رفع أصحاب السمو والمعالي أعضاء اللجنة الوزارية المنبثقة عن المؤتمر الأول لوزراء الشباب والرياضة في الدول الإسلامية في ختام اجتماعاتهم التي عقدت في مدينة جدة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز نائب الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الوزارية، برقيتي شكر وتقدير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام -حفظهما الله- أعربوا فيهما عن خالص شكرهم وتقديرهم على ما هيأته المملكة العربية السعودية لهذا الاجتماع وما وجدوه من حسن استقبال وكرم ضيافة، كما عبروا عن شكرهم ببرقية مماثلة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي.
وقد أوضح صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز أن اللجنة الوزارية التي تضم أربع عشرة دولة إسلامية هي بالإضافة إلى المملكة، البحرين، الأردن، مصر، المغرب، إيران، ماليزيا، باكستان، أذربيجان، تركيا، السنغال، النيجر، الكاميرون، أوغندا، قد أنهت اجتماعاتها واتخذت عدة قرارات وتوصيات تصب في مصلحة الشباب المسلم وخدمة العمل الشبابي الإسلامي المشترك، مبيناً سموه أن اللجنة قد اعتمدت ما تضمنته وثيقة العمل الرئيسية المقدمة من المملكة والتي اعتمدت كوثيقة إسلامية شبابية.
وأضاف سموه أن اللجنة أكدت أن الشباب المسلم يواجه العديد من التحديات في المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والمعرفية والبيئية، ومن أبرزها بُعد الشباب المسلم عن القيم والمبادئ الإسلامية، وكذلك انتشار ظاهرة العنف والتطرف لدى شريحة من الشباب، ومن أبرز التديات كذلك قلة التوجيه التوعوي وقصور برامج التدريب للعاملين في مجال الشباب وضعف المشاركة الشبابية في اتخاذ القرارات ورسم السياسات، وضعف مصادر التعليم والنوعية والجودة في البرامج الموجهة للشباب المسلم وعدم مواكبة مصادر المعرفة مع التقنية الحديثة.
وأشار سمو نائب الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الوزارية إلى أنه ولمواجهة هذه التحديات اعتمدت اللجنة محورين رئيسيين في قراراتها؛ ففي المحور الأول أقرت اللجنة تنفيذ البرامج والأنشطة الواردة في الوثيقة على أن تراعى فيها مجموعة من الأسس والمعايير، أهمها شمولية وتنوع هذه البرامج في مختلف هذه المجالات، بما يعزز الجوانب الإيجابية للشباب المسلم ومراعاة الفئات السنية المستهدفة من الشباب وأن تكون البرامج قابلة للتنفيذ بما يتلاءم مع الواقع الاقتصادي، ومحددة عبر خطة خمسية، مشيراً سموه في هذا الصدد إلى أن اللجنة شددت على أهمية أن تتضمن البرامج المبادئ والقيم الإسلامية، بما يواجه تحديات العصر المتمثلة في الغزو الفكري والثقافي، وقد حددت اللجنة أولويات هذه البرامج في الملتقيات والمسابقات وبرامج التدريب وبناء القدرات وجوائز الإبداع والندوات والبرامج التقنية والمهرجانات الإسلامية والبرامج التطوعية وأن تعزز هذه البرامج الحوار بين الشباب المسلم مع أقرانه من شباب الدول الأخرى.
أما المحور الثاني من الوثيقة فبيّن سموه.. أن اللجنة أقرت فيه عناصر رئيسية للإستراتيجية الشبابية بما يحقق التكامل ويستشرف المستقبل ويتعاطى مع الواقع، وفي هذا المجال أكد الوزراء على ضرورة توحيد الأهداف، وتسخير كافة الجهود والتكامل في البرامج والأنشطة بين دول العالم الإسلامي مع الحاجة الماسة إلى وضع إستراتيجية علمية صحيحة وفق معايير شاملة للبرامج والخدمات سعياً للتغلب على الصعوبات التي تواجه شباب الأمة الإسلامية.. ورسمت اللجنة الأهداف الرئيسية لهذه الإستراتيجية في مجالات الشباب والمشاركة والمواطنة والثقافة والإعلام وتقنية المعلومات والعولمة والتعليم والتدريب وتعزيز الهوية الإسلامية الأصيلة والتخطيط والإدارة والزواج والأسرة وفرص العمل.
وحول آليات تنفيذ هذه القرارات والتوصيات، أوضح سموه أنه حرصاً على ترجمتها إلى برنامج عملي مدروس ووفاء بالتزامات أصحاب السمو والمعالي أعضاء اللجنة الوزارية تجاه الشباب المسلم ومع الأخذ في الاعتبار كل ما ورد من معايير وأسس للعمل الشبابي الإسلامي المشترك وتحقيقاً لآمال وتطلعات الشباب المسلم، فقد أوصت اللجنة بتشكيل مكتب للإشراف والتنسيق شرفني أصحاب السمو والمعالي أعضاء اللجنة الوزارية برئاسة هذا المكتب وتفويضي باختيار أعضائه من الخبراء والمختصين وتحديد آلية عمل المكتب، ويكون مقره بمقر أمانة الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي في المملكة العربية السعودية بالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
كما أوصت اللجنة كذلك إلى إيجاد مصادر تمويل دائمة للبرامج والأنشطة من قبل الحكومات ومؤسسات التمويل الإسلامية والجهات الأخرى ذات الصلة.. كذلك الطلب من الدول الأعضاء استضافة الأنشطة والبرامج المتفق عليها وإيجاد رعاة وممولين للبرامج والأنشطة وفق فكر استثماري تسويقي والبحث عن فرص استثمارية تخدم فئة الشباب إلى جانب تقديم تقارير دورية عما يتم تحقيقه والدروس المستفادة منها.