اعداد - نواف الفقير
استثمار بلا هوية يتعاطى الطبيعة ويدّعي وصلها ويسفِّه من دور الطب والعِلم، يستمد قوته من روايات الناس وتوصياهم.. حاولت (الجزيرة) أن تلج بوابات هذا العالم المليء بالأسئلة عالم المعالجة بالوهم بالطب الشعبي لتغوص في واقعه الاقتصادي وتستكشف آلية العرض والطلب حين لاتكون نقط التوازن بينهما سوى مجرد الوهم والخرافه !!مع التأكيد أن ذلك لا يعكس الواقع الكامل لهذا العالم، حيث إن الطب الشعبي الواضح المعالم المستند إلى الطب النبوي أو تجارب المختصين يمثل صورة أخرى غير تلك التي نتحدث عنها في هذا الاستطلاع الذي يتناول طب الوهم والخداع!!
في البداية قال أحمد الحرين وهو من جنسية عربية: أنا في مجال والعطارة منذ 18 عاماً.. وقد اكتسبت خبرة في هذا المجال من خلال أحد أقاربي.. حيث كان يقوم بوصف خلطات لعلاج الكآبة والكدر .. وأيضا للسيطرة على الصلع وغير ذلك من خلطات سواء تخص الرجال أو السيدات.
وأضاف (والحديث للحرين) قد اكتسبنا شهرة واسعة.. وأصبح العلاج الذي نقدمه وهو عبارة عن خلطات يلقى رواجاً كبيراً .. وحينما سألناه عن معدل الأسعار لهذه الخلطات أجاب أن هناك اختلافا بالأسعار بحسب الخلطة .. وقدم لنا مثالاً لذلك بقوله: هناك خلطة من ثلاث درجات لعلاج الصلع فكلما قلّت الفترة للقضاء على الصلع نجد أن سعر الخلطة يكون أغلى .. وأضاف: سعر الدرجة الأولى لخلطة الصلع وهي التي تقضي عليه خلال شهرين يبلغ سعرها 850 ريالاً والدرجة الثانية تقضي على الصلع بوقت أكثر نجدها بـ450 ريالا، أما الخلطة الأخيرة وتقضي على الصلع بوقت أطول من الخلطات الأخرى نجدها بـ150 ريالاً. وحينما سألناه انه قد تتسبب هذه الخلطات في أمراض أو لا تعالج المرض المقصود أشار إلى أن هذه الخلطات مجربة ومضمونة.
انتقلنا إلى بائع آخر أمامه عدد من الخلطات والأدوية الشعبية وأمامه عدد من النساء.. استرقنا السمع بغرض الفائدة للقارئ فوجدنا أن المفاوضات الدائرة بين الجانبين حول علاج أعشاب للتخسيس وآخر للقضاء على حب الشباب وتفتيح البشرة .. استغربنا هذه المفاوضات حيث إن البائع المدعي أن علاجه سيعالج هذه الأعراض يريد سعر 120 ريالاً لتفتيح البشرة وللتخسيس 160 ريالاً والطرف الآخر يرفض هذه الأسعار.. وانتهت المحاولات بانتصار سعر البائع .. حاولنا أن نسأل الزاعم بأنه طبيب أعشاب فرفض الحديث وقال: إذا عندك علة أو مرض أخبرني حيث إن أغلب خلطاتي تعالج أغلب الأمراض التي تصيب الإنسان .. وخلال الحديث أتى شخص يسأل ما إذا لدى هذا البائع علاج للدوالي التي تصيب الوجه والظهر أجابه بأن يأتيه بعد ساعة ليعطيه العلاج .. وعلل البائع قوله بأنه سيتصل بالمعمل ليحضروا العلاج .. وحينما سأله عن السعر والضمان أجابه بأن سعره 200 ريال.
وحول الضمان أكد أن جميع خلطاته معروفة ومضمونة .. تفاجأنا بهذا الكلام وسهولة إقناع المشتري لننتقل إلى مكان آخر ومخادع آخر وفريسة أخرى لنجد الحكاية تتكرر مع اختلاف المرض أو العلة واختلاف السعر واختلاف البائع .. لم يكن أمامنا سوى مواجهة أحد المستهلكين وسؤاله عن سبب قدومه.. فأجاب أن الخلطة التي لديه قد انتهت وأتى لنفس المحل ليشتري نفس الخلطة التي تحد من السعال .. وحول سعر هذه الخلطة أجاب: قيمتها 60 ريالا .. اندهشنا مما واجهناه .. ألهذا الحد عقولنا أصيبت بغشاء لا يمكننا من إدراك المعقول واللا معقول .. لكن وبعد ما سمعنا نقول (عش رجبا ترَ عجبا).