Al Jazirah NewsPaper Tuesday  29/05/2007 G Issue 12661
الريـاضيـة
الثلاثاء 12 جمادى الأول 1428   العدد  12661
لقاء الثلاثاء
ثالثة لمن؟!
عبد الكريم الجاسر

للمرة الثالثة على التوالي يتأهل فريق الهلال لنهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين.. وهذه المرة في مواجهة الاتحاد.. الاتحاد بدوره تأهل لثالث بطولات هذا الموسم بعد أن فرض نفسه طرفاً ثابتاً في كل البطولات السعودية هذا العام لكنه خرج من بطولتين أمام منافسه الأهلي على كأس الأمير فيصل بن فهد ثم كأس سمو ولي العهد.

الاتحاد رغم تأهله لثالث البطولات إلا أنه بعيد عن مستواه المعروف.. وكثيرون يرون أن هذا الوصول جاء (بحلاوة الروح) وحلاوة الروح هذه قد تستمر وتحقّق للعميد أهم وأغلى البطولات السعودية وهي بطولة الدوري وستكون أعظم إنجاز إذا ما تحققت أمام الهلال.

الهلال بدوره قدَّم موسماً جيداً تفوّقت خلاله الإرادة الهلالية على الكثير من المعوقات الفنية طوال الموسم.. وسيكون الهلاليون يوم الجمعة أمام اختبار قوي جداً للحفاظ على صدارتهم أولاً والعودة لتحقيق البطولة الكبرى ثانياً بعدما فقدها الفريق لمصلحة الشباب في الموسم الماضي.

ولعل بطولة الموسم الماضي تكون درساً للهلاليين في كيفية تحقيق البطولات والحفاظ عليها كما فعلوا في الموسم قبل الماضي.. الذي حقّق خلاله الهلال كل البطولات بإرادة حديدية ورغبة جامحة في الفوز بالألقاب والعودة للمنصات مما جعلهم يكتسحون كل الخصوم رغم قوتهم.. غير أن نهائي الموسم الماضي دخله الهلاليون وسط ترشيحات عديدة واطمئنان كبير وثقة كبيرة ليهزموا أنفسهم بثلاثية تاريخية أمام نجوم الليث وأبطاله الذين قدّموا مباراة لا تُنسى ليستفيدوا من الفوضى الهلالية ويكتفوا فقط بثلاثة ولا أروع.

** إذاً المباراة ستكون الفيصل بين قدرة الهلاليين على الاستفادة من أخطائهم وإسعاد جماهيرهم مجدداً ببطولة مهمة وبين استمرار نفس الأخطاء في التعامل مع المباراة والخصم وبالتالي خسارة جديدة قد تكون مؤثّرة ومؤثّرة جداً.

ولو عدنا لنهائي كأس أبطال أوروبا لعرفنا معنى الإرادة والعزيمة وقدرتها على فعل المستحيل.. حيث أجمع نجوم الميلان على أن الإرادة القوية والرغبة الحقيقية بالبطولة هي التي حقّقت لهم اللقب.. وهذا حين يتساوى الفريقان فنياً فتكون الحظوظ أقوى لمن يملك هذا السلاح.. وهو متاح للفريقين معاً ولكن الأقدر.. هو من يستطيع توظيف هذا الأمر لمصلحته.. والاتحاديون حالياً هم الأقوى في هذا الجانب بعد خسارة بطولتين هذا الموسم وخروجهم بالعديد من الدروس التي ستجعلهم يجيرون حصيلة اللقاءين لمصلحتهم في لقاء الجمعة.. وكل الظروف والمقومات متاحة للاتحاديين لتحقيق اللقب في ظل وجود عناصر خبرة عديدة ولاعبين قادرين على تحقيق الفوز والتعامل مع النهائيات بشكل جيد.. ويكفي أن العدد الأكبر من اللاعبين الدوليين هو في مصلحة الاتحاد على حساب الهلال الذي يعاني من نقاط ضعف عديدة لن يلغيها سوى الروح العالية والأداء الجماعي والتكاتف داخل الميدان بشكل قوي يعيد هلال البطولات الثلاث في الموسم قبل الماضي.

شخصياً أعتقد أن الاتحاد سيقدّم مباراة الموسم بعد أن جاءت للاعبيه فرصة ذهبية لتعويض كل إخفاقاتهم السابقة سواء أمام الهلال أو في البطولتين السابقتين واللتين خسروهما.. ويبقى السؤال الكبير ماذا لدى لاعبي الهلال وسط جماهيرهم وعلى أرضهم.. وهم فقط من يملك الإجابة على أهم الأسئلة لدى الجميع وهي أين سيستقر درع الدوري هذا الموسم؟!

نريد دوري محترفين

** يختتم الموسم الكروي الجمعة القادم بالنهائي الكبير بين الهلال الاتحاد.. ومعه نغلق ملف واحد من أضعف المواسم تنظيماً وبرمجةً وإعداداً.. وهو وضع تكرر كثيراً في المواسم الماضية، حيث ما إن يغادر الجميع ملعب المباراة النهائية حتى ننسى كل ما حدث في الموسم ونعود بموسم جديد وقبل بدايته بقليل نكرر نفس الأخطاء والسلبيات وكأننا لم نتعلم شيئاً.

وفي الدول المتقدمة يبدأ العمل مع نهاية الموسم بدراسة كل السلبيات ومعالجة الأخطاء والتخطيط طويل المدى الذي يضع روزنامة لخمس سنوات على الأقل تكون ثابتة ومعدة بشكل جيد لتخضع للدراسة بعد نهايتها.. هذا هو الأسلوب الأمثل للعمل.. لكننا للأسف نعمل لكل دور وليس دوري على حدة، فحتى الآن لا نعلم متى سيبدأ الموسم ولا متى سينتهي ولا ما هي المشاركات المقبلة ومن سيشارك بها وهكذا... وهذا أمر يتكرّر سنوياً وبنفس الطريقة.. وأعتقد أن أهم أسباب ذلك عدم وجود تفرغ تام للجان المعنية وعدم استثمار كافة قدرات وخبرات أعضاء الاتحاد واللجان كما يجب.

فالقضية هي قضية عمل وتخطيط.. وليس تسيير العمل كما تفعل معظم الجهات المعنية.. ولأن الكرة السعودية وصلت لمرحلة متقدمة جداً من الأداء والقوة والمتابعة وأيضاً الاحترافية بالموارد الضخمة لمعظم الأندية فإننا نريد إدارات محترفة تقود هذه الطفرة الرياضية وتنظّمها وتبرمجها بنفس المستوى الذي وصلت إليه الأندية والكرة السعودية على الصعيد الخارجي.

فلا ينقصنا شيء لنقدّم عملاً متميزاً ومنظماً سوى الرغبة في العمل والتخصص وتوزيع الأدوار والمهام والصلاحيات والمسئوليات ولك أن تتصور أن الكثير من الأندية والاتحادات واللجان تركت أعمالها على أشخاص معدودين ويظل بقية الأعضاء غير مستفاد منهم بالشكل المطلوب.. ولذلك فمسألة إعادة استغلال كل الإمكانات البشرية والفنية وتوزيع الأدوار والمهام ستجعل الجميع مشاركاً في مهمته وبالتالي الوصول إلى الحد الأقصى من استغلال القدرات لتقديم عمل محترف يحقق طموحات الجميع.

فالعمل الروتيني الذي تعوّدنا عليه سنوات طويلة يجب أن ينتهي ويحل بدلاً منه العمل المخطط والمدروس والمنظم القائم على آليات واضحة ومحددة تستفيد من الدول الأخرى في طريقة إعداد برامجها وأنشطتها لنضع العربة على القطار حتى تسير بالشكل الصحيح وتحملنا معها نحو ما نريد من طموحات وآمال.

لمسات

* التشكيلة الشابة التي قدّمها مدرب منتخبنا الوطني السيد أنجوس تبعث على التفاؤل بمستقبل مشرق لكنها بالتأكيد لن تحقق كأس آسيا القادمة قبل أن تنضج ويكتمل إعدادها لسنوات قادمة.. وحتى نستفيد من هذه العناصر الشابة بالشكل الصحيح ونعد لكأس العالم 2010م علينا أن لا نفكر في كأس آسيا حالياً.

* * *

* النجم الليبي الكبير طارق التايب ضحى بمشاركة منتخب بلاده من أجل المشاركة في النهائي.. وهي تضحية لها مدلولاتها.. وسيكون لمشاركة التايب دعماً قوياً لفريقه.. لكنها لن تكون كافية لتحقيق اللقب إذا ما ركن الهلاليون لذلك.. فاللقب يحتاج لعمل كبير وكبير جداً داخل الملعب سواء للهلال أو الاتحاد الذي سيكون غياب بعض لاعبيه كالواكد والدوخي دافعاً كبيراً لزملائهم لتعويض هذا النقص.

* * *

* نصف مليون ريال قدّمها النصراويون للاتحاد لهزيمة الهلال.. هذا هو الدعم المعلن أما غير المعلن فيظهر في الملعب مع جماهير الاتحاد.. ترى أليس النصر أولى باهتمامات النصراويين!!

* * *

* خرج الوحدة بعد أن قدَّم موسماً رائعاً وفريقاً أروع، حيث خذلت الظروف والخبرة والحظ فرسان مكة لكن فريقهم أسعد كل المتابعين.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد