها.
فيما علقت إحدى الأكاديميات وفضلت عدم ذكر اسمها أيضا بأن هذا التساؤل لا غبار عليه والدليل أن أصوات أكاديمية وشركات مشاركة لم تبرز إلا من خلال أوراق العمل والمشاركات التي تلقى في مثل هذه الملتقيات.
يشار إلى أن بيانات التعليم العالي الواردة بخطة التنمية الثامنة لعام 1427هـ تؤكد نمو أعداد الطالبات والخريجات بمعدل كبير يفوق معدل نمو عدد الطلاب والخريجين، حيث بلغ عدد الطلاب والطالبات المسجلين بالجامعات وكليات البنات والكليات الأهلية بمرحلة البكالوريوس 366.344 طالباً وطالبة عام 1423-1424هـ ومنهم 69.5% طالبات.
وبلغ عدد الخريجين والخريجات خلال السنوات الأربع الأولى من خطة التنمية السابعة (1420-1421ـ 1423- 1424هـ) أكثر من 199 ألف خريج وخريجة منهم 66% خريجات.