كان هناك العديد من النظرات.. والعديد من الرؤى.. التي كانت تُوحي بطريقة أو بأخرى.. أن فوز الاتحاد بأغلى كؤوسه على الإطلاق.. لم يكن ليتحقق.. لو أن الهلال كان في كامل عافيته.. أو على الأقل تحقق أحد العناصر الثلاثة.. المتمثلة بتسجيل الخثران تلك الفرصة الثمينة.. أو احتساب جزائية ضد تكر.. أو عدم غياب الشلهوب..!
كل هذه الأقاويل.. لن تسلب العميد بطولته.. ولن تؤثر فيها.. وأن الاتحاد هو بطل كأس الدوري.. هكذا يقول التاريخ.. أما كيف كسب.. أو كيف لعب.. وأن غياب الشلهوب عزز من حظوظه.. ومعسكر العين أنهك منافسه.. وحكم اللقاء فوّت احتساب ركلة جزائية صريحة.. فهذه كلها جدلية.. لا تُقدم ولا تؤخر.. ولا تؤكل عيشاً.. ولا هم يحزنون...!
نهنئ الاتحاد.. تهنئة كبيرة.. لأنه فعلاً يستحق التهنئة.. بعيداً عن كل تلك الأقاويل.. لذا فالعميد هو البطل للدوري.. علينا أن نحتفي بهذا البطل.. الذي سعى لبطولته بكل قواه.. إضافة إلى أنه تعامل مع كل الظروف التي واجهته بعقلانية وذكاء.. افتقدهما الهلاليون.. وانتهجهما الاتحاديون.. فكان الكسب والانتصار في النهاية.. لمن خدم الكرة.. وتعامل معها بذكاء ومنطق.. وشاحت في وجه من تعالى عليها.. ولم يُقدر مكرهاً...!
العميد دخل المباراة النهائية.. بثقة الفريق البطل.. الواثق من إمكاناته.. وأحقيته بالكسب.. ومن هذا المنطلق.. تحققت أمانيه.. بعد أن فرض أسلوبه في الملعب.. بأسلوب الفريق البطل.. وليس الفريق التائه.. الذي ظل طوال تسعين دقيقة.. يبحث عن نفسه داخل ساحة الميدان..!
الاتحاد خسر الدوخي والواكد.. ومع ذلك لم يشتك ديمتري من النقص فتعامل بخبرته.. وجدد الثقة في البدلاء.. حتى ظهروا بصورة أفضل فيما لو شارك الدوخي والواكد.. هذا فضلاً من أن ديمتري بث شعور الفريق البطل في عناصره.. والأهم من هذا كله.. أن الاتحاديين جميعاً تجاوزوا.. عقدة الخذلان في النهائيات بعد فقدانهم للبقية أمام الأهلي.. ولذا جاء الحضور مشرفاً للعميد في النهائي.. وحقق أغلى.. وأهم ألقابه..!
ليلة السبت الحزينة...!
الهلاليون الأحد عشر الذين خسروا نهائي كأس الدوري أمام الاتحاد.. لم يكونوا إطلاقاً داخل الملعب.. ولم يكن هناك سوى فانلات زرقاء تتحرك دون أجساد.. وإن كان هناك من جسد يرتدي إحدى هذه الفانلات على استحياء.. فهو جسد دون روح.. وفانلته لم تلمسها قطرة عرق واحدة.. بل هي ارتوت تماماً بعرق الراجفين المرتبكين...!
كل هلالي متابع.. وكل هلالي فطين.. يدرك تماماً.. أن ليلة السبت الحزينة.. لم يكن طرفها اللاعبون وحدهم.. وأي عاقل لا يمكن له أن يحمّل عبد العزيز الخثران خسارة المباراة.. وفقدان اللقب.. فالآمال ضاعت لأن الحال الهلالية استمرت على ما هي عليه.. بل الأمور زادت سوءاً..!
الهلال منذ بداية الموسم لم يكن مقنعاً.. وقلنا حينها بأن الهلال ليس هو الهلال الذي نعرفه.. ارتجالية في الإعداد.. وتخبطات إدارية وفنية.. وأزمة تجديد عقود.. وتعاقب مدربين.. ونكبة برازيلية اسمها الفن.. أما القشة التي قصمت ظهر الهلال.. فهي التعاقد مع المدرب العجيب باكيتا.. وإقرار معسكر العين الذي فشل فشلاً ذريعاً..
وعندما أقول ذريعاً فأنا أعي ذلك تماماً.. أما باكيتا.. فكل من فكر بالتعاقد معه فقد قتل الهلال من الوريد للوريد.. فباكيتا مدرب مفلس.. وحتى عندما فاز مع الهلال في بطولاته السابقة دوره لم يكن واضحاً.. فاللاعبون واسم الهلال هو من صنعه.. والمدرب البرازيلي قلتها عند إعلان التعاقد معه أنه لن يضيف للهلال شيئاً.. فهو في السابق كان يعتمد في بناء خطته كاملة على خطأ ينفذه كماتشو...!
لقد نحر باكيتا مصادر القوة الهلالية بغباء كروي فاضح في المباراة النهائية.. وللأسف الشديد لم يوجد من الهلاليين من يرشده إلى أخطائه الكبيرة التي وقع بها.. وكان مدرباً عجيباً بمعنى الكلمة.. وبجهل لا مثيل له.. فأحداث المباراة توجب التدخل منه.. لكنه لم يكن هناك أبداً.. بل كان في وادٍ آخر بعيداً تماماً عن المباراة وأجوائها وأحداثها..!
ضعف شخصية باكيتا... تراها في طريقته الدفاعية التي تتمثل في الخوف الدائم.. فهو لعب بحارس مرمى وتسعة مدافعين ومهاجم واحد.. وأخفى بذلك شخصية الهلال المعروفة.. وخسر مهاجماً بحجم ياسر.. ومع ذلك عالج خسارة فريقه بفقدان ياسر.. إلى مضاعفة جراح فريقه بإشراك العنبر وهو لاعب الصندوق فقط.. وانكشفت الأطراف الهلالية.. وركز فريق الاتحاد هجومه عن طريقها.. وتغابى باكيتا عن معالجة الموقف.. أور بما نسي أنه المدرب.. وظل متفرجاً فقط على بوادر الإجهاد الواضحة في لاعبيه.. وكأن ملامح وجهه تقول... إن العين أصابت الهلال...!
المجلس البلدي وشباب بريدة...!
تابعت دورة الشيخ فهد المحيميد... وهي أبرز وأكبر دورات الحواري التي تُقام في بريدة.. وأكثر ما لفت نظري.. هو تلك الحشود الجماهيرية الكبيرة في النهائي حتى ضاق بهم الملعب.. ولم يجدوا لهم مكاناً في متابعة المباراة النهائية...!
مثل هذه الدورات مهمة للشباب.. تقضي على أوقات فراغهم.. وهي تقريباً المتنفس الوحيد لهم.. وهي إلى جانب ذلك مهمة حتى للأندية.. فمن ملاعب الحواري تكتشف المواهب.. والأندية بعد ذلك تتبنى هذه المواهب وتقدمها للساحة..!
من يشرف على هذه الدورات.. ويقوم بتنفيذها.. هم شباب مليئون بالحماس والنشاط والجدية.. لكن تظل تجربتهم ناقصة.. بعدم تواجد الإمكانات الجيدة.. التي يأتي في مقدمتها الملاعب المؤهلة لاحتضان مثل هذه المناسبات الشبابية.. والسؤال الذي يفرض نفسه.. لماذا هؤلاء الشباب يظلون في هذه الملاعب الترابية الخطرة...؟!
لماذا لا يكون هناك ملاعب في الأحياء مخصصة للشباب؟.. مهمة المجلس البلدي في بريدة كبيرة تجاه هؤلاء الشباب.. بضرورة توفير أماكن لهم صالحة للعب.. دون إصابات خطرة.. ودون تأثر بالأجواء المليئة بالغبار.. لا نطالب هنا بملاعب أو منشآت ضخمة.. المطلوب فقط هو زراعة بعض الأراضي الحكومية.. حتى تكون أماكن آمنة للشباب...!
بقايا...
* معسكر العين لا يختلف أبداً عن معسكر الشرقية الذي أقامه الهلال قبل مباريات المربع في موسم سابق وكانت النتيجة واحدة...!
* إذا كانت مشاكل فريق الوطني بدأت من الآن فماذا سيحدث في وسط الموسم..؟!
* الشباب يجدد عقد لاعبه الموينع بـ200 ألف وهو اللاعب الأساسي بالفريق ويتعاقد مع لاعب غير سعودي يتقاضى 700 ألف دولار سنوياً...!
* ليس مطلوباً من الهلاليين أن يجددوا لتفاريس فقط، بل البحث عن لاعب آخر غير سعودي يلعب بجانبه...!
* الهلال بحاجة إلى أن يتعاقد مع لاعب مدافع بدل طيب الذكر الفن إن أرادوا الهيبة لفريقهم..!
* في نهائي كأس الدوري كان صالح الصقري هو نجم المباراة الأول دون منازع..!
لقطة
انتظروا في الأيام القادمة مزيداً من الاستقالات داخل الأندية، لكنها جميعها ستكون استقالات مضروبة...!
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6933» ثم أرسلها إلى الكود 82244
yazidl-5@hotmail.com