Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/05/2007 G Issue 12635
الريـاضيـة
الخميس 16 ربيع الثاني 1428   العدد  12635
يا سادتي.. أقولها كم مرة
عبدالله محمد الشهري (*)

في هذه الصحيفة الرائدة وفي يوم الجمعة 28 محرم 1428هـ (العدد 12559) كان لي شرف المشاركة في الملحق الخاص الذي قدّمته هذه الجريدة بمناسبة فوز الأهلي بكأس فيصل بن فهد.. وعندها قلت وبالحرف:

(استغرب تماماً هذا الزخم الهائل من عبارات الثناء والاشادة بالمنجز الأهلاوي المستحق، وأعجب من سيل المديح عبر مختلف الوسائل وفي معظم الملتقيات الرياضية أو تلك التي جعلها الأهلي تهتم بالرياضة.. ذلك أن ما حدث (تحصيل حاصل)..... الأهلي في حد ذاته، لمن يعرف ومن لا يعرف، منجز ومعطى حضاري وثقافي ورياضي راسخ الجذور عالي القامة سامق الهامة.. فعندما يحصد بطولة هنا ويحقق مكسباً رياضياً هناك فإن ذلك أمر في غاية البساطة والبداهة).

واليوم وفي هذا الملحق الخاص بمناسبة بطولة كأس سمو ولي العهد أعود وأقول إن أكاديمية الأهلي، التي فكر فيها وخطط لها وتبناها سمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز.. ليست مجرد بناء إداري وفناء للتدريب على كرة القدم، بل إنها رمز له دلالاته العميقة في زمن لا يعترف بغير التخطيط والتنظيم والاستراتيجيات والقراءة المتأنية للمواقف والتوجهات.

يا سادتي.. أقولها كم مرة

المسألة ببساطة شديدة هي أن الأهلي النادي، والكيان، والتاريخ، والمؤسسة الحديثة، يتوافر على جملة من عناصر النجاح المبهرة في مختلف الميادين.. ومن أهمها وأخطرها (التخطيط والتفكير بعيد المدى والنظرة المتأنية الفاحصة للغد بكل مؤشرات الحاضر وتجليات المستقبل).

يا سادتي.. أقولها كم مرة

من يعرف رجال الأهلي عن قرب يعرف ماذا أعني بالعبارة الواردة بين قوسين والواقع أن الأهلي عالم من الجمال والرقي لا تحده الأقواس ولا تخرجه عن رقيه وجمال حضوره الفضاءات التي يمخر عبابها مسبّحاً بحمد ربه أن وهبه رجالاً يعرفون ماذا، وكيف يعملون، ولماذا وإلى أين ذاهبون..

وعندما أقول (رجال الأهلي) فإن أدبيات الأهلي لا تعترف بالتصنيفات بل كل الأهلاويين في العشق والتوجّه وسلامة النيات متساوون.. وهذا واحد من أهم وأخطر الأسرار في معادلة عشق الأهلي.

ياسادتي.. أقولها كم مرة

مع صادق حبنا وتقديرنا واحترامنا لكافة أندية الوطن بل وأندية العالم بأسره إلا أننا لا نجافي الحقيقة إذا أكدنا وكرّرنا هذا التميز في عشق الأهلي بصرف النظر عن موقع العاشق إدارياً كان أم لاعباً، مشجعاً كان أم متفرّجاً، مطلعاً كان أم هاوياً، عضو شرف كان أم محباً محايداً، عابراً كان أم مقيماً، صادقاً كان أم مجاملاً، فالمعشوق في النهاية (الأهلي).. وللجميع الحق في ان ينظر ويحب أو حتى يجافي، ولا نقول يكره، من الزاوية التي تريحه.

هذا التميز لم يأت مصادفة أو مجاملة أو تحصيل حاصل.. بل جاء نتيجة لسنوات طويلة من العمل والتعامل والقول الفعل وفق مبادئ الرقي والاحترام والتخطيط والمثابرة وقراءة المستقبل من منظور واقعي. فلا غرابة ان يحصد الأهلي بطولتين في موسم واحد بميزانية لم تتعد نصف قيمة عقد إعلاني للاعب دولي كان حلماً من خيالٍ فهوى.

وأخيراً ارجو رجاء أهلاوياً خاصاً من كل محبي النادي الأهلي ان يلتمسوا العذر للزملاء الإعلاميين في مختلف الوسائل الإعلامية المحلية والعربية والدولية إذا لم يتمكنوا، رغم جهودهم الجبّارة، من تغطية كل تفاصيل الجمال الأهلاوي، وذلك ان المساحة التي يتحرك فيها الأهلي والأهلاويون عصية على القياس والتحديد ولهذا ستظل هناك تفاصيل وزوايا لم يصلها أو يتناولها الإعلاميون، وهم معذورون، فالأمر يتطلب مجهوداً استثنائياً ليس هذا مقام تفصيله، ولعل هذا ايضاً من العوامل المهمة في تميز الأهلي.. فمهما كان العطاء له سخياً إلا ان حجمه يظل بعيداً شامخاً رائعاً متواضعاً مبهراً لأنه ببساطة (الأهلي).

(*) المذيع بالتلفزيون السعودي-القناة الأولى


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد