لست من أولئك الذين يؤمنون ويكثرون من ترديد مفردة (الهزيمة المشرِّفة) كلما خرجت فرقهم المفضّلة أو الفرق التي يرون في مداهنتها ومجاملتها وسيلة لتحقيق غاية ما من أي مواجهة.
** ففي تقديري أن الهزيمة المشرّفة أو الخروج المشرّف من أي مواجهة أو منافسة، ولكي توصف بتلك الصفة.. لا بد من إخضاعها لعدة اشتراطات وتقييمات تصب في خانة القناعة بأن ما قدّمه وجسده الفريق الخاسر ميدانياً، كان كفيلاً بتحقيق الانتصار، لولا بعض الظروف والعوامل الطارئة التي فرضت عليه الخسارة أو الخروج بشكل أو بآخر.. عندها فقط يمكن اعتبار ما حدث في عداد الهزائم المشرّفة أو الخروج المشرّف.
** من هنا يمكننا أن نصف خروج الفريق الوحداوي من نصف نهائي مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين على يد الفريق الاتحادي بالخروج المشرّف.. لا تزلفاً ولا مجاملة ولا حتى تعاطفاً.
** ذلك أن الفريق الأحمر، ظل يمسك طوال مجريات اللقاء بنصف خيوط اللعبة وبالتالي الإمساك بنصف حظوظ الظفر بالنتيجة حتى آخر لحظة، وحتى وهو يقارع منافسه كامل العدد والعدة، في الوقت الذي كان هو يعاني نقصاً عددياً قوامه ثلاثة من عناصره الأساسية المؤثّرة إما بفعل الطرد أو الإصابة التي حرمت هدافه المحياني من مجرد ملامسة الكرة على مدى فترات طويلة من عمر المباراة وبخاصة خلال مراحلها الأخيرة والحساسة - أي مرحلة الحسم - هذا عدا هدية (أميدو)؟!!
** باختصار: هذا هو ما يمكن أن نصفه بالخروج المشرّف أو الهزيمة المشرّفة، رغم مساهمة دفاع الفريق الوحداوي الفعّالة في هذا الخروج.. مبروك للعميد وحظاً أوفر للفرسان.
جهزوا الكأس للعميد؟!
** في ظني أنه لا خلاف في أن ثمة جملة من العوامل والمعطيات القوية التي شكّلت منطقية تجاوز العميد للعقبة الوحداوية وبالتالي تأهله لملاقاة الزعيم على النهائي الكبير.
** من أهم تلك المعطيات والعوامل عنصر الخبرة الاتحادية.. يأتي بعد ذلك ما كان قبل اللقاء من أسباب تتمثّل في تفريط الفرسان في الاحتفاظ بالمركز الثاني في سلم الترتيب ومن ثم الاستفادة من ميزة أداء المباراة المؤهلة للنهائي على ملعبه الذي لم يتذوّق طعم الهزيمة عليه طوال الموسم - على حد علمي - ومنها ما واكب اللقاء من أمور وأحداث لا داعي لإعادة الحديث عنها.
** العجيب أن النهائي سيجمع بين اثنين من الفرق التي ظلت تقدم مستويات متذبذبة وغير مقنعة طوال الموسم.. في حين خرجت الفرق ذات المستويات الثابتة والرائعة من المنافسة مثل (الأهلي والوحدة). وإن كان الأهلي قد ظفر بنصيب الأسد من الألقاب الموسمية المحلية.
** صحيح أن النهائي الكبير يجمع بين عملاقين لهما ثقلهما المعلوم على الكثير من المستويات والأصعدة.. هذا إذا قسنا الأمور على هذا الأساس.. أما إذا قسناها بمعايير أخرى أكثر قرباً وملامسة لمنطق الأشياء، أو من خلال قراءة متعمقة.. فإن الواقع يقول (لا أسوأ من قديد إلا عسفان) على رأي المثل الجداوي، فكلاهما لا يختلف عن الآخر في مسألة الإقناع، وانحصار حضورهما على ما يتمتعان به من وهج الماضي سواء البعيد أو القريب (؟!).
** عموماً ولكي أكون أكثر واقعية: فإنني لن أتردد في الميل إلى ترشيح الفريق الاتحادي لتحقيق اللقب، أما الأسباب فإنني احتفظ بها لنفسي (والله أعلم).
** لذلك أقول من الآن: جهزوا الكأس للعميد.
من سيزايد على فضيحة الموسم؟!
** تختلف معايير وقيم الرجولة باختلاف ما يكتنزه كل رجل من الكرامة ومن الاعتزاز بالنفس، ومن سيرة بين الأقران وحتى من مواقف.
** والكرامة لا تشترى من السوق، أو تُكتسب بالممارسة.. فهي تجري من الإنسان السوي مجرى الدم.
** كذلك فإن العضلات المفتولة، أو وصل الشوارب بالسكسوكة.. ليست من الضرورات الأساسية للرجولة بمعناها الحقيقي وليس الشكلي، إذا لم تقترن ولو بالحد الأدنى من الكرامة والترفّع عن المعايب والمواقف المهينة والمذلّة.
** فكما أن ثمة نوعيات عديدة من الرجال الذين يبدون أكثر اعتزازاً بما وهبهم الله من قيم تجعلهم في غنى وفي منأى تلقائي عن أية مواقف مهنية تحت أي ظرف.
** سنجد في المقابل أن هناك نوعيات أخرى لا تقيم وزناً لمثل هذه الاعتبارات ذلك أن الغاية عندهم تبرّر الوسيلة، وبالتالي فهم لا يترددون في اقتراف فعل (العيب) في أي زمان وأي مكان لا سيما إذا كان ذلك الفعل يؤدي إلى مصلحة ما من أي نوع (؟!!).
** إذن فلا غرابة في ظهور أحد هؤلاء عبر الصحافة (منحنياً خانعاً). على رأس آخر يصغره كثيراً من العمر، لتنفيذ مشروع طبع قبلة على رأسه في مشهد يندى له الجبين، وخصوصاً أنه يمثّل أحد الأقلام الصحافية الرياضية، وهنا الكارثة (؟!!).
** أيضاً لا غرابة في ظهوره عبر زاويته الصحفية للتعليق على الفضيحة من خلال سرد قائمة من المبررات الخاصة به كأنموذج لذلك النوع من الناس والممارسات، والتي تبيح له ولأمثاله ارتكاب تلك الأنواع من الفضائح دون خجل أو حياء (؟!!).
** على أن الأدهى والأمر هو مدى الوقاحة في تصنيفه لها كي تكون (قبلة الموسم) على حد تعبيره.. ثم لم يستبعد - متأهباً - وضع تلك الصورة في المزاد العلني كتحفة نادرة بعد أن اعتبرها وسام شرف بالنسبة له، ولكنه لم يخبرنا أي الجهات التي ستتهافت على المزايدة بغرض اقتناء (موناليزا القرن الواحد والعشرين)؟!
** عموماً: الشرهة ما هي عليه على اعتبار أن من يهن يسهل الهوان عليه، خصوصاً بعد أن تكرّرت ممارساته الكوارثية المخلة بآداب المهنة والتي منها تعريض سمعة الصحافة الرياضية للمهانة على يده هو ومن هم على شاكلته (؟!!).
** ولعل أصدق صفة تكفّل هو بإطلاقها على الواقعة الفضيحة هي صفة (حدث الموسم)، فهي كذلك بالفعل، وستكون حدث كل المواسم إلى أن يتكرّم على الوسط الإعلامي الرياضي بواحدة من إبداعاته الكوارثية كالعادة لتحل محل سابقتها (؟!!).
« الجزيرة » تكفيك
صحيح الى قيل (الجزيرة) وحدها تكفيك
إذا صار المراد الفصل بين الحر والمغشوش
عميق الفكر ما ينفش... يفصل بين ذيك وذيك
يعرف الفرق بين (ام) الاصول وغيرها (أم) رتوش
حقيقة مثل عين الشمس ما هي زخرفة تكتيك
تزكيها الجوايز واسمها بالذاكرة منقوش