إعداد : سامي اليوسف
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.. قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً
وضيفنا اليوم محمد فودة.. المحلل التحكيمي والمراقب الفني وعضو لجنة الحكام في الاتحاد العربي لكرة القدم
* أبو فهد بماذا تريدني أن أقدمك.. المحلل التحكيمي.. أم المراقب الفني.. أم عضو لجنة الحكام العرب؟ وأيهم يجد محمد فودة نفسه فيه؟
- أهلاً بك يا سامي وأهلاً بجريدة «الجزيرة» التي لها معي مواقف جيدة وأحياناً يكون في الجو غيم من بعض كُتَّابها وأشكر لكم هذه الاستضافة.
ابدأ كما تشاء، فإن أردتني كمحلل تحكيمي فهذا عملي كمحترف وأقوم به بكل مصداقية، وإن أردتني كمراقب فني فهذا امتداد لمجال عملت فيه سنوات من العمر، وأقدم من خلاله جزءاً من الواجب لمجال التحكيم.
أما كعضو للجنة الحكام العرب (مقرر لجنة الحكام العرب)، فهذا وسام منحتني إياه القيادة الرياضية ممثلة بالأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل اللذين لولاهما لما تمَّ ترشيحي للجنة الحكام العرب وأفتخر به، من خلال ما سبق فإنني أجد نفسي في الجميع.
* ما الفرق بين محمد فودة المحلل والمراقب الفني؟
- لا يُوجد فرق فأنا محمد فودة الصريح الشفاف المباشر الذي يتعامل بوضوح مع الجميع سواء كمحلل أو مراقب، وما أقوله للحكم بعد المباراة هو نفسه الذي أدوّنه بالتقرير والتحليل فيه الشفافية والوضوح.
* أنت متهم ب(الانتقائية) فيما يختص بتحليلاتك للأخطاء التحكيمية في مباريات الهلال.. لماذا؟
- قطعياً هذا الكلام جانبه الصواب، وأحب أن أوضح نقطة هي أن التحليل ليس موجهاً للأندية بل التحليل للحكام والإعلام والرأي العام وفريق العمل في برنامج (الراية الثالثة) يعمل بكل جد من أجل الظهور بكل شفافية ومصداقية دون النظر لمن الحالة ومن المستفيد منها أو من خسر منها.. وعموماً عندما ألغي هدف الأهلي أمام الهلال ذكرنا أن قرار الحكم صحيح لأن المهاجم متقدم بجزء من جسمه، أيضاً جميع الأندية ذكر ما لها وما عليها فلماذا ذكرت الهلال فقط بأن هناك انتقائية.. عموماً ثق تماماً أن جميع الأندية نقف معها على خط واحد دون مواربة أو ميول.
* بصراحة هل أحرجك بالفعل المهندس طارق التويجري وحسن القحطاني أثناء مداخلته على خلفية تحليلك لمباراة الأهلي والهلال؟
- أخ سامي أسمح لي أن أقول إن من أهم المكاسب التي خرجت بها هذا الموسم التعرف عن قرب على شخصية بقامة المهندس طارق التويجري الذي كان قمة في التواضع.. راقياً في الحوار.. يحسن الاستماع كما يحسن الطرح.. وجهة نظره بمنتهى الرقي والأدب وبالتالي طرح وجهة نظره وتقبلتها بكل الهدوء ووضحت له وجهة نظري القانونية في كثير من الحالات وتقبلها وبالتالي انتفت عملية الإحراج لأن الشفافية موجودة.
أما الأخ حسن القحطاني فطرح أيضاً وجهة نظره وتطرق لأمور مثل ترسبات ماضية وتقبلتها وقد أخذ أكثر من (6) دقائق وكان من سياسة البرنامج يكون للمتصل دقيقتان فقط، لكن لم أحرج ورددت بمنتهى الهدوء وأنا أحترم وأقدر الجميع لأنني متصالح مع نفسي بشكل كبير.
* هل ما زلت مصراً على رأيك بأن هدف الشلهوب في الاتحاد غير صحيح؟!
- أخي سامي أنا طرحت وجهة نظر القانون ولم أجتهد في حالة تقديرية وهناك فرق كبير بين اللعب السريع (تلعب المخالفة مباشرة دون انتظار صافرة من الحكم أو وقوف حائط الصد) وفي أي مكان في الملعب حتى قرب منطقة الجزاء.
وهناك الركلات الحرة خارج منطقة الجزاء (المادة 13) لها شروط موجودة بالمادة والسؤال المطروح ألم يتوقف اللعب لإنذار تكر؟ ألم يسقط القحطاني على الأرض وحمله لاعب الاتحاد؟
إذاً يجب إعادة حائط الصد لعشر ياردات ولا يستأنف اللعب إلا بصافرة، وهذا لم يحدث في هدف الشلهوب وهذا الرأي ليس للمكابرة أو الإصرار على رأي خاطئ.. هناك قانون وهناك دليل.. الحكام من الاتحاد الدولي الذي يوضح كيفية إدارة الحكم للمباراة حركته وتمركزه وكيفية استخدام الصافرة وعبر جريدتكم الغراء من يريد صورة من هذا الدليل فأنا على أتم الاستعداد أن أزوده بها فقط عليه أن يُراسلني على موقعي في الإنترنت.
* هل فودة يرضخ لإملاءات مسيري قنوات art فيجامل الاتحاد على حساب بقية الأندية والهلال في مقدمتهم خلال التحليل.. ما رأيك؟
art قناة متخصصة وتعمل باحترافية يسودها شفافية عالية وبها جميع الأطياف والانتماءات بها (الاتحادي، الأهلاوي، الهلالي، النصراوي، الاتفاقي... إلخ) فممن تأتي الإملاءات اذا كان رأس الهرم في القناة الشيخ محيي الدين صالح كامل لم ألتق به إلا مرات قليلة وكان يحث على المصداقية ويقول: المصداقية هي التي نريدها على شاشة art وسمعت منه هذا الكلام مباشرة أو من الأخ وليد الفراج الذي قال: الشيخ محيي الدين لا يريد إلا الحقيقة دون مجاملة أو ميول وأعطانا الثقة بمعناها الكامل ونعمل بهذه المنهجية فقط.
* يأخذ عليك البعض عدم ترحيبك للنقاش والانفعالية والعبوس أثناء الأستديو التحليلي.. ليه يا أبا فهد؟
- أنا أحاول أن أستفيد من الكل وأسأل كثيراً في الأمور التي تكون بها إشكالية في قانون اللعبة وأتقبل النقد والنقاش المفيد والقانوني، أما ما ذكرته من انفعالية فأشكر كل من أهدى إليَّ عيوبي والكمال لله، وأعدك لن تراني إلا مبتسماً علماً أنه في وقت العمل أكون جدياً، لكن هذه وجهة نظر تحترم.
* ألا تلاحظ أن من أقصي من التحكيم توجه للتحليل عبر الصحافة الرياضية رغم افتقار البعض للأساسيات.. هل أصبحت المسألة (موضة) جديدة للحكام السابقين برأيك؟
- أشاهد كل يوم محللاً جديداً، لكن ليس من حقي الاعتراض فجميعهم زملاء وإخوان.. وأتمنى لهم التوفيق، لكن قد يكون الصحف هي من تبحث عن هذا المحلل وتطلب منه أن يحلل عندهم وكل وقدراته والجماهير ذكية جداً ولا تمر عليها الأمور ببساطة.
* فودة يجامل الحكام المقربين منه شخصياً مثل: جلال ومدني والعمري ومحمد حامد ويتغاضى (عاطفياً) عن أخطائهم أحياناً، فيما يقسو على الجروان والمطلق ومطرف وميرزا والعباد لأنه لا يحبهم.. ما تعليقك؟
- أنت تعرفني جيداً بأنني أحب الجميع، وليس لي مع أي حكم خصومة شخصية، وجميع من ذكرتهم لهم في نفسي كل التقدير والمحبة وقد أثنيت عليهم جميعاً في مباريات وانتقدت الجميع في مباريات أخرى، لكن إذا كان الحكم يريد الثناء والمديح فقط، ولا يتقبل النقد فهذه مشكلته وليست مشكلتي.. فهل تريدني أن أُثني على حكم يلغي هدفاً وهناك مدافع يقف داخل منطقة الجزاء والحارس في مرماه والمهاجم منطلق من خارج منطقة الجزاء؟؟ ويسجل هدفاً ويُلغى براية خاطئة فهذه هل تغضب؟ ولماذا لا يستفيد منها ويتلافى الأخطاء.
* يلحظ المتابعون الاختلاف في التحليل والتقييم بينك والزيد سابقاً والمهوس حالياً.. مما ينعكس سلباً على ثقافة وتطور الحكم السعودي.. ما تعليقك؟
- الاختلاف وارد في الحالات التقديرية.. أما الحالات التي بها نص فلم يحدث بها اختلاف.. فمثلاً في مباراة الوحدة والشباب حارس الوحدة يمسك الكرة خارج منطقة الجزاء، فالقرار واضح والنص موجود في المادة (12).. المخالفات التي تستوجب الطرد والحكم يمنح بطاقة صفراء فقراره خاطئ فمن يختلف معي في هذه فهذا يعود له، وليس لي فأنا أعرض الحالة ونصها القانوني والقرار النهائي للجنة الحكام بتوضيح القرار من أجل توحيد القرارات.
* بغض النظر عن المغريات المادية.. أيهما تختار: الاستمرار كمحلل فضائي.. أم رئيساً للجنة الحكام..؟
- والله خدمة الوطن وسام على صدر أي شخص يطلب منه خدمة وطنه وأعتقد أن لجنة الحكام قائمة ورئيسها الأخ عبد الله الناصر أتمنى له التوفيق مع زملائه.. وأنا الآن محلل في قناة محترمة أجد فيها كل التقدير والاحترام والأسئلة الافتراضية يصعب الجواب عليها.
* لا يلمس المتابعون الدقة في مسألة التقييم ومنح الدرجات للحكام، أحياناً تمنح حكماً محلياً (ممتاز) على الرغم من صعوبة الحصول على هذه الدرجة لحكام كرة القدم عالمياً؟
- قطعياً لم أمنح حكما أجنبياً أو محلياً (ممتاز) عدا مرة واحدة منحت درجة الامتياز للحكم الإسباني مدينا كنتاليخو وخليل جلال في مباراة واحدة.. أما البقية محلياً كان أو أجنبياً من جيد جداً (8- 8.5) إلى مقبول (6 - 6.9) وأنا معك درجة الامتياز لا يحصل عليها الحكم العالمي، لكن أيضاً مستوى المباراة له دخل كبير في عملية التقييم فلو أن الحكم في مباراة سهلة لم يرتكب مخالفات أو يقع في أخطاء فهل نبخسه حقه.
* يشرح المحلل التحكيمي أخطاء الحكام في المباريات دقيقة بدقيقة وكأنه يريد الحكم أشبه ب(الريبوت) أو الرجل الآلي في تطبيق القانون دون إتاحة الفرصة له لإبراز موهبته وإبداعه كحكم.. هل توافقني في هذا الرأي؟
- قرأت بعض التحليلات فقلت ما هذا: وجدت تسلسلاً زمنياً للمباراة من البداية للنهاية ولم أجد رأياً للمحلل عدا صورة حلوة له فقط فمثلاً قال (الكرة بيد المدافع عند الدقيقة؟؟) (وفي الدقيقة 15 رمية تماس) (والدقيقة 10 كورنر) وجميع ما رصده لا توجد له قرارات (ايه يالحبيب وين القرار) والعنوان الحكم؟؟؟ قدم دروساً في التحكيم وقال الحكم لم يطبق القانون بوضع الفنلة تحت الشورت؟؟ يعني ما وجدت عليه إلا الفنلة تحت الشورت وركلات الجزاء التي لم تحتسب لم تعط رأيك فيها؟؟
لا أعرف لماذا البعض يحب التواجد فقط وأقول التحكيم والتحليل فن السهل الممتنع والجمهور والوسط الرياضي أصبح مثقفاً جداً جداً.
* عندما كنت حكماً لا يُوجد المحلل التحكيمي ولم تكن نسبة الوعي عالية كما هي الآن على الرغم من الكوارث التحيكمية التي ارتكبها زملاؤك في ذلك الوقت.. فلماذا تضغطون على الحكام الحاليين بمشرط النقد والتحليل؟
- طبعاً من لطفك لِمَ تدخلني مع الزملاء وأحب أن أجيب بمنتهى الصراحة الأخطاء واردة في كل زمان ومكان، لكن تختلف من حكم لآخر.. نعم لم يكن هناك تحليل لكن كانت متابعة من اللجنة ونسمع منهم النقد القاسي الذي لو وجد الآن لترك التحكيم أغلب الحكام، لكن كان هناك إصرار على التعلم وتلافي الأخطاء، وليس شرطاً لي، لكن لبعض الزملاء وجيلي حكم مباريات نهائيات فمثلاً حكمت نهائي كأس الملك بين الهلال والاتحاد وكنت حكماً درجة ثانية وكنت الحكم السعودي الأول الذي يقود مباراة نهائي وهو درجة ثانية، وكان الإعلام حاداً وقاسياً أكثر من الآن وتصاريح رؤساء الأندية أكثر شراسة من الآن فبعض الحكام الآن يريد الثناء فقط ولا يقبل النقد (المشاهد بالصورة والصوت) والحالة أمامه ويحاول أن يبرر لنفسه بأنه هو الصح ويفسر القانون على قراره الخاطئ وينتقد من ينتقده ويحاول أن يقلل من فهمه في مجالسه الخاصة ويقول: (يا رجال اتركه ما عليك منه) واكتفى بها، وبعد ذلك نسأل لماذا حضر الحكم الأجنبي؟؟؟
* لماذا لا تستخدم التقنية الحديثة؟ وهل ترحب بوجود محلل تحكيمي آخر في art?
- بإذن الله سيتم تأمين العديد من الأجهزة لاستخدامها في الحالات التحكيمية وقد استخدم بعضها في نهائي كأس العالم 2006م في ألمانيا.. وأهلاً وسهلاً بمحلل آخر وسيكون متواجداً في الموسم القادم وأتمنى له التوفيق مقدماً.
* ما الفرق بين التحكيم سابقاً وحالياً؟
- بصراحة متناهية كان هناك حكام يملكون الموهبة والشخصية القيادية وحب التحكيم وحب الزملاء ويتعبون على أنفسهم بالتمارين ويبحثون عن المعلومة رغم وجود الأخطاء.. أما الحكام حالياً فيهم بعض المواهب بمعنى هناك حكام يملكون الموهبة وهم قلة والآخرون يحتاجون لمراجعة حساباتهم أو ترك المجال لأهم لا يبذلون المجهود الجدي لتحسين مستوياتهم (شاهدت حكاماً يتمرنون لمدة نصف ساعة فقط فكيف يكون الأداء في المباراة؟؟).
* مَن مِن الحكام الحاليين ترشحه للتألق كمحلل تحكيمي؟
هم أصبحوا كثراً في الصفحات الرياضية والخبير التحكيمي (تطلق على من يستحقها ومن لا يستحقها) وإن كنت أرى الزميل إبراهيم العمر أحسن المحللين ومحمد سعد بخيت محلل جيد، وكذلك الزميل أحمد الوادعي رغم أنه لم يحصل على الدولية، لكنه محلل جيد وله رأي مستقل.. أما الحاليون فإبراهيم النفيسة أتوقع له حضوراً جيداً.
ماذا تقول لهؤلاء
1 - عبد الرحمن الموزان:
أستاذ في التحكيم له بصمة في التحكيم السعودي شخصية قيادية ورجل قانون يعتد برأيه.
2 - عبد الله الناصر:
أعانك الله المسؤولية جسيمة وحكام المملكة ينتظرون منك الكثير أنت وزملاؤك في لجنة الحكام.
3 - خالد الدلاك:
ليتك صمت فالصمت حكمة وأكتفي بهذا.
4 - غازي كيال:
حكم رائع وله بصمة في التحكيم السعودي يحمل قلباً صافياً وفقك الله يا أبا فيصل.
5 - محمد الشريف:
حكم مبدع وصديق عزيز (رغم المطبات الهوائية التي مرت بها علاقتنا) لكن الآن عدنا أكثر من الماضي وفقك الله يا أبا أمجد.
كلمة أخيرة
- لك الشكر أخي سامي وقد استمتعت بهذه الأسئلة والإجابة عليها بمنتهى الصدق ودون دبلوماسية، كذلك تحياتي للحبيب أبي مشعل الرجل الصادق الجريء ولجريدة الجزيرة الغراء.. متمنياً من الجميع أن يسود بيننا حسن النوايا ولا نظن في بعضنا البعض إلا كل خير ولنجعل الرياضة وسيلة لتحقيق الأهداف الأسمى للرياضة وللجميع تقديري.