** سلطان الخير.. سلطان العطاء.. سلطان الوطن.. شرَّف وكرَّم رياضة وشباب الوطن بالحضور.. وإضفاء شرف التنافس الرياضي على كأسه الغالية.. ذلك الحضور يعلمنا ويربي فينا فن التعبير بالسلوك النبيل احتراماً لمكانة الحاضر الكبير.. هكذا تربينا نحن السعوديين.. وبذلك سنحافظ على حفظ قدر صاحب القدر الكبير وسيد الرجال سلطان الخير، حتى ولو خرج من الرعاع أحد عما رُبينا عليه في بيتنا السعودي الكبير.. فمعذرة سيدي فهو لا يمثل أحداً سوى نفسه، ويبقى الوطن شامخاً بكم وبأبنائكم البررة.
** وشموخ الحضور قابله مجد الرعب الراقي تظلله الأخلاق الوارفة.. فعندما أطلق الرياضيون مسمى فرقة الرعب على الكتيبة الخضراء، لم يكن يقصد أحد منهم بأن فرقة الرعب هي فرقة الخروج على السلوك الرياضي كما هو حال بعض الفرق، بل هو تعبير عن رعب راقٍ.. يصيب الخصم رعباً من علو الكعب ورقي الفنيات وسحر لمسات وهمسات كرة القدم وعلو الهمم وسمو الأخلاق والأخلاقيات..
** وأكثر من يقع فريسة لذلك الرعب هو فريق الاتحاد وما يتبعه من إدارة وصحافة ومطبلين ومنتفعين.. فقبل اللقاء بأكثر من أسبوع أصاب الرعب صحافتهم فأصيبت بالهذيان.. هذيان الرعب.. فأخذت في اختلاق القصص ودق الأسافين ولطم الخدود وشق الجيوب رعباً وتوتراً وهلعاً من الهزيمة المنتظرة.
** ذلك الرعب خلق تشنجاً قبل المباراة وأثناءها وعقبها.. فمورست قبلها سلوكيات خاطئة ممثلة في تصاريح وخربشات صحافة متخلفة فكراً ومنطقاً.. وأثناءها وهو ما كرس ضد الفتية الخضر الرائعين ومعيباً بعدها وأي معيب!!
** لقد رأى الملأ ذلك الانفلات السلوكي المعيب لحظة انتهاء المباراة، فمن محتج على الحكم إلى الاعتداء السافر والغادر والرخيص على قائد المنتخب الوطني وقائد الأهلي حسين عبد الغني السليماني من قِبل حسن خليفة آدم.. وبعض لاعبي الاتحاد الذين حاولوا إثارة الشجار، وكل ذلك يصور مدى رعب الهزائم وعودتها من العملاق الأخضر وصقوره الراقية..
** ذلك الاعتداء الأرعن لم يكن ليحصل لو تمَّ معاقبة نفس الخارجين عن القيم والثوابت الوطنية بعد هزيمة نهاية كأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله تعالى -، لكن لجنة العقوبات المترددة والوجلة من كل ما هو اتحادي ستؤدي بقراراتها إلى كارثة متوقعة لتساهلها مع كل شأن اتحادي وتشددها مع الآخرين وهي السبب الرئيس لكل انفلات من قِبل الاتحاديين.. وهذه حقيقة أصبحت معروفة للجميع!!
** لذلك يجب أن تكون العقوبات على قدر الحدث وليتحمل كل مسؤوليته تجاه التصدي لتلك التصرفات الخرقاء والمستهترة بكل الثوابت والقيم الوطنية السعودية..
** وعلى عقلاء الاتحاد و- هم كثر - انتشال ناديهم مما وضعه هؤلاء فيه.. فما أُنفق على (بورتجي ورونالدو وفيجو) ومصاريف مؤتمرات التلميع والفلاشات يكفي لصرفه على أندية بلد بكامله ومع ذلك فالبطولات صفر على الشمال..
** قارنوه بالأهلي وفكر الأهلي وأخلاقياته وأكاديميته وأجياله النظيفة والسوية.. لم تتعد ميزانيته الخمسة عشر مليوناً، لكنها أتت بجيل راقٍ وشباب رائعين وبكأسين غاليتين وبتعاطف كل الأطر الرياضية وغير الرياضية ليثبت الأهلي:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا!!
** إن النية لإلغاء عقد ديمتري إنما تؤكد عودة الرعب الأهلاوي داخل التركيبة الاتحادية.. فقد دأبوا بعد كل هزيمة من الأهلي تنتهي بإقالة مدربيهم من سمير مصيلحي إلى كرامر وانتهاء بديمتري وعشرات المدربين من ضحايا الرعب الراقي.. مما يؤكد أن العقلية السائدة منذ ثلاثين عاماً قد عادت للاتحاد بفضل فكر المنتفعين والمتطفلين..
** والمضحك حقيقة ذلك التصريح الذي قال فيه رئيس الاتحاد منصور البلوي ما معناه بأن الأهلي لو قابل الاتحاد مئة مرة على الكؤوس فلن يفوز في أية مباراة.. ونقول لأبي ثامر العامر بمستشاري الغفلة إن الأهلي حقق من المئة كأسين ويبقى له 98 كأساً ستكون أهلاوية - بإذن الله - إذا استمرت تلك العقليات تدير الاتحاد الغريق!!
** هذا ولقد عادت الكؤوس تعرف طريقها إلى خزائن بطل الكؤوس.. فألف مبارك لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي رئيس أعضاء الشرف.. ومبارك للرياضي الكبير وعضو الشرف الاستثنائي صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز.. وللإدارة المجتهدة وللجماهير الأهلاوية والرياضية ولكل رياضي في الوطن الكبير ولتلك القلوب الرياضية الوطنية التي هتفت للأهلي قبل أن تهتف ألسنتها دعماً لكل تنافس شريف.. ومبارك ألف مبارك للصحافة النزيهة والصادقة والأمينة.. ولا عزاء لأصحاب (الفهلوة) والمصالح والرغبات الرخيصة.. فلا يبقى إلا المجد الكبير الذي حققه الراقي العريق في حضرة سلطان الخير والعطاء والنماء والوطن..
** هذا وإذا كان تشريف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز تكريماً لشباب ورياضة الوطن في ليلة كأس سموه فضيلة من الفضائل.. فسلطان الوطن هو أب لكل فضيلة.. بل هو الفضيلة نفسها تسير على قدمين.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب»6891« ثم أرسلها إلى الكود 82244