الرياض - محمد صديق - عمر البقمي:
طالبت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين وزارة الصحة بتصعيد ملف مقاضاة شركات التبغ وذلك تزامناً مع مناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين الذي تحتفل به منظمة الصحة العالمية يوم 31 مايو الجاري من كل عام.
وجاءت هذه المطالبة على خلفية إعلان وزير الصحة عن رغبة وزارته في مقاضاة شركات التبغ وذلك خلال الندوة الخليجية الثانية عشرة لمكافحة التبغ التي استضافتها الرياض مؤخراً وأعلن خلالها الوزير أن وزارته تنفق سنوياً على مرضى التدخين ما لا يقل عن خمس مليارات ريال.
وقال سليمان الصبي أمين عام جمعية مكافحة التدخين إن التحرك في اتجاه مقاضاة تلك الشركات يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح ومن شأنها أن تسهم في إيجاد توجه جديد لبلادنا في إطار سياستها مع شركات التبغ التي قال إنها أرادت أن تجعل المملكة والمنطقة بشكل عام مرتعاً خصباً لتسويق منتجاتها التي وصفها (بالفاسدة).
وأضاف أن إعلان معالي وزير الصحة والخاص بحجم إنفاق الوزارة على مرضى التدخين سيؤزم موقف شركات التبغ أمام الرأي العام السعودي.
وأشار الصبي إلى أن هذا الرقم يمثل جزءاً من خسائر عديدة سببتها ممارسة عادة التدخين كحوادث الحريق التي أعلن مدير عام الدفاع المدني أنها بلغت خلال عام 1426هـ (2570) حادث حريق، متسائلاً بكم يمكن أن تقدر خسائرها؟ وأبان الصبي أن الخسائر الأخرى التي يتعرض لها الاقتصاد السعودي سنوياً تمثل أرقاماً مزعجةً إذا ما تم حصرها بدقة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الوارد الرسمي لمشتقات التبغ عبر الجمارك يتراوح ما بين (1.5-2) مليار ريال.
هذا بدون الواردات غير الرسمية (المهربة) إضافة إلى ما تنفقه أيضاً وزارة الصحة على برامج المكافحة والتوعية والعلاج.
وبين الصبي أن الجمعية قد خاطبت أيضاً وزارة المالية بخصوص فرض المزيد من الرسوم الجمركية وبصورة دورية على واردات التبغ واستقطاع جزء من تلك الضرائب لدعم برامج مكافحة التدخين والجهات الناشطة في هذا المجال.
وأوضح الصبي أن رفع القيمة الجمركية سيسهم بشكل إيجابي في إرهاق شركات التبغ مما يجعلها أمام خيارين إما البحث عن أسواق أخرى أو التعرض لخسائر مقابل الحفاظ على أسواقها وهذا بالتأكيد مستبعد.
وقد احتلت المملكة المركز الرابع في لائحة الدول المستوردة للسجائر ومشتقات التبغ، حيث تصل مبيعات السجائر لوحدها في المملكة إلى أكثر من 15 مليار سيجارة سنوياً، وبقيمة تتجاوز الـ600 مليون ريال.
حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية - في آخر نشراتها- أن أعداد المدخنين في ازدياد سنوي بنسبة 2%، وفي كل عام يموت ما يقارب الخمسة ملايين شخص بسبب التدخين.
ومن المتوقع أن يزداد هذا الرقم إلى الضعف بحلول عام 2020م، يذكر أن اللجنة الخليجية لمكافحة التدخين، التي عقدت عدة اجتماعات سابقة بهدف الحد من هذه العادة القاتلة في دول المجلس، أوصت كثيراً على أهمية رفع التعرفة الجمركية بشكل دوري وتصاعدي على السجائر والتبغ لتصل إلى 150% لتأثير ذلك الإيجابي في الحد من استهلاك التبغ، كما تؤكده تقارير منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي.
وتجدر الإشارة إلى أن سعر السجائر في دول مجلس التعاون أرخص بكثير من سعرها في البلدان المصنعة لها، حيث يصل سعر علبة السجائر في المملكة - على سبيل المثال- إلى خمسة ريالات بينما تباع نفس العلبة في الولايات المتحدة الأمريكية بما يعادل ثمانية عشر ريالاً سعودياً.
وقد بلغ عدد المدخنين في العالم أكثر من مليار ومليون مدخن، 800 مليون منهم في الدول النامية، وقد خصص يوم عالمي في السنة لتعريف الناس بأضرار التدخين يسمى اليوم العالمي لمكافحة التدخين وسيوافق هذا اليوم الخميس القادم 31 - 5 - 2007 م