لم تشفع ترسانة النجوم الاتحادية ولا الدعم المالي (المفتوح) من رئيسه منصور البلوي في أن يحقق العميد أي بطولة منذ العام الماضي، ورغم أن الاتحاد يكون هو النادي الوحيد ليس محلياً، بل ربما عربياً الذي تُصرف عليه مبالغ طائلة، ولا تُوجد لديه أي مشاكل مادية من حيث التعاقد مع لاعبين محليين أو أجانب، إلا أن ذلك لم يجلب للاتحاد في عهد رئيسه منصور البلوي سوى ثلاث بطولات فقط!!
وخسارة الاتحاد لبطولات الموسم الماضي المحلية والخارجية وبطولات هذا الموسم التي بدأت بالخروج من العربية ثم خسارة نهائي كأس الأمير فيصل وكأس ولي العهد أمام الأهلي، تعتبر كارثة بحق الجماهير الاتحادية، ومصدر استغراب كبير من قبل المتابعين إزاء الصرف الهائل على الفريق من قِبل رئيسه البلوي، الذي جعل الأسئلة تلقي بظلالها عن الأسباب الكامنة خلف هذه الخسائر!!
وحينما نتأمل الوضع الاتحادي الحالي، فحري بنا أن ننظر لوضع آخر شبيه بوضع الاتحاد إن لم يكن أكثر بؤساً وألماً، وهو وضع الفريق النصراوي الذي حُرم محبوه من أي بطولة منذ أكثر من تسع سنوات ماضية، رغم الاهتمام المتتالي والحرص الكبير من قبل الإدارات التي تعاقبت على البيت النصراوي، بل إن هذا العام شهد صرف أكثر من 50 مليون ريال، ورغم ذلك فإن الفريق يصارع على الهبوط!!
وحينما أقرن الجفاف النصراوي بالخسائر الاتحادية في السنوات الأخيرة رغم وفرة الصرف والنجوم، فإني أربط بينهما من خلال مصطلح (النية الطيبة) التي وجدت عند فرق أخرى وتحديداً الهلال والأهلي التي جعلت بطولات الثلاثة أعوام الأخيرة تنحصر بينهما.. هذه (النية) كانت تهدف وتحرص أولاً على مصلحة فريقها، وتعمل كل ما في وسعها لخدمته وإيصاله لأعلى المراتب، دون أن تنظر للآخرين أو تترصد خطواتهم وتعمل على (هدم) إنجازاتهم..!! الاتحاد مثلاً جعل همّه الأكبر إسقاط الهلال من خلال إغراء نجومه، ومضايقته على الصفقات التي لا يهدف فيها لخدمة الاتحاد بقدر حرصه على إفشال الهلال كما هو معروف في قضية القحطاني والزائري وغيرهما..!! وكذلك ما صرح به البلوي ذات يوم في قناة الأوربيت أنه يسعى (لتدمير) الأهلي، وماذا كانت النتيجة..!!
لقد دمرت هذه (النية السيئة) الاتحاد قبل أن تدمر الخصوم، وحصل الهلال رغم حرب منصور البلوي المعلنة وغير المعلنة على أربع بطولات محلية العام قبل الماضي وبطولتين العام الماضي، وها هو الحال يتكرر من الأهلي، بينما الاتحاد يتفرج مثله في ذلك مثل الفريق الأصفر النصر..!!
لقد جاء تصريح أحد أعضاء الشرف البارزين في الفريق النصراوي بداية هذا العام بتبرعه بسداد ديون على الآخرين ممن (أنكرها) النادي في وقت سابق لتؤكد أن النصراويين شعروا أن خسائرهم وابتعادهم عن البطولات ليس لأسباب فنية بقدر ما أن وراءه أسباباً تتعلق بحقوق الآخرين..!!
منصور البلوي (جحد) يد الأمير محمد بن فيصل التي احتضنت يده في نصف نهائي البطولة العربية وهو يطوف معه أرجاء ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة..!! وتخلى عن اتفاق المبادئ الذي رعته إحدى المطبوعات بتوجيه من القيادة الرياضية بينه وبين الهلال الذي كان حسن (النية) معه وهو يترك له لاعبه (الدوخي) بينما ضايق البلوي بتخريب واضح صفقة الهلال مع القحطاني!!
إن الوضع الذي يعيشه الاتحاديون هذه الأيام شبيه جداً بالوضع النصراوي، الذي خسر بطولة من أسهل البطولات وأغربها وهي بطولة النخبة العربية في سوريا عام 1422هـ بسبب (حسن النية) الهلالية التي جعلت لاعب النصر يضيع ضربة الجزاء الهدية التي احتسبها المصري الغندور في الدقيقة الثامنة والأربعين من الشوط الثاني لتذهب البطولة هلالية!!
والحال نفسه مع الاتحاد، الذي لم يفده تسلحه بترسانة كبيرة من نجوم المنتخب السعودي ونجوم الأندية من الهلال (الدوخي والعويران) والأهلي (سويد والنتيف وقهوجي) والشباب (العتيبي والواكد وتكر) والرياض (زايد) والطائي (الصقري) والقادسية (كريري) وغيرهم كثير من الفوز ببطولات محلية، لأنه افتقد للمهم ألا وهي (حسن النية) مع الآخرين..!
والغريب في هذا الشأن أن منصور البلوي ما زال يكابر ويغالط ويقفز على الحقائق، وآخرها لقاؤه التلفزيوني قبل أسبوعين ولقاؤه بصحيفة محلية الأسبوع الماضي، فينكر ما اتفق عليه الجميع ومنهم الاتحاديون أنفسهم، من حربه على الهلال والأهلي، وحرصه على (تدميرهما)!!.. إضافة لحقوق الآخرين التي بات نادي الاتحاد أحد أبرز الأندية المحلية التي تعرض قضاياها على الفيفا، وليس آخرهم اللاعب البرازيلي (ليما) الذي ما زال أمره معلقاً و(يتسول) مبلغ 100 و500 ريال من أصحابه!! وبعد ذلك يأتي من يسأل لماذا يخفق الاتحاد؟.
سليمان التركي /بريدة