منذ ان أشرف الأمير سلطان بن فهد على منتخبنا الوطني عام 1994م والأخضر يهزم الحظ والعناد والظروف ويحقق للوطن كل ما يشتهيه من ألقاب لم تكن لا في البال ولا الخاطر.. ففي ذلك العام صعدنا للمرة الأولى لنهائيات كأس العالم بأمريكا وبعدها حصلنا على البطولة المستعصية العاقة (بطولة الخليج في أبوظبي) ليعود المنتخب الفائز ببطولة الخليج للمرة الأولى في تاريخه لابوظبي بعدها بسنتين ويخطف كأس آسيا من امام المنتخب المضيف ملغياً النظرية المثبتة أن الفرق العربية تتدهور بعد وصولها لنهائيات كأس العالم مستدلين بالوصول الأول والأخير حتى الآن للكويت والعراق والامارات والجزائر والظهور المتقطع للمغرب وتونس ومصر.. فهذه المنتخبات تتوارى بمجرد وصولها للمونديال، ولكن الأخضر ظل يأكل الأخضر واليابس، فبعد أبوظبي وما قبلها عاد ليكرر إنجازه الكبير في مونديال 1998م ويصل مع صفوة المنتخبات لفرنسا ومن ثم يعود وللمرة الثالثة على التوالي ليصل للمونديال في 2002م بكوريا واليابان ومع الهزة التي تعرض لها المنتخب امام ألمانيا والهجوم العنيف على كل من له علاقة بالمنتخب وبالذات اللاعبين الكبار والمؤثرين، كان متوقعاً أن نلحق بالفرق العربية التي تتدهور كرتها بعد الوصول للمونديال، ولكن جاء الأخضر لمونديال ألمانيا 2006م كحصان جامح قام من كبوته بسرعة ليلحق بصفوة منتخبات العالم وبين هذه الإنجازات العالمية كان المنتخب يحقق ألقاباً خليجية لم تكن تلقى كثيراً من الاهتمام لدى المشجع الذي تعوّد مشاهدة منتخب وطنه مع أبطال العالم في أكبر التظاهرات العالمية، فخلال عقد ونيف من الزمن وصل الأخضر أربع مرات متتالية لنهائيات كأس العالم وهذا إنجاز غير مسبوق على مستوى العالم العربي، ويصعب كثيراً على أي منتخب عربي أن يحقق ما حققه المنتخب السعودي. هذه الإنجازات كان الضلع الثابت فيها هو الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز (ما شاء الله.. تبارك الله.. الّلهم لا حسد). حين استعرض هذه الإنجازات الخرافية يتبادر إلى ذهني سؤال عريض بعرض هذه الإنجازات.. ماذا بقي للأمير أن يحققه؟ ماذا بقي من طموحاته؟ ماذا ترك لمنافسيه؟
أما نحن فمن حق الأمير الهادئ المهذّب صاحب مدرسة العمل بصمت وحلم، أن نطالب بتكريمه على هذه الإنجازات العظيمة، تكريماً يليق بهذه الشخصية الفذة وهذه الإنجازات العظيمة التي كان وراءها رجل الوطن ونجمه سلطان بن فهد.
وإذا كانت القيادة السياسية قد كرّمته بالأمر السامي الكريم بالتمديد لسموه، فإنه على الرياضيين واجب تكريم هذه القامة الوطنية الشامخة.. وأنا متأكد أن الكثيرين يتمنون أن يحظوا بشرف تبني هذا التكريم، ولكننا نتمناه جماعياً، فمن حق الأمير الفارس أن يحظى بهذا التكريم لاسيما وقد كرّم كل رياضيي الوطن بإنجازات خرافية غير مسبوقة لم يحققها غيره، هذه الإنجازات ليست مقصورة على كرة القدم ولكنني استعرضت فقط الإنجازات على مستوى اللعبة الشعبية الأولى التي تحظى بمتابعة واهتمام كل العالم.
مبروك للوطن ولرياضة الوطن ثقة القيادة بسلطان الإنجازات وربّانها وهنيئاً للأمير الراقي المهذّب الواعي الرزين ثقة القيادة الرشيدة، وإلى مزيد من الإنجازات التي احترفها سلطان بن فهد، وأسعد بها الوطن في كل المناسبات والمحافل، وتستاهل يا فارس الوطن ونجمه.