أجرى اللقاء - محمد الشقاء

أكد الدكتور عبدالواحد بن خالد الحميد وكيل وزارة العمل، مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية، أن الصندوق قادر على دعم أي خطط وبرامج تهدف إلى توظيف طالبي العمل من الجنسين، وأنه حتى الشهر الماضي أبرم اتفاقيات مع عدد من منشآت القطاع الخاص؛ لإتاحة نحو 160 ألف فرصة عمل في منشآت القطاع الخاص.

وقال الحميد في حديث مع «الجزيرة» قبل إقامة ندوة (آفاق السعودة في ظل التحديات المختلفة) التي يلقيها مساء اليوم بمقر الغرفة التجارية الصناعية بالرياض: إن الصندوق انتهى من عرض توصياته بخصوص تطبيق أسلوبين في تشغيل المرأة من خلال العمل عن بعد، كما ذكر أن أكثر من 500 طالبة جرى إقراضهن من خلال برنامج إقراض الطالبات في الكليات والمعاهد الأهلية في عدد من التخصصات الخاصة. مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية تحدث عن الكثير من خلال هذا اللقاء.

* دكتور عبدالواحد.. بداية نود التعرف على الندوة التي تقومون بإلقائها مساء اليوم؟

- الندوة تحمل عنوان (آفاق السعودة في ظل التحديات المختلفة)، وسوف تتناول قضية السعودة كخيار أساس للقضاء على البطالة وأسس تطبيقها ووسائل دعمها في ظل التحديات والعقبات المختلفة التي تحول دون إتمامها إلى جانب الوسائل الممكنة لتحقيق نسب السعودة المقررة، وهذه الندوة تأتي بمناسبة تأسيس فرع الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية (أشرم) التي نتمنى لها التوفيق والنجاح وتحقيق أهدافها الخيرة المتمثلة في نشر مفاهيم وثقافة إدارة الموارد البشرية.

* نود معرفة الرقم الكلي للسعوديين الموظفين من خلال الصندوق؟

- أبرم الصندوق حتى 22-4- 1428هـ اتفاقيات دعم مع عدد من منشآت القطاع الخاص لإتاحة نحو 160 ألف فرصة وظيفة منها ما يقارب 148 ألفاً للذكور وأكثر من 11 ألف فرصة وظيفية للنساء.

* زادت نسبة البطالة بمقدار 12% وفقاً لآخر الإحصاءات؛ فهل يعني ذلك ضغوطاً أكبر على الصندوق وهل يملك الصندوق إمكانيات كافية للمساهمة في تقليصها؟

- الصندوق لديه الاستعداد والإمكانيات لدعم أي خطط وبرامج تهدف إلى تدريب وتوظيف طالبي العمل من الجنسين في منشآت القطاع الخاص.

* هل موارد الصندوق كافية لتلبية احتياجاته وتحقيق أهدافه الحالية والمستقبلية أم أنه يحتاج إلى مزيد من الدعم؟

- نعم.. لدينا القدرة على دعم أي خطط وبرامج تهدف إلى توظيف طالبي العمل من الجنسين في منشآت القطاع الخاص فنحن نسعى إلى تحقيق هدف توظيف السعوديين.

* هناك عوائق تحول دون توظيف المرأة في كثير من المجالات المناسبة لها.. هل درستم تلك العوائق وطرق حلها وعلاجها؟

- فعلاً توجد عوائق اجتماعية لتوظيف المرأة، ولكن بخلاف ذلك لا توجد عوائق رئيسية تواجه توظيف المرأة دون الرجل فالعوائق مشتركة ويتطلب ذلك المبادرة الذاتية والصادقة من منشآت القطاع الخاص لاستيعاب طالبي العمل من الجنسين والاستفادة من الجهود المبذولة من الجهات الرسمية ومنها صندوق تنمية الموارد البشرية، ولم يغفل الصندوق عمل المرأة وقد قام الصندوق بإنشاء فرع نسائي للصندوق مقره في مدينة الرياض؛ وذلك تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء رقم 120 كما أتم الصندوق تدريب 18558 طالبة عمل من خلال برنامج تهيئة طالبات العمل في القطاع الخاص وشمل 17 محافظة، كما قام الصندوق بإقراض أكثر من 500 طالبة عبر برنامج إقراض الطالبات في الكليات والمعاهد الأهلية في عدد من التخصصات.

* وكم هي عدد فرص التوظيف النسائية التي التزمتم بها في الصندوق؟

- التزمنا بمنح فرص لتوظيف النساء في منشآت القطاع الخاص وبلغ عددها 11.308 فرصة وظيفية حتى 22-4-1428هـ وذلك حسب الفرص المتاحة من قبل منشآت القطاع الخاص.

* من بين أهداف الصندوق (القيام بالبحوث والدراسات المتعلقة بأنشطته).. ما هي الدراسات التي قمتم بها وأيضاً ما هو أبرز ما تم تنفيذه منها حتى الآن؟

- قام الصندوق بدعم تنفيذ عدة دراسات لعل من بينها دراسة معايير تقييم مراكز ومعاهد التدريب الأهلية ودراسة عن واقع التدريب في المؤسسات الأهلية والحكومية وتحدياته ودراسة لواقع التوظيف وتحدياته في القطاع الخاص السعودي وأيضاً دراسات عن التسرب الوظيفي للقوى العاملة وواقع التدريب الداخلي في منشآت القطاع الخاص ودراسة لمعرفة إطار منهجي لتشغيل النساء في ظل تبني خيارات العمل عن بعد.

* على ذكر دراسة تبني خيارات العمل عن بعد الخاصة بالمرأة.. إلى أين وصلتم بهذه الدراسة؟

- نسعى من خلال هذه الدراسة إلى البحث في إمكانية تطبيق أسلوبين في تشغيل المرأة من خلال العمل عن بعد حيث إن الأسلوب الأول يرتكز على العمل من المنزل والاتصال عن بعد مع المؤسسة التي تقوم بتشغيل المرأة وتسمح لها بتأدية الأعمال المطلوبة منها من منزلها، أما الأسلوب الثاني فيتحقق من خلال عمل المرأة من منزلها لحسابها الخاص، بمعنى أن تقوم بإنتاج سلع وخدمات داخل المنزل بهدف تحقيق الربح، وتصبح مهمة المرأة في هذه الحالة إدارة عملها الخاص من تخطيط وتنظيم ورقابة وتطوير وتسويق للمنتجات. وتتمثل الأهداف الرئيسية لها إلى دراسة وتحليل سلوكيات ودوافع وحوافز عمل وتشغيل المرأة في البيئة السعودية والتعرف على توجهات كل من المرأة السعودية والشركات السعودية والجهات ذات العلاقة تجاه تطبيق العمل عن بعد. وأيضاً التعرف على مشكلات ومعوقات تطبيق العمل عن بعد، وتحديد كيفية مواجهتها والتعرف على ماهية الأدوات والأساليب المناسبة لتنفيذ الخيارات المطروحة للعمل عن بعد وكذلك التعرف على مدى الحاجة لتعديل النظم أو برامج أو تسهيلات خاصة لتنفيذ خيارات تشغيل المرأة المقترحة.

* وماذا خرجتم من توصيات حيال هذه الدراسة؟

- خرجنا بعدد من التوصيات من أهمها الدعوة إلى التنسيق الكامل بين الجهات الحكومية ذات العلاقة بتطبيق خيارات العمل عن بعد في مجال تشغيل المرأة والاستفادة من تجارب الدول التي تبنت نظم العمل عن بعد في توفير فرص عمل لمواطنيها وأيضاً وضع التشريعات والقوانين الشاملة التي تنظم العمل بأنظمة العمل عن بعد وتتيح له صفة الرسمية.. ومن التوصيات أيضاً الدعوة إلى إنشاء جهة مركزية أو إدارية تتبع وزارة العمل، وتتمثل مهمتها في الإشراف على عملية إدارة وتشغيل أنظمة العمل عن بعد وأهمية أن تتولى الجهات الرسمية الإشراف على النظام، بينما يتولى القطاع الخاص مهمة تشغيل وإدارة النظام وكذلك تركيز الجهود على بناء ثقافة عمل جديدة لدى المنشآت ولدى الأفراد والدعوة إلى وجود دور واضح وملموس للجامعات في مجال تفعيل خيارات العمل عن بعد، إضافة إلى العمل على تطبيق مفهوم العمل عن بعد في القطاع الحكومي، وتوظيف سيدات في عدد من الجهات الرسمية وفي وظائف تتواءم مع هذا الأسلوب في العمل.

* وماذا تتطلعون بعد وضع هذه التوصيات؟

- نتطلع إلى تفعيل التوصيات التي خرجت بها الدراسة بتعاون الجهات ذات العلاقة.

* مطلع عام 2005م أعلن عن قيام مركز توظيف للسعوديين أطلق عليه مركز الملك فهد للتوظيف والعام الماضي اجتمعتم في الظهران لأجل تفعيله.. فماذا تمّ هذا العام؟ هل تمّ تفعيله بالشكل المطلوب؟ وما العقبات التي تواجه المركز؟

- مركز الملك فهد للتوظيف أحد برامج الصندوق التي يعول عليها الكثير وهو يسير وفق ما خطط له وقد بدأ العمل فعلياً وقام بجهود واضحة وقدم خدمات كثيرة للجمهور المستهدف وهو يهدف إلى تسهيل توظيف السعوديين في القطاع الخاص، وتقديم خدمات الإرشاد المهني للطلاب ولطالبي العمل. ويبرز دور المركز من خلال تقديم خدماته بالتركيز على محوريين رئيسيين هما خدمات التوظيف وخدمات الإرشاد المهني ويتبع المركز حالياً طريقة التوظيف المباشر إذا كانت طلبات المنشأة لا تقل عن عشر وظائف وذلك من خلال عقد أيام توظيف يكون فيه المركز حلقة وصل بين طالبي العمل ومنشآت القطاع الخاص وقد تم البدء في تنفيذ هذه الطريقة منذ 29-2-1428هـ والآن يعمل المركز على توسيع نظام الإرشاد المهني وذلك باستكمال تصوير باقي المهن.