Al Jazirah NewsPaper Monday  11/06/2007 G Issue 12674
محليــات
الأثنين 25 جمادى الأول 1428   العدد  12674
نهارات أخرى
الهيئة.. كيف ولماذا؟!
فاطمة العتيبي

لقد كنت مع طبيعة الدور الذي تقوم به الهيئة..

ولو كان هذا الدور مسؤولية جهاز آخر في الدولة لامتدحته أيضاً..

والدور يتمثل في سرعة النجدة والتعامل مع المضايقات التي لا تدخل ضمن طائلة التعدي أو الجناية، بل هي ممارسات تتنافى مع خصوصية الإنسان وحقه في الحياة النقية.. وغالباً تأتي هذه الممارسات من شباب طائش تعوزه ثقافة حق الآخر وتعوزه ثقافة خصوصية الآخر وكرامته!.

** ولقد كنت ضد ممارسة التجسُّس والاشتباهات المستندة إلى صورة ذهنية تكون قد سيطرت على مَن يقوم بها وحده ويرتِّب في عقله سيناريو ثم يصدِّقه ثم يقبض ويتهم ويحقق ويعاقب ويصبح دولة في شخص يعطي لنفسه كل الصلاحيات التي وزَّعتها الدولة على جهات متعددة.. كل هذا بحماس للخير أو رغبة مرضية للتنفيس، وهذا يختلف من شخص إلى آخر..!

** الهيئة جهاز من أجهزة الدولة لا أعتقد أنه أكثر قداسةً مثلاً من وزارة الحج أو وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف..وكل هذه الأجهزة تُنتقد بشدة.. ولا يتهم منتقدوها بأنهم ضد الصلاح وضد التقوى وضد الخير.

** الحسبة أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صفة ارتبطت بكل مسلم، وليست وقفاً على المنتسبين إلى جهاز الهيئة..

** ونحتاج إلى نشر ثقافة الصلاحيات والمهام لكل جهاز في الدولة؛ حتى يعرف المواطن موضع قدمه وإلى أين يتجه.. ويتحدث وهو في موضع القوة؛ لأنه يملك المعرفة والثقافة ووضوح الرؤية!.

** لم يَعُدْ غريباً أن تتصل بجهة أمنية وتفاجأ بمن يقول لك: هذه مسؤولية الهيئة.. حتى حراس أمن الأسواق حين تستنجد بهم لأمر ما يقول الواحد منهم: هذه مسؤولية الهيئة..

** ما مسؤوليات الهيئة؟.. وما مهامها؟ وما حدود صلاحياتها؟ وهل تتقاطع مع صلاحيات جهات أخرى؟ وهل يتجاوز أفرادها المتحمِّسون سقف الصلاحيات الممنوحة لهم؟

** خيرية الأمة مرتبطة بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأمة ليست جهازاً حكومياً معيناً، إنها كل أفراد المجتمعات الإسلامية، واجتهاد الدولة في تأسيس هذا الجهاز اجتهاد في محله ولا شك، لكن الفضيلة فطرة فطر الله الناس عليها، وكره الرذيلة خاصية إنسانية تجتمع عليها كل البشرية..والخير هو الأعم، والشر هو الأقلّ.. فالفاسد نفسه لا يحبّ أن تقول عنه إنه فاسد ويسعى إلى إخفاء فساده!.

** فهل تتعارض (إن صحَّت مرويات الصحف) الفكرة التي يؤمن بها هؤلاء المتحمِّسون (المتعاونون) مع فكرة المؤمن لا يتجسَّس ولا يتحسَّس ولا يغتاب ولا يأكل لحم أخيه ميتاً نميمةً؟!

هل تتعارض أفكارهم وتتناقض مع صفة المؤمن المحسن للظنّ دائماً؟!

** على هذا يحتاج بعض منسوبي الهيئة إلى إعادة صياغة في تفكيرهم وتنميته الإيجابية المؤدية إلى الاعتقاد بخيرية الناس على الأعم واستثنائية الشر، وهنا سنتمكن حقاً من اسم (حرَّاس الفضيلة) معنوياً وليس مادياً!.

Fatema2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5105 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد