طالب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير بأهمية تكاتف الجهود وتضافر القوى لنمنح الوطن نهضته ونرد له جزءا من الجميل، مشيرا سموه الى أن الوطنية ليست كلمة نتغنى بها، بل الوطنية الحقة كلمة حق وقطرة عرق والوطنية هي حب يظهر أثرة.
وأشار سموه إلى أنه سيحاسب كل مقصر في أداء عمله لخدمة المواطنين في عسير وأن كل موظف في عسير يعمل لخدمة المواطن وتقديم الخدمة له.
جاء ذلك من كلمة سمو أمير منطقة عسير أثناء انطلاق ملتقى التواصل الثاني في منطقة عسير امس الاربعاء وذلك بحضور عدد من أبناء وبنات المنطقة الذين تواجدوا من كافة مناطق المملكة في فندق قصر أبها وقد أقيم معرض مصاحب للملتقى احتوى على مشروعات لبعض الإدارات الحكومية والشركات الراعية وعدد المشروعات الاستثمارية ومواقعها في المنطقة وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدأ بالقرآن الكريم ثم كلمة رئيس الغرفة التجارية الصناعية بأبها المهندس عبدالله المبطي هنا من خلالها سمو أمير عسير على الثقة الملكية بتعيينه أميراً لمنطقة عسير وتطرق إلى استقطاب الشباب ودعم رجال الأعمال وجذبهم من خلال مشاريع استثمارية في المنطقة وتوجهات المنطقة إلى خلق فرص استثمارية متميزة لرجال الأعمال واقبال المنطقة على خلق بيئة استثمارية متميزة لابنائها من داخل وخارج عسير.
وأضاف المبطي: إن هذا الملتقى الذي يتخذ من شعار استثمر في عسير كان القصد منه ان يكون التركيز على المجال الاقتصادي والترويج للمقومات الاقتصادية الرئيسة المؤثرة على تنمية المنطقة وتقديم حزمة من الفرص الاستثمارية المتاحة.
إثر ذلك ألقى أمير منطقة عسير رئيس الملتقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد قال فيها: يسرني أن ألتقي بكم اليوم في هذا الملتقى المبارك ملتقى تواصل أبناء عسير أنتم أصحاب العقول المبدعة، والطموحات الكبيرة فمرحبا بكم في ملتقى التواصل بأهدافه الواضحة والمهمة الذي سيحقق للجميع بإذن الله عز وجل الترابط والتواصل لتنمية المنطقة وتوفير المناخ الاستثماري أمام جميع أبناء المنطقة.
أيها الإخوة والأخوات:
تعلمون أن تطور الأمم عبر التاريخ ارتبط بمدى تقدمها العلمي ارتباطاً وثيقاً وليس خافٍ علكم أن بداية نهضة هذه الأمة كان منذ نزول الوحي مبتدئاً بقوله تعالى (اقرأ) فهي دعوة صريحة للعلم فأمة جاهلة ستظل في مؤخرة الركب لا تستطيع أن تجد لنفسها مكاناً بين الأمم الناهضة، فضلاً عن أن تقدمها فبالعلم يسمو الإنسان، ويعي المجتمع، وينهض الوطن ولا يضر الانسان شيء كالجهل فكم من جهل جنى على صاحبه ولو علم خيراً له وكم من جهل ظن به الإنسان أنه على حق فيما هو على خلافه فلا شيء يبدد ظلام الجهل مثل نور العلم والمعرفة.
أيها الإخوة والأخوات:
لقد ضرب الجهل بأطنابه في مجتمعات فأعلق قيامها ونهوضها وأفرز تخلفاً في مجالات الحياة ولن تنهض الأوطان والأمم إلا بسواعد رجالها العارفين الذين يدركون الواقع، فيطورون سليمة ويقومون سليمة ليبقى الوطن شامخاً إن للأوطان على أهلها حقوقاً ويؤديها لها الأوفياء وإن على عقول أهل الوطن وسواعدهم مسؤولية البناء والمشاركة الفاعلة في التنمية مع الحفاظ على مقدرات الوطن ومكتسباته ينشأ الانسان، وتنشأ معه فطرة حبه وطنه وما لم يترجم هذا الحب إلى عمل بناء، فإنه سيبقى حبيس الصدور لا بد أن تتكاتف الجهود، وتتضافر القوى لتمنح الوطن نهضته ولترد جزءاً من الجميل فليس الوطن كلمة نتغنى بها فقط بل الوطنية الحقه كلمة حق وقطرة عرق الوطنية هي حب يظهر أثره على العمل فلنكن جديرين بهذه المرحلة ولنسهم بما ينفع أبناء هذا الوطن أيها الإخوة والأخوات إن مما يسوء المرء ما يشاهده ويسمعه بين الحين والآخر من شرذمة تحاول تعطيل مشاريع البناء واختطاف الحياة بما تقوم به من عمليات تخريبية وتدميرية ينعكس سلباً على حياة الناس وبناء هذا الوطن فئة ضالة، انتهجت خطاً مخالفاً للعقل والدين، ولم تسمع لنداء العقل، ولا لهتاف النصح، فئة سارت في غيها، وأضرت بنفسها وغيرها فنحن في المملكة العربية السعودية في وطن ضم من جنباته بقاعاً مقدسة يقصدها المسلمون من كافة أقطار الأرض وبه من الإنجازات والتنمية الشيء الكثير فكان لزاماً على المجتمع بكافة مؤسساته وأبنائه محاربة هذا الفكر الضال والوقوف يدا واحدة في مواجهة كل من شأنه الإضرار بمصالح الوطن ومكتسباته حفظ الله وطننا من كل سوء ورد كيد المعتدين من الخوارج الخونة ووقف ولاة أمرنا لكل خير.
ثم ألقى وكيل امارة منطقة عسير الدكتور عبدالعزيز الخضيري كلمة استعرض فيها التوصيات التي طرحت في الجلستين الاولى والثانية والتي كانت تناقش الاستثمار والبناء في المرحلة المستقبلية وكان من ضمن التوصيات ايجاد كيانات اقتصادية كبرى في الانشطة الاقتصادية وذلك بتوفير دراسات الفرص الاستثمارية المتاحة والترويج لها محليا وخارجيا، وتوفير حوافز خاصة بدعم وتشجيع الاستثمار بالمنطقة، ودراسة توفير الدعم المادي لمجلس الاشتثمار بالمنطقة والعمل على زيادة التبادل التجاري والسياحي بين المملكة وجمهورية اليمن وذلك بتطوير أداء المنفذ الحدودي بعلب إلى جانب حث البلديات بالمنطقة على ضرورة التوسع في توفير الاراضي المهياة للاستثمارات المختلفة بالمنطقة.
ودعم مراكز المعلومات التابعة لكافة الجهات الحكومية والخاصة بالمنطقة وحث كافة الجهات الحكومية ذات العلاقة لتخفيف الاجراءات الخاصة بالتنمية.
وأشار الخضيري إلى أن هناك اقتراحا بزيادة الاستثمار في قطاع تقنية المعلومات وذلك بإقامة مدينة للمعرفة بعسير، واتاحة الفرصة لتوفير الدراسات العليا للقطاع النسائي وتطوير الاستثمار في المجال البشري من خلال إعداد المعاهد التدريبية المتخصصة وحث صندوق المئوية على التوسع في تقديم البرامج التدريبية وفتح فرع لمعهد الادارة العامة بعسير.
تلا ذلك نقاش مفتوح أجاب عنها سمو أمير المنطقة وكانت تتركز على سوق العمل السعودية للشباب والفتيات من خلال العوائق والتسهيلات التي يمكن أن تقدم والحلول وقد وعدهم سموه بتحقيق مطالبهم والنظر في موضوعاتهم وفق خطط مستقبلية مقبلة.
ثم تم تكريم عدد من المشاركين والرعاة وقد تم خلالها بتكريم جريدة (الجزيرة) بابها لرعايتها الملتقى اعلاميا, ثم تلا ذلك إعلان التبرعات حيث تبرع سموه بمبلغ مليون ونصف لجمعية الأطفال المعاقين ثم تبرع رجل الأعمال خالد الجفالي بمركز غسل كلى للمنطقة بعدها تبرع رجل الأعمال حسين بن حمران بمليوني ريال للجمعيات الخيرية في المنطقة سنويا.
ثم تبرع رجل الأعمال علي بن سليمان الشهري بإنشاء جمعية خيرية في مدينة تنومة برأس مال خمسة ملايين ريال. ثم تبرع رجل الأعمال بن جارالله بـ100 وحدة سكنية بأحد رفيدة ومبلغ مليوني ريال سنويا ثم قدمت هدية تذكارية لأمير عسير الأمير فيصل بن خالد.
هذا وقد سبق حفل الافتتاح الرئيس جلستين عمل كانت الجلسة الأولى برئاسة رئيس مجلس الغرفة التجارية في ابها المهندس عبدالله بن سعيد المبطي واشار متحدث الجلسة المدير التنفيدي لمجلس الاستثمار في عسير فدغوش المريخي إلى الظواهر السليبة التي اثرت في التنمية التي أهمها النمو السكاني المتزايد بالإضافة إلى مشكلة الهجرة التي تعانيها المنطقة وطالب فدغوش بإعادة هيكلة مجالس السياحة في عسير وأشار إلى انه يجب توفير عدد من الأمور حتى تكون هناك بنية استثمارية قوية ومنها إعادة صياغة مسوغات السياحة وطالب فدغوش بفتح السوق اليمنية خاصة عند منفذ علب الحدودي.
فيما قال المتحدث الثاني في الجلسة الأولى مدير عام الشركة الوطنية سياحية المهندس صالح قدح عن التجربة الناجحة للشركة الوطنية والعقبات التي واجهتها.
وفي الجلسة الثانية التي كانت برئاسة وكيل الامارة الدكتور عبدالعزيز الخضيري وكان محورها بناء الكوادر البشرية وكان المتحدثون الأول الدكتور محمد بن شبلي القحطاني حيث تحدث عن تنمية الموارد البشرية واشار في ورقته إلى أن نصف سكان عسير دون سن 17سنة وطالب بزيادة عدد الخدمات والندوات والاستثمار واشار في كلمتة ان نصف سكان عسير يعيشون في الريف الذي يمثل30% من سكان الريف في المملكة وأضاف: إن هناك هجرة كبيرة من الريف إلى المدن اثرث في تنمية في عسير.
بعد ذلك تحدث مدير مكتب العمل سعيد سحيم الاسمري الذي طالب توسع قاعدة التعليم والتدريب والاهتمام بنوع المخرجات التي تواكب الاحتياجات التعليمية للوطن والمواطن.