الشخصيات الرياضية ليست معنية بالمنافسات الرياضية فقط فهي جزء من المجتمع بثقافته وطموحاته وهمومه ومسؤولياته ومستقبله وسلبياته وإيجابياته.
ونسعد كثيراً حين تقوم شخصية رياضية بعمل خيري وطني يرتقي بنظرة المجتمع لمنسوبي الوسط الرياضي وينقذ سمعة الرياضة من الضرر الذي لحق بها بسبب سلوكيات بعض منسوبيها.
ولتعاطفي الحاد مع إيجابيات الوسط الرياضي فأتطرق لبادرة حسنة من أحد منسوبي الأندية يفخر بها الرياضيون العقلاء، فالتبرع السخي الذي قدمه رئيس نادي الشباب الأستاذ خالد البلطان لإنشاء مركز متكامل لخدمة المعاقين في مدينة الرس بتكلفة أربعة عشر مليون ريال هو نموذج مشرف لدور المواطن الصالح المقتدر في خدمة دينه ووطنه. وهو تعبير صادق عن الولاء والإخلاص لله ثم للوطن وعن مساهمة الرياضة في خدمة المجتمع، فهذا العمل المشرف ليس الأول ولن يكون الأخير - بإذن الله - في سجل العمل الخيري لخالد البلطان فقد سبقه مساهمات كبيرة في خدمة الجمعيات الخيرية ودور الأيتام وبناء المساجد وشؤون أخرى في السر والعلن. جعلها الله في ميزان حسناته ووالديه وما زلت أتذكر عبارة ذات دلالة عميقة لرائد العمل الخيري صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد حين قال في معناه (إن الإعاقة ليست فقط عضوية أو عقلية ولكن الإعاقة الحقيقية هي عدم قيام المقتدر بخدمة المحتاج) وهذه العبارة البليغة هي دعوة مفتوحة للعمل الخيري تجاوب معها كثيرون وأيقظت الحس الوطني لدى الغافلين وتجاهلها آخرون طمعاً وجهلاً، فكم لدينا من رجل أعمال وثري أعاقهم الطمع وحب الدنيا من عمل الخير والصدقة؟ شفاهم الله من إعاقة البصيرة!!
ولأن أخلاق الرياضة السعودية هي أخلاق الفروسية العربية الأصيلة فقد قدمت شخصيات رياضية عديدة أمثلة رائعة ومساهمات بناءة مادية وفكرية وتربوية لخدمة المجتمع والنهوض به لمستقبل أفضل ولكن الأضواء الإعلامية تسلط على السلبيات والأحداث المثيرة حتى لو كانت تافهة أما الإيجابيات فنصيبها الضوء الخافت والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: كم لدينا من رجل أعمال مقتدر في الوسط الرياضي؟ وما هي الأسماء التي نفخر بدورها في تعزيز دور الرياضة في خدمة المجتمع والعمل الخيري وكم من الأسماء يخجلنا انتسابها لهذا الوسط؟!
nizar595@hotmail.com