المتطلع للزوبعة التي مر بها نادي الجبلين خلال نهاية الموسم الماضي ومنذ انطلاقة هذا الموسم الذي انتهى على خير بفضل من الله عز وجل ثم بوقفة رجالات الجبلين الأوفياء فلله الشكر، ولهؤلاء الرجال كل التقدير وعلى رأسهم رئيس نادي الجبلين الحالي الأستاذ محمد بن حمد السيف الذي غامر وضحى بقبوله الرئاسة في وقت كان فيه الجبلين على شفا حفرة نحو الهاوية، نعم لقد احتفل الجميع بالبقاء، وأظن ذلك يستحق بالفعل الاحتفال بل ويستحق رفع الأكف لله وشكره على نعمة البقاء، ومن هذا المنطلق أود أن تتسع قلوب الأحبة في نادي الجبلين من أعضاء شرف وإدارة وجماهير لأسطري اللاحقة التي أود فيها أن أستعرض على عجالة أسباب تلك الزوبعة التي كادت تقتلع كل نبتة في هذا الكيان الذي أحببناه، نعم زوبعة لم يمض في تاريخ الجبلين مثيل لها، ولم تشهد الأجيال حوادث متتالية كادت تهدم البناء المتماسك كالذي رأيناه بأعيننا هذا العام.
لقد غرر بعضهم بأفراد الجبلين منذ مباراة الرائد الشهيرة التي تم بها شطب تسعة من اللاعبين بالإضافة لحل مجلس الإدارة وكانت تلك هي شرارة بداية الانهيار التي تدل على توعية أفراد الجبلين بكيفية مواصلة الدوري دون مشاكل وعدم الانجراف تجاه توجيهات غير مدروسة من قبل أشخاص لا يحسبون حساباً للعواقب أخذتهم الحماسة حتى كادوا بتصرفاتهم أن يحطموا فريقا بأكمله لولا ستر الله، وتأتي إلى الفصل الثاني من الحكمة وهي اختيار رئيس للنادي دون وعي وإدراك من قبل أعضاء المجلس ومن صوت على الاختيار.. فالإخوة ممن تم وضعهم في فوهة المدفع ابتداء من رئيس النادي السابق الاستاذ خالد الفهيد العفنان ومرورا بإدارته قبلوا بهذه المهمة دون إدراك لما هو خلف كواليس إدارات الأندية من أمور تحتاج لسواعد قوية وسعة بال قلما تجدها في الكثيرين، بل تجدها غالبا في اناس مارسوا العمل في إدارات الأندية ولسنوات طويلة حتى باتوا يقضون فيها جل وقتهم ويرعونها كرعايتهم لبيوتهم، إن اختيار الإدارة السابقة في الحقيقة كان بطريقة عشوائية بل كانت كمن يتشبث بقشة دون إدراك لعواقب الاختيار الخاطئ، فالأستاذ خالد العفنان أتى إلى نادي الجبلين وهو يحمل أفكاراً عفا عليها الزمن.. فالأندية كانت تعج في الماضي بالكثير والكثير من أبناء هذه المنطقة ممن يتسابقون في خدمته، ولكن كلنا يعلم بأن من يضحون ويخدمون الآن يكادون لا يتعدون أصابع اليد الواحدة بل إن كثيرا من أندية المملكة تعتبر أن من يقضي وقته في النادي لخدمته ومرافقة الفريق أينما ذهب هي تضحية لن ينساها التاريخ في ظل التغيرات الحياتية في يوميات الكثير من جماهير هذه الأندية وخاصة الفقيرة.
وتستمر معاناة الجبلين الذي كان نزوله من على المنحدر بطيئا لم يحس به مسؤولو النادي في ظل انشغالهم بالمشاكل التي ملأت الصحف وغيرها، الكل كانت أنظاره تجاه من سينتصر في هذه الحرب الضروس.. بينما السقوط مستمر ويتسارع يوما بعد آخر، حتى جاء الوقت الذي صحى الجميع من غفلتهم، ولكن بعد مضي الوقت حيث لا ينفع الندم، ولنجران الشكر بعد الله على تلك المباراة التاريخية مع الشعلة التي أبقت الجبلين واحداً من فرق الدرجة الأولى.
من هنا أود أن أوجه رسالة لإدارة السيف ومن سيصحبه فيها لقد هرب الجميع من أروقة النادي بسبب أجواء غير صحية وأنتم مطالبون ومن هم معك بخلق أجواء محبة وسلام بين الجميع وإعادة الطيور المهاجرة إلى أوطانها، ولن يتحقق ذلك إلا بإعطاء الجميع الفرصة في الرأي وترك كل خلاف سينجم لا سمح الله خلف ظهرك.. والوقوف مع أفراد الفريق ممن يستحقون الرعاية أكثر من أي وقت مضى.. كما أن الوقت القادم ينبئ بنجاح كبير لهذا الفريق العشق خاصة في ظل وضوح أمور كثيرة تعلم منها كل المنتمين للجبلين ما يعكر صفو الأجواء، إن الجبلين بحاجة للتحرك من الآن لترميم صفوفه من خلال التواصل مع المخلصين من أبناء النادي، وذلك بجلب أعضاء شرف فاعلين، وكذلك جلب لاعبين يرفدون زملاءهم.. فالجبلين بحاجة لأربعة أو خمسة من نجوم الاندية ممن ما زالوا يتمتعون بالعطاء فعلاقة الجبلين بالعديد من الأندية علاقة- ولله الحمد- قلما تجدها في كثير من أندية المملكة فتلك فرصة نسأل الله أن ينفع بها.
إن توعية اللاعبين بجميع طرق الإثارة في الملاعب مما تجعلهم يفقدون أعصابهم فيفقدهم الفريق في أحلك الظروف أمور يجب أن يدركها اللاعبون.
إن اختيار المدرب المناسب هو من أهم الأمور التي يجب أن نستفيد من خبرات بعضهم من أبناء وأصدقاء النادي في التشاور حوله.. فالعشوائية في الاختيار والمجاملة والتعجل تجعل وضع الجبلين في زعزعة دائمة.
أخي الأستاذ محمد السيف إن الاهتمام بالقاعدة أمر مهم يجب أن يكون هناك إدارة مستقلة تسير أموره وترعاه وتحث له عن الدعم بشتى الطرق، كما أن إقحام بعض أفراد فريق درجة الشباب في مباريات مهمة بسبب نقص في أفراد الفريق الأول يجعل منا لا نستفيد من خدمات هذا الشاب في الدرجتين بسبب الإرهاق الناتج عن ذلك مما يوجد انتكاساً في نتائج الدرجتين بسبب قلة الخبرة، وكذلك الإرهاق الواضح على هذا اللاعب بسبب كثرة المشاركات.
لم تكن أسطري تلك إلا من محب مقصر أردت من خلالها أن نستفيد مما مضى وأختم هذه الكلمات بتقديم الشكر الجزيل لأستاذنا سليمان المحسن الذي ترأس النادي بعد حادثة تغيير الإدارة.. كما أقدم الشكر لأبي وليد الأستاذ خالد العفنان وأعضاء مجلس إدارته الموقرين، وكذلك الشكر موصول للأستاذ محمد بن حمد السيف وجميع من عمل معه في رحلة الإنقاذ ولجماهير الجبلين الوفية.. فللجميع كل الحب والتقدير.