رفض لاعبو الاتحاد أن يخرجوا من الموسم بدون بطولة على أقل تقدير كعادتهم في السنوات الأخيرة وأسعدوا جماهيرهم بأغلى وأثمن بطولة ومن أمام فريق كبير وعريق, قدموا مباراة كبيرة ليستحقوا عن جدارة تقلد الذهب في وقت بالفعل كان كل اتحادي بحاجة لهذا الفوز من جماهير ولاعبين وإدارة وجهاز فني وأعضاء شرف ليعود الهدوء والاستقرار للبيت الاتحادي بعد أن لاحت في الأفق عوامل تغيير ربما لا تصب في مصلحة الكيان الاتحادي وإنما كانت لمجرد التغيير فقط.
لم تكن الأمور الفنية هي الفيصل في المباراة، بل إن الرغبة في الفوز هي التي صنعت الفرق ومن خلالها تقدم ظهيرا الجنب في الاتحاد في الوقت نفسه ليسجل أسامة الهدف الأول ويتقدم المنتشري (قلب الدفاع) في اللحظات الأخيرة من المباراة ويتلقى عرضية من كيتا (رأس حربة) ليرتقي لها من فوق مدافعي الهلال ويسجل أغلى أهدافه في هذا الموسم, إذن كما نرى لم تكن تعليمات مدرب بل روح ورغبة جادة في الفوز ليثبت اللاعبون أنهم ذهب لم يصدأ وجيل ما زال قادراً على تحقيق البطولات برغم الهزات خلال هذا الموسم إلا أنهم استطاعوا أن يقفوا على أقدامهم من جديد ويقولوا كلمتهم بقوة.
وما زال البرق الاتحادي من أهم عوامل هذا الانتصار حيث بمجرد نزوله إلى أرض الملعب دبت روح البطولات داخل الجسد الاتحادي ووضعوا الهلال في ملعبهم من خلال معظم دقائق الشوط الثاني في مشهد لم نر فيه الهلال أبدا منذ سنوات طويلة, وقدم حمزة إدريس عصارة خبرته المتوجة بالعديد من البطولات المحلية والخارجية لينهي ركضه داخل المستطيل الأخضر ببطولة أخيرة, وأتمنى ألا يغادر حمزة الوسط الرياضي كما غادره سابقون, حيث إن أبا موفق لديه الكثير والكثير ليقدمه سواء على مستوى ناديه أو المنتخبات وأتمنى ألا تهدر طاقة وخبرة وكفاءة دون أن يستفاد منها بالشكل المطلوب.
بشكل عام استفاد الاتحاد من خسارته في نهائي كأس ولي العهد ونهائي كأس الأمير فيصل بالشكل الإيجابي من جميع النواحي وعلى ضوئه ظهر استعداد الفريق بشكل خاص لهذه المقابلة وبهدوء ليقطف ثمار جهد موسم كامل ويعوض جماهيره ومحبيه وداعميه عن كل النهائيات والبطولات السابقة وبالفعل كان مسك الختام لهذا العام رسم بسمة جميلة على وجوه كل اتحادي محب لناديه.
في الوقت الذي استحق فيه الاتحاد الفوز بكل جدارة لم يقدم الهلال أي شيء يستحق من خلاله الفوز من خلال مجريات المباراة، وظهر بشكل غريب في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين ليخسره للمرة الثانية على التوالي برغم تحقيقه سابقة تاريخية كونه يلعب سابع نهائي محلي في خلال ثلاث سنوات وحقق منها خمسة, ولكن الجماهير التي تعودت على الذهب لا ترضى بالفضة.
أسهم باكيتا بشكل كبير في الخسارة حيث إنه لم يستفد من طول فترة الاستعداد بالشكل الإيجابي في تجهيز الفريق لا من الناحية الفنية ولا اللياقة برغم وجود الخبير عبد اللطيف الحسيني ضمن جهازه الفني, وكانت بالفعل حالة لاعبي الهلال اللياقية من أهم عوامل الخسارة وهذا يشكل علامة استفهام واستغراب من الجميع, كما أن السيد باكيتا لم يستفد من عامل الخبرة في الهلال كما استفاد ديمتري من حمزة في الاتحاد حيث إصراره على إبقاء الخبير سامي بجانبه وهو الذي يعرف من أين تؤكل الكتف في مثل هذه المباريات بالإضافة إلى تجاهله لنواف رغم غياب الشلهوب ووجود فراغ كبير في الجهة اليسرى في صفوف الهلال والتي استفاد منها الاتحاد في تسجيل الهدفين يعطي مؤشراً أن المدرب لم يتعامل مع المباراة بالشكل المطلوب رغم تقدم فريقه بهدف خرافي سجله أفضل لاعبي الهلال عمر الغامدي.
في نهاية المطاف نقول ألف مبروك للاتحاد على الذهب وحظ أوفر للهلال في الاستحقاق القاري القادم والمهم جداً في مسيرته.
alsanie_hamad@yahoo.com