*حوار - حميد العنزي

تعد صناعة العصائر إحدى أهم الصناعات الغذائية التي تشهد نموا متزايدا على خريطة الصناعة السعودية، وتشير بعض التقارير إلى أن واردات المملكة من العصائر شهدت نموا مستمرا خلال الفترة من 2001م - 2005م حيث بلغ متوسط النمو نحو 10% وأن أعلى قيمة للواردات بلغت 486 مليون ريال في عام 2005م، كما شهدت الصادرات

السعودية من العصائر نموا منتظما خلال 2001م - 2005م بلغ في المتوسط نحو 32% وأن أعلى قيمة للصادرات من العصائر كانت في عام 2005م وذلك بقيمة 472 مليون ريال. رئيس المصنع الوطني للمواد الغذائية الأستاذ خالد بغدادي تحدث حول جملة من النقاط التي تتناول صناعة العصائر ومدى إمكانية فرص الاندماج المستقبلية.

- كيف ترون حجم سوق صناعة العصائر السعودية؟

* السوق السعودية للعصائر سوق كبيرة ومزدهرة وتنمو بشكل متسارع يصل إلى 5% كنسبة نمو سنوي، وهذا ما حدا ببعض شركات صناعة المشروبات الغازية إلى التخطيط بدخول صناعة العصائر بعد التوقعات بانحسار الطلب على المشروبات الغازية.. ومما يشجع على هذا التوسع أن غالبية الشعب السعودي من الفئة العمرية تحت 21 سنة حسب بعض الإحصائيات وهذا يتطلب التوعية بأهمية تناول المشروبات المفيدة والصحية ومن أهمها العصائر.

- وماذا عن التصدير الخارجي؟

* التصدير للخارج جزء مهم من سياستنا التسويقية ولله الحمد تصل منتجاتنا الآن إلى نحو 17 دولة، ومما يسعد أن المنتج السعودي يحظى بقبول كبير في تلك الدول.

- هناك من يتحدث عن مشكلة تحديد الأسعار بالريال.. ما تفاصيل هذه الإشكالية؟

* هذا صحيح.. فمن الإشكاليات التي تواجهنا في السوق المحلية مشكلة الريال التي تنطبق على السعودية.. الإمارات.. عمان.. قطر.. البحرين، فالمستهلك اعتاد أن يشتري عبوة العصير بقيمة ريال واحد وهذا يصغر من حجم العبوة لأننا نحرص على تقديم منتج ذي قيمة غذائية تكون تكلفته أعلى بعض الشيء.. لكن في دول أخرى كالكويت والأردن وسوريا ليس لديهم ما هو موجود لدينا وأيضا لبنان فمثلا عصائر بـ500 ليرة و700 ليرة و1000 ليرة فهذه تعطي الحرية في التصرف بالحجم، لكن عندنا صعب.. فمثلا هناك شركات تريد أن تقدم عصيراً طبيعياً (100%) تضطر إلى اللجوء إلى تصغير العبوه تلافيا لرفع السعر أو أن تقلل عدد العبوات في الكرتون، لأن مسألة البيع بأكثر من ريال بالنسبة للأحجام الصغيرة غير مقبول لدى غالبية المستهلكين.

- حجم المنافسة كيف ترونه في صناعة العصائر؟

* المنافسة حادة جداً وفيها نوع من العدل، ولكن العدل الأكبر هو قوة التوزيع في السوق.. والجودة مجال تنافس لكن الإشكالية كيف تسوق فأنت تملك منتجاً ذا جودة عالية وينافس منتجات أخرى أقل جودة.. هنا يمكن التحدي فكيف تسوق منتجاً عالي الجودة.. وكيف تقنع المستهلك بشرائه وأفضليته وجودته عن المنتجات الأخرى.

-- الانضمام لمنظمة التجارة العالمية ربما غير بعض الاستراتيجيات لكثير من المصانع في المملكة.. فما خططكم لمواجهة تحدي التجارة العالمية؟

* ربما نحن في السعودية في السنوات الأخيرة أصبح عند المستهلك المحلي ثقة كبيرة في المنتج السعودي إلى درجة أن وضع عبارة (أنتج بالسعودية) تعني الثقة والجودة، فنحن دخلنا السوق السورية قبل فترة وحظي المنتج السعودي بنسبة كبيرة جداً، وهذا يجعلنا نطمئن على وضعنا في السوق المحلية والسوق الخارجية.

- فكرة الاندماج في السوق السعودية لمواجهة التجارة العالمية.. هل ترى إمكانية لذلك؟

* الإمكانية موجودة.. ولكن من المهم أن يكون الاندماج مبنياً على أسس، فيمكن أن يكون الاندماج مع شركات خارجية بطريقة أن تتمكن من استخدام خطوط إنتاجهم لصناعة منتجاتك وتوفير مسألة النقل.. فيمكن مثلا أن ننظر إلى الاندماج مع مصانع في دول المغرب أو في دول الخليج العربي.. نرى عن طريق هذه الاندماجات تستطيع أن توفر عملية الشحن.. فمثلاً إذا ما تم الاندماج مع مصنع في مصر سوف نوفر الشحن إلى مصر، وأيضاً دول المغرب العربي تكون أقرب عن طريق المصنع الشريك معنا في مصر سوف يمكن التصدير إلى دول المغرب فتكلفة الشحن تلقائياً سوف تقل.. نفس الكلام لو اندمجنا مع مصنع في الإمارات سوف نصدر إلى إيران عن طريق الإمارات وهذا يسهل علينا ونحن نعلم أن السوق الإيرانية تعتبر سوقاً كبيرة جداً ولا أحد ينكر ذلك.

ولكن في نفس الوقت قد يكون الاندماج مع سلع ذات علاقة وليست بالضرورة عصائر فقط مثل الأغذية والشوكولاتة والبطاطس، وفعلاً حصل تخاطب بخصوص هذا الموضوع لكن ما زال في المراحل الأولى.

- ولكن على المستوى المحلي ألا يمكن أن تكون هناك اندماجات؟

* معظم الشركات الكبرى شركات مساهمة أو شركات على وشك الطرح في المملكة.. وهذا يعني أنها إذا كانت شركة مساهمة لا تستطيع اندماجها مع شركة أخرى.. لكن لو كانت شركة مالكة أو مجموعة من الشركاء قد يستطيعون الاندماج.. عموما يوجد شركات صغيرة كثيرة والفكرة موجودة وقابلة للطرح والنقاش.

- ارتفاع المواد الخام ألا يسبب لكم مشكلة؟

* هي مشكلة كبيرة تواجه صناعة العصائر سواء في المملكة أو في الخارج كون السكر سلعة عالمية، وهذا اضطر المصانع إلى رفع أسعار بعض المنتجات.

- وزارة التربية والتعليم منعت المشروبات الغازية وأوصت بالعصائر بديلا، كيف ترى انعكاس ذلك على جانب التسويق لديكم؟

* لا شك أن المدارس أصبحت تشكل سوقا كبيرة ومهمة للعصائر.. والطلب كبير جدا على العصائر.. وهذا حفزنا لأن ننتج عصائر طبيعية وذات مردود على صحة الطفل، ومعظم الشركات تحرص على أن يكون منتجها متوفرا في المدارس.

- أبرز المعوقات التي ترون أنها تحتاج إلى حلول سريعة ما هي؟

* الجميع لديه مشكلة أزليه مع وزارة العمل وهي شكوى متكررة وهي موضوع التأشيرات.. ولكن مؤخراً تفهم كثيراً وزير العمل ذلك.. وقد أسهم صندوق تنمية الموارد البشرية بشكل كبير في توفير الأيدي العاملة وفق طريقة ناجحة جدا كون الصندوق يدفع 75% خلال فتره التدريب ويدفع 50% من راتب الموظف خلال سنتين.. ونحن قمنا بإنشاء مركز تدريبي لدينا 70% من المتدربين سعوديون وتكلفتهم أقل من المقيمين، صحيح أن راتب السعودي أعلى ولكن نصفه مدفوع من صندوق تنمية الموارد البشرية ورغم هذا لا يوجد كوادر سعودية مؤهلة لأن تحتمل الحر والشمس والترتيب والتنزيل والحمل إلى المحلات.. لكن أملنا أن السعودة في حالة مخاض، ولكن إن شاء الله يطلع طفل جيد.

- فيما يتعلق بالإنتاج.. هل لديكم خطط لتحديث خطوط الإنتاج؟

* يوجد لدينا 7 خطوط إنتاج.. فلدينا خط إنتاج.