*الرياض - أحمد العتيبي
غياب البرامج أم قصور في التسويق؟... غلاء في الأسعار أو تهاون في التعاون؟... إشكالية في الإيواء أم ضعف في التنسيق؟.. خطوط متقطعة تنتزع من بطاقة صعود طائرة السائح السعودي خارجياً يحفظ جزءاً منها لمقعد شاغر ورقماً ناقصاً في أعداد سياح الداخل ترافقهم خلال الرحلة إعلانات تضم عبارات إعلانية لهيئة السياحة توضح الوجهات السياحية الداخلية.. وما بين الاستثمار السياحي وأداء وكالاتها تجاه المفاهيم الوطنية تحظى الوجهة الخارجية بحجز مؤكد في ذهنية السائح السعودي مع ما يطرح داخلياً من غلاء للسياحة الداخلية وندرة الخيارات المتاحة مروراً بتردي الخدمات المقدمة وصولاً إلى ضعف إعدادات البرامج الداخلية..
(الجزيرة) ومع اقتراب موسم الصيف حلقت في أجواء السفر بتذكرة ذات اتجاه واحد للهبوط في أرضية ممهدة من السياحة الداخلية من أجل حجز مؤكد لمقاعدها في الاقتصاد الوطني بعد أن أضحت تشارك في حسابات الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.
وجهات عديدة أعلن نداءها الأول مدير وكالة الصرح للسفر والسياحة الأستاذ مهيدب المهيدب قائلاً: إنَّ السياحة الداخلية تعاني من مشكلات جمة في البرامج الخاصة بالفنادق حيث إنَّ تلك الفنادق لا تبدي تعاوناً كافياً مقارنةً بمثيلاتها في الدول الأخرى وأستثني من ذلك الشركة السياحية للفنادق في أبها التي تبدي تعاوناً ملحوظاً وجيداً وبالرغم من تصدر الوجهات السياحية مثل أبها وجدة والشرقية إعلانات البروشورات أو الكتيبات إلا أن تلك الوجهات تعاني من قلة توفر الأماكن الشاغرة كالشقق السكنية والغرف والحجوزات المؤكدة والأخيرة إن شاء الله في طريقها للحل بعد تشغيل طيران ناس وسما، مضيفاً أن مشكلة السكن ستأخذ وقتاً طويلاً في طريق الحل. وأوضح المهيدب أن النسبة المتوفرة من السكن في أبها مقصد السياح الأول في الصيف على سبيل المثال لا يتجاوز الألفي موقع وهذا لا يعتد به في ظل الإقبال على منطقة بمثل حجم أبها. ونفى المهيدب أن يكون هناك غلاء في الأسعار بالنسبة للشقق والفنادق، مؤكداً أن معدل السعر في المملكة ما بين 400 إلى 600 ريال فيما تجد معدل السعر في وِجهة مماثلة مطلوبة كدبي يتراوح ما بين 800 إلى ألف ريال الأمر الذي يقلل من إشكالية السعر أو التذرع به لعدم التركيز على الوجهات السياحية، وقال المهيدب: يوجد لدينا سياح من الإمارات والكويت يحرصون على التوجه إلى أبها والطائف في فترة الصيف مما يؤكد توفر الوجهات السياحية، مضيفاً أن هناك حاجة إلى توفير أعداد أكبر من مواقع الإيواء، مشدداً على وجود بعض الوكالات الحريصة على الوجهات الداخلية، وتمنى الأستاذ المهيدب أن تبرز جهود الوجهات السياحية الداخلية من قلب الوكالات السياحية الداخلية وإيجاد تعاون بين القطاعات ذات الارتباط السياحي. من جانبه خالف مدير وكالة المؤيد للسفر والسياحة الأستاذ محمد المحيميد ما ذكره الأستاذ المهيدب حول انخفاض أسعار الإيواء في الداخل قائلاً: إن السبب في عدم تركيز سياح الداخل على البرامج والوجهات الداخلية يعود إلى غلاء أسعار الإيجارات السكنية سواء على مستوى الفنادق أو الشقق أو الفلل، مبيناً أن البرامج متوفرة وتعرض على العميل فور زيارته زيارته لمقر الوكالة السياحية، موضحاً أن السائح بمجرد معرفته بالأسعار فإنه يصرف النظر عنها مفضلاً التفاوض على السياحة الخارجية.
وطالب المحيميد هيئة السياحة بالتدخل لفرض سعر إيجار مناسب خلال فترة الصيف في المناطق الجنوبية وغيرها من المواقع السياحية الأخرى خلال أيام الأعياد الرسمية، مبيناً أن هناك سياحاً يأتون من الكويت ودول خليجية أخرى بحثاً عن السياحة السعودية؛ وفي استطلاع حول السياحة التقت (الجزيرة) بعينة من المواطنين، فذهب الأستاذ خالد خاتم وهو من الكوادر التعليمية إلى أن الوكالات السياحية مقلة جداً في عرض البرامج السياحية، مشيراً إلى أن تركيز تلك الوكالات أصبح منصباً باتجاه السياحة الخارجية، وأكد الأستاذ خاتم أن هناك برامج ومهرجانات تُقام سنوياً في عدد من المناطق من خلال منظمين تشرف عليها هيئة السياحة، موضحاً أن الهيئة يفترض بها تزويد الوكالات بهذه الفعاليات والمهرجانات ليتم الإعلان عنها بالشكل الملائم لجذب السياح. وألقى الأستاذ خاتم باللائمة على بعض الجهات الحكومية المسئولة عن السياحة ووكالات السفر في عدم توفير البرامج الكافية والعروض المناسبة سواء للسكن أو المواقع التي من الممكن للسائح زيارتها والاستمتاع بها. من جانبه قال الأستاذ محمد عوض وهو من منسوبي القطاع الخاص: إن الوكالات السياحية لا تقدم البرامج السياحية بالشكل المطلوب، مبيناً أنه لا توجد برامج سياحية مرضية في ظل غلاء الأسعار ورداءة الخدمات بينما يرى المواطن عبد الله السلطان أن وجود برامج ووجهات سياحية داخلية مهم لتكون الفائدة أهم وأشمل للجميع ولتقل المخاطر، مدللاً على وجود مخاطر في السفر للخارج، فقد يفقد السائح مبالغ طائلة سواء من خلال السرقة أو الاحتيال من خلال تقديم الخدمة وهو ما لا نجده هنا؛ وقال السلطان: نفتقر إلى البرامج المحددة من قبل هيئة السياحة حول الوجهات السياحية الداخلية، واتفق معه الأستاذ محمد العنزي، مضيفاً أن مشكلة عدم توفر الوجهات السياحية الجيدة في المملكة أو المعلومة يدفع السائح للتوجه خارجياً في ظل الخيارات الواسعة التي تقدمها وكالات السفر لاستمالة السياح، وبيَّن الأستاذ العنزي أن العروض المغرية تتمحور في السياحة الخارجية في حين لا تتوفر تلك العروض للسياحة الداخلية؛ ورفض الأستاذ العنزي إلقاء اللوم والقصور على جهة بعينها، مؤكداً أن الأهمية تنصب في التحرك الجاد لإيجاد أكبر قدر من الوجهات السياحية والبرامج الجاذبة داخلياً.