في الحقيقة لم أحرص على متابعة استضافة رئيس نادي الاتحاد منصور البلوي قبل أسابيع في برنامج (الحقيقة) الذي تبثه القناة الرياضية السعودية رغم الإعلانات المتكررة التي سبقت تلك الحلقة وذلك لسببين:
الأول: كون البرنامج من الأساس لم يقدم منذ بداية انطلاقه وحتى الآن ما يشفع له عند المشاهدين لكي يسترعي انتباههم ويحظى بمتابعتهم بخلاف برنامج المواجهة الذي كان يقدمه المتألق بتال القوس في دورة برامجية سابقة، أما السبب الثاني فلأني كنت أعتقد بأن تلك الحلقة لن تأتي بجديد حيال الملفات الكثيرة لرئيس الاتحاد المثير للجدل خصوصاً أنه غالباً ما يتأكد من وسائل السلامة المضادة للأسئلة المباغتة قبل الظهور في أي لقاء تلفزيوني، وقد تأكدت من صحة توقعي منذ بداية تلك الحلقة المرتقبة عندما أطل الأستاذ سليمان الهويمل على المشاهدين من مكتب رئيس الاتحاد مما ترك انطباعاً لدى الجمهور بأن الكتاب واضح من عنوانه وأنه سيصعب على (الحقيقة) أن تظهر وهي في مكتب ضيف الحلقة! وفيما بعد شاهدت تسجيلاً لتلك الحلقة ولم تدم مشاهدتي لها سوى دقائق معدودة شدني خلالها جزئية مهمة أثارها رئيس الاتحاد أثناء حديثه، ففي معرض إجابته عن سؤال حول تنافسه الدائم مع نادي الهلال الذي غالباً ما يكون - من وجهة نظري- غير شريف قال عبارته الدائمة وتبريره الجاهز: (نحن في عصر الاحتراف وكل شخص يسعى لمصلحة ناديه). تلك العبارة صحيحة وتعبر عن فكرة واقعية لا أحد يختلف عليها غير أن السؤال الجوهري: بأي طريقة يسعى كل شخص لمصلحة ناديه؟! أعتقد بأن هناك طرقاً ووسائل حضارية ومحترمة تكفل لكل مسؤول عن أي نادٍ في العالم تحقيق المصلحة لناديه دون الدخول في مناكفات أو نزاعات ورئيس الاتحاد من خلال السنوات التي قضاها في كرسي الرئاسة وبسبب رؤيته غير الواقعية لتلك العبارة التي يرددها دائماً في كل محفل استطاع خلال وقت قياسي إفساد علاقة نادٍ عريق كالاتحاد مع الأندية الأخرى وخصوصاً مع نادي الهلال ولست بحاجة إلى تذكيرك أيها القارئ الكريم بمواقفه الكثيرة مع الهلال التي يبررها لنفسه بسبب فهمه الخاطئ لعصر الاحتراف إلا أن أحدث موقف له مع الهلال - حتى هذه اللحظة - اتفاق (الفالصو) الذي تم بينه وبين رئيس نادي برشلونة لابورتا الذي كان يهدف من خلاله إلى تقويض أي اتفاق بين الهلال وبرشلونة تلك المواقف الغريبة الصادرة من منصور التي ربما تصل لدرجة أن يقوم بعض الإداريين الهلاليين مستقبلاً بالتكتم حتى على أسماء خادماتهم وسائقيهم خشية دخول أبو ثامر على الخط جعلت المتابع في حيرة من أمره إزاء هذه التصرفات! فلا يمكن تبريرها إلا بشيء واحد فقط بأن الهلال مصدر القلق والأرق الدائم له. ليس ذنب الهلاليين أن يكون ناديهم بلغة الأرقام هو الأبرز محلياً وإقليمياً وقارياً عطفاً على البطولات والمنجزات المترامية بالكم والكيف مما جعله يحظى بمتابعة جماهيرية هائلة ويأخذ مكانه الرحب في قلوبهم، فإذا كان منصور وإعلام الاتجاه المشاكس قد ساءتهم تلك الشعبية الجماهيرية العريضة للهلال فإن هذه المكانة الرفيعة تحققت برجال لا يحملون في قلوبهم إلا الحب والصدق والعشق لهذا الوطن أولئك الرجال تناوبوا على رئاسة ذلك الصرح الأزرق الشامخ وكان لكل واحد منهم طريقته غير أنهم متفقون تماماً على مبادئ وقيم لا يمكن أن يحيدوا عنها قيد أنملة فأعطوا الدروس لكل المنتمين للوسط الرياضي بأن تلك الزعامة الزرقاء لم تأتِ عن طريق المؤامرات والدسائس وتجييش (الطبالين) بل أتت باحترام الذات واحترام الآخرين وتقديرهم تلك الحقيقة الساطعة هي كلمة السر للحب الكبير الذي يحمله الكثير للبيت الهلالي، ولا أستبعد أن يأتي يوم ويقوم فيه رئيس نادٍ آخر بالإيعاز إلى أحد اللاعبين بعد إغرائه ببريق الأوراق النقدية ليتعمد إصابة لاعب في فريق منافس! أَلسنا في عصر الاحتراف؟! إذن عندما نقوم بتفسير القوانين والمبادئ على أهوائنا وأمزجتنا ستكون بلا شك النتائج وخيمة ومخجلة في نفس الوقت ومدار ذلك كله على الإعلام بصفة عامة والمقروء بصفة خاصة فإذا كانت الصحافة لا تقف عند حدود الناقل للخبر وتتصف بالحياد والتجرد ولا تتأخر عن نشر الحقائق لتقول للمصيب أصبت وللمخطئ أخطأت، فإن ذلك دون أدنى شك سينعكس إيجاباً على الوسط بأكمله بما فيهم القراء والمتلقون، أما إذا كانت الصحافة مسبقة الدفع كبطاقات شحن الجوال! فسأترك لخيالك أيها القارئ العزيز أن يتوقع غير المتوقع عندما تقلب تلك الصحافة الموازين لتجعل الغث كالسمين ومن الفقمة جواداً عربياً أصيلاً! على حد وصف الكاتب القدير وأستاذنا الكبير تركي الناصر السديري في إحدى روائعه، وثمة نقطة أخيرة ذكرها رئيس الاتحاد حول غياب فريقه عن البطولات المحلية حيث أكد بأن طموح جمهوره كأس آسيا والمشاركة في مونديال الأندية وليس البطولات المحلية، تلك الإجابة الفجة رغم أنها مؤهلة بدرجة كبيرة لكي تصنف ضمن أقل درجات الأدب والذوق كون البطولات المحلية التي يتحدث عنها تحمل أسماء رموز البلد وقادته إلا أن الواقع أثبت عكس ما قاله منصور تماماً عندما أظهرت الشاشة الفضية وجهه وقد امتقع لونه عقب تسجيل الكابتن مالك معاذ الهدف الأهلاوي الثاني! لذلك من السهل جداً تسويق المبررات ولكن من الصعب جداً تصديقها على أرض الواقع ودمتم سالمين.
بالمختصر المفيد
* التغطية الإعلامية المميزة للقنوات الناقلة لنهائي كأس سمو ولي العهد وكثرة الكاميرات الموزعة في أرجاء الملعب كشفت الكثير من الممارسات المرفوضة.
* الجميل أن لقطات ردود الفعل التي يتم بثها بين فترة وأخرى كانت أبلغ من مئات المقالات.
* لم يسبق على مدى تاريخ الكرة السعودية أن حدث عراك و(كفوف) في مباراة ختامية تحظى برعاية كريمة من الملك أو سمو ولي العهد!
* غير أن النهائي الأخير حقق سابقة خطيرة بحضور تصرفات البلطجة في العرس الرياضي السنوي الكبير.
* اللقاء الذي أجراه الزميل المتألق أحمد العجلان مع المحترف البرازيلي (ليما) كشف النقاب عن أحداث مؤسفة وقضية إنسانية مؤثرة.
* الأكثر إثارة في الموضوع أن (ليما) رفع 13 خطاباً للاتحاد السعودي لكرة القدم للنظر في وضعه الصعب دون أن يأتيه الرد! مَنْ المسؤول يا ترى؟!
* انتصار الأهلي هو انتصار المنافسة الشريفة!
* بينما يحتفل الرئيس الأهلاوي الخلوق أحمد المرزوقي بوضع الكأسين الغاليتين في مكتبه لن يكون أمام الرئيس الاتحادي إلا احتضان صور (فيجو) و(إيتو) و (لابورتا)!!
* بالقلم الأغلى اعتمد (مالك معاذ) سقوط كل مغرور لا يحترم الخصم!
* في كلاسيكو الهروب من الهبوط بين النصر والخليج شهد عقب نهاية المباراة ترديد جمهور النصر وبصوت واضح عبارات غير لائقة ضد لاعبي الخليج!
* اللاعب الخليجي تحدث كما لو كان سيلعب في صفوف ما نشستر يونايتد وليس فريقاً يصارع من أجل البقاء في دوري الأضواء!!
* عقب الخسارة الأخيرة (المعتادة) ربما كان السبيل الوحيد للخروج من غضب الجمهور واحتقانه التقاط صورة عاجلة مع النجم الأرجنتيني (ميسي) في أحد شاليهات أبحر!
* وستزدان الصورة رونقاً وجمالاً إذا ما تم وضعها في إطار فاخر وجعلها بجوار التحف و (الكريستال)!!