Al Jazirah NewsPaper Thursday  21/06/2007 G Issue 12684
الريـاضيـة
الخميس 06 جمادىالآخرة 1428   العدد  12684
من عطل محركات ( الأباتشي ) الزرقاء

في مؤسسة رياضية كبيرة بحجم (الهلال) تبرز عدة ألعاب تحقق منجزات وبطولات إلى جانب اللعبة الأشهر (كرة القدم).. فعلى صعيد الألعاب الجماعية نجد أن لعبة (كرة الطائرة) تأتي مباشرة بعد كرة القدم سواء في نسبة تحقيق البطولات أو حجم المتابعة الجماهيرية.. ولا شك أن هذه المرحلة المميزة التي وصلت إليها الطائرة الهلالية لم تأت بين يوم وليلة بل أتت بجهود رجال مخلصين وصادقين، فعلى مدى 20 عاماً كان اسم (الأمير خالد بن طلال) هو الرقم الثابت في كل منجز وكل بطولة، فقد راهن سموه على تلك اللعبة وكسب الرهان وأعطاها من ماله ووقته وصحته الشيء الكثير الذي لا يملك المدرج الهلالي الكبير حياله سوى الدعاء لسموه بأن يبارك الله في ماله ووقته وصحته ويعجل بشفاء ابنه (الأمير الوليد)، ومما يحسب لأبي الوليد أيضاً بزوغ نجوم ساطعة في سماء الطائرة الهلالية كانت فيما بعد نواة لمنتخبنا الوطني أمثال: عبد اللطيف العرادي - متّعه الله بالصحة والعافية -، فهد الحريشي، حمود العكرش، ماجد التويم، عبد الحميد العوام، عبد الله الراعي، فرحان الفرحان، يوسف فلاتة وغيرهم بالإضافة إلى استقطاب نجوم مميزين من دول مجلس التعاون الخليجي أمثال: رضا علي ومبارك عيد، لقد كتب أولئك النجوم أسماءهم في تاريخ البطولات الإقليمية والقارية بمداد من ذهب.. فمن منا ينسى تلك البطولة العربية التي استضافتها عاصمة المجد وبيت العرب (الرياض) قبل عقد من الزمان وكيف استطاعت كتيبة مغاوير خالد بن طلال الزرقاء عبور أجواء الترجي التونسي في نصف النهائي، ومن ثم الفوز بكأس البطولة عقب مباراة نارية أمام الأهلي المصري، ومن منا ينسى (بيروت) الصمود والتضحية وشجرة الأرز تمد وارف ظلالها للهلال ليحقق على أراضيها أول بطولة آسيوية على مستوى الأندية والمنتخبات السعودية في منجز لم يتكرر حتى الآن؟.. لقد كان المدرج الهلالي إبان تلك الفترة الذهبية يحمل شعاراً يومياً عنوانه: (أين أفرح هذا المساء؟!) فالمناسبات الرياضية المختلفة كانت متقاربة وأبطال الهلال يمارسون هوايتهم في حصد الألقاب، فعلى صالة الدرعية عصراً كان الحريشي وزملاؤه يزفون الأباتشي لبطولة جديدة ومع هبوط مساء ذلك اليوم كان على أرض استاد الملك فهد قصة أخرى بطلها سامي ورفاقه وهم يعيدون صياغة السجل الذهبي الآسيوي! فكان الجمهور الأزرق الذواق يحتفل يومياً مع الأبطال ببطولة أو بطولتين ولم تزل المنجزات مستمرة حتى وقتنا الحاضر، لكن على المستوى المحلي والإقليمي فقط دون أي حضور قاري.. ولا شك أن هذا الشيء لم يعتد عليه المدرج الأزرق وكذلك لم تعتد البطولات الآسيوية الابتعاد مدة طويلة عن بيت وكلاء الألقاب الآسيوية المعتمدين في الوطن العربي والخليج إلا أن الأمل يحدو الجميع بأن يوفق فريق كرة القدم بتقديم مستويات مميزة في دوري أبطال آسيا ليعانق الزعيم البطولة السابعة في تاريخه، وفي لعبة الطائرة - محور موضوعنا اليوم - كان المتابع للاستعدادات الهلالية للبطولة الآسيوية التي اختتمت مؤخراً في البحرين يتوقع عدم وصول الفريق للأدوار النهائية عطفاً على سوء التحضير وشح السيولة المادية المخصصة للفريق بالإضافة إلى تأخر تسليم مكافآت اللاعبين عن أربع بطولات حققوها هذا الموسم! إلا أن نجوم الأباتشي الأبطال قهروا كل التحديات وكانوا بحق رجال مواقف مستلهمين من الشعار الذي يرتدونه كل معاني التضحية التي تربوا عليها في النادي وقلوبهم تنبض محبة ووفاء للوطن الغالي وحققوا المركز الثاني آسيوياً رغم تخلّي الجميع عنهم، فعندما يصل فريق إلى نهائي أكبر قارة رغم كل تلك الظروف أعتقد أنه فريق غير عادي ولديه الكثير ليقدمه لكن أين الدعم المادي والمعنوي من النادي واتحاد اللعبة؟! سؤال كبير بحجم التجاهل الغريب لنجوم الهلال! وفي واقع الأمر كان الهلال يواجه في النهائي الآسيوي منتخب إيران تحت مسمى (نادي بايكان) لأن نظام البطولة - كما هو معلوم - يجيز للأندية الاستعانة بخدمات عدة لاعبين من عدة أندية فكان الاتحاد الإيراني للكرة الطائرة يعلم ويدرك بأن (بايكان) لن يمثل نفسه فحسب في ذلك المحفل بل سيمثل الأمة الإيرانية قاطبة فأعطى الضوء الأخضر له ليسد ثغرات صفوفه بخيرة اللاعبين الإيرانيين فكان من الطبيعي والمنطقي أن يتوج بطلاً لأبطال آسيا.. أما الاتحاد السعودي للكرة الطائرة الموقر فقد اختزل دعمه لممثل الوطن بأن أصدر قرار إيقاف الكابتن أحمد البخيت محلياً لمدة شهرين قبل بدء منافسات البطولة بأيام!! رغم أنه كان بالإمكان تأجيل إصدار ذلك القرار حتى يفرغ اللاعب من مهمته الوطنية! لكن ماذا عساك أن تنتظر أيها القارئ الكريم سوى هذه الصورة النمطية المخجلة في أكثر من اتحاد وهي تتعامل مع ممثلي الوطن بسلبية معهودة يحسدون عليها، ليست القضية خسارة الهلال أو غيره من الأندية فهذه حال المنافسات الرياضية فوز وخسارة إنما القضية مسؤولية وطنية تحتم على كل شخص في أي اتحاد أن يضعها نصب عينيه لأن راية التوحيد ليست رخيصة حتى يساهم البعض في خذلان من يمثلها ووطننا الغالي (المملكة العربية السعودية) ليس مجالاً للأخذ والرد لكي يتم العبث بسمعته عبر تصرفات فردية لا تحركها سوى الانتقائية والميول والتعصب الأعمى! وإني لعلى ثقة بأن سمو الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه أحرص الناس على التمثيل المشرف للأندية السعودية في مختلف الألعاب ويعملان على إزالة كل ما يمنع تميزها في المحافل الدولية، دام الوطن ودامت الرياضة السعودية مزدهرة أبيّة برعاية سلطان ونواف ودمتم سالمين.

بالمختصر المفيد

* الجائزة الأولمبية التي حصل عليها سمو نائب الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل جاءت لتتوج مجهود رجل طالما شرف الرياضة السعودية في المحافل الدولية وأتت لتنصف من جهة أخرى أحد التلاميذ النجباء في مدرسة (فيصل بن فهد) - أسكنه الله فسيح جناته -.

* قرار الأمير محمد بن فيصل بالعدول عن استقالته التي تقدم بها جاء في وقت مناسب جداً فمتطلبات المرحلة القادمة تحتاج إلى الاستقرار الإداري ولا تحتمل أنصاف الحلول.

* ياسر المكاوني، أحمد البخيت، نايف البوحسون، خليل حجي، إبراهيم المسلم، شريف الخليفة، يحيى حنش، أبرز أسماء طاقم الأباتشي الزرقاء الذين حققوا رباعية تاريخية هذا الموسم، مزيداً من التوفيق نتمناه لهم ولبقية زملائهم.

* الغريب أن أمر مشاركة الطائرة الهلالية في البطولة الآسيوية لم يحسم إلا قبيل بدء البطولة بأسبوع!

* كان الهلال قريباً من التعاقد مع اللاعب (أيجور) أفضل لاعبي العالم في مركزه لدعم الفريق في الآسيوية، لكن عدم توفر المبلغ حال دون التعاقد معه وفق ما ذكره الأستاذ منصور الشريف المشرف العام على كرة الطائرة الهلالية!

* باعتقادي أن قيمة التعاقد مع (أيجور) لن تتجاوز إن لم تكن أقل من قيمة كماليات ونثريات أحد لاعبي القدم!

* قال الشاعر:

لا تلم كفّي إذا السيف نبا

صحّ مني العزم والدهر أبى!

* كان على الإدارة الاتحادية أن تقوم بإدراج اسم سيئ الذكر والذكرى (ماركوس باكيتا) ضمن قائمة المكرمين كونه أحد صناع الإنجاز التاريخي!

* في تصريحه الفضائي تهكم بقصة اللاعب الخفي قائلاً بأنه لم يتم التجديد له فكانت فضيحته مع اللاعب البرتغالي بعد أيام من تصريحه.. وسلملي على (مريم)!!

* رضا تكر لمس الكرة بيده داخل منطقة الجزاء الاتحادية ولم تنل تلك اللمسة بكائيات ومرثيات الإعلام المشاكس كما حصل مع حادثة النزهان!

* هل سيصدر يا ترى تنظيم جديد بخصوص صعود (الخويا) للمنصة بأن يشترط مثلاً مرور أكثر من 5 سنوات على بدء خدمتهم لدى معازيبهم؟!!

* في مقال سابق بعنوان: (ما بين نكسة 67 ونكسة العين أزمة مصداقية) ذكرت بأن الحرب بدأت مع بزوغ صباح الرابع من يونيو (حزيران) 1967م.. والصحيح أنه يوم الخامس وليس الرابع، وللأمانة التاريخية جرى التنويه.

محمد السالم


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد