لأن الإعلام يشكل محوراً رئيسياً في تاريخ وإنجازات الفرق والمنتخبات فإنه أيضاً في أحيان يكون محوراً مهماً في الهزات والهزائم التاريخية، وكما يحضّر المتنافسون فنياً فإنهم يحضّرون إعلامياً للوصول إلى الصورة المعنوية التي يدخلون بها المباريات.
قبل نهائي كأس ولي العهد بين (الأهلي والاتحاد) كان التعامل مع الإعلام على خطي نقيض، فالأهلاويون كانوا أكثر حذرا وواقعية، أثبتوا انهم يسعون للقب لكنهم لم يتعمقوا في الأمور كما فعل منافسهم الذي بلغت الجرأة بمن يقفون على شؤونه الى حد التأكيد أن الفوز حليفهم حتى لو أعيد اللقاء مرات عديدة دون مراعاة لانعكاس ذلك سلبا على لاعبيهم وعلى جماهيرهم الوفية.
(الجزيرة) التقت حول الجزئية الإعلامية بمدير المركز الإعلامي الأهلاوي الزميل (المميز) محمد الشيخي لوضع النقاط على حروف الإعداد الإعلامي الذي ضرب به الأهلاويون المثل.. فإلى هذا الحديث:
* بداية أبا باسل ما هو المعيار الذي يتعامل به الاهلاويون مع الملف الإعلامي؟
- الأهلي (النادي والكيان) ينظر للإعلام من موقع راق فهو بالنسبة لنا الشريك والسلاح لذا نتعامل معه بواقعية الشراكة وحذر الحد الثاني من سلاحه الفتّاك.
* نهائي كأس ولي العهد تحديداً كيف واجهتموه؟
- بالحكمة التي وجّهنا بها الأمير خالد بن عبدالله وحثّنا عليها رئيس النادي الأستاذ أحمد المرزوقي وأسسها رجال الاهلي في ناديهم منذ أُسّس وظهر بطلاً وركناً من أركان الرياضة السعودية. تعاملنا مع الحدث بمقامه الكبير، كان لنا هدفان قبل المباراة، الأول شرف السلام على راعي النهائي، والثاني الفوز بالكأس الغالية وتسلّمها من الرجل الغالي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
* الاتحاديون أعلنوا تحدياً عاصفاً في وجه فريقكم قبل المباراة بأيام.. ألم يقلقكم ذلك؟
- بالعكس هم قدّموا لنا خدمة غير مسبوقة، لقد غرسوا التحدي في نفوس لاعبينا، وأشعرونا من حيث لا يدرون ان لديهم حالة من (القلق) ويريدون التشويش عليها بما ذهبوا إليه عبر وسائلهم الخاصة والموالية.
* أبا باسل عندما يظهر تصريح اتحادي يؤكد الفوز حتى لو أعيدت المباراة 100 مرة.. كمسؤول إعلامي ألم يكن وقعه قوياً ولابد من مواجهته؟
- كما ذكرت لك التصريحات المتواصلة ساعدتنا على رسم سياستنا بالحكمة، لم ننسق لها ولم نعرها اهتمامًا (بما فيها التصريح المذكور) بل لا أخفيك كان هذا التصريح مصدر سعادة لدينا وكنا نعرض جميع التصريحات الاتحادية للاعبين أول بأول ونؤكد ان احترام الخصم أول خطوة في طريق الفوز.
* ما هو التكتيك الذي من خلاله (إعلامياً) وصلتم لغايتكم؟
- بالطبع هناك سياسة خاصة وثابتة لدينا في الأهلي لكن من ضمن الأمور التي أفادتنا (تكتيكياً) البيان الذي صدر بعد مباراتنا أمام وفاق سطيف.
* كيف؟
- الجانب الاتحادي اهتم به كثيراً وتعاطى معه بشكل جعله ينسى أن الأهلي يتدرب ويسعى لبلوغ أقصى درجة من الجاهزية للمباراة وهذا شيء جيد لأن خصمك ذهب لما لا يؤثر عليك ونسي الأهم.
* على عكس تحفظكم نوعاً ما فتحتم الأبواب بعد الفوز بالكأس للاعبيكم بالحضور الإعلامي فهل ذلك من ضمن سياستكم الإعلامية؟
- نعم.. وقد أبلغنا اللاعبين اننا سنترك لهم الباب مفتوحا كي يعبّروا عن فرحتهم لأن هذا من حقّهم فهم من لعب وبذل في الملعب ومن حقّهم أن يتحدثوا بعد ان أبلغوا بالحديث العملي، ثم اننا في الأهلي لا نتبع سياسة تكبيل الأفواه، نحن نتعامل مع الامور بواقعية النتائج والحدث فلا إفراط ولا تفريط وهذا سر بقاء الأهلي راقياً.
* بعد الفوز ما هو دور المركز الإعلامي الأهلاوي؟
- دوره حيوي وشهادتي فيه من موقعي مجروحة لكن باختصار لنا اليد الطولى في تسهيل المهمة الإعلامية لجميع الزملاء الذين نعتز بالتعاون معهم سواء عبر الإعلام المقروء أو عبر الإعلام المرئي والمسموع بشقيه المحلي والخارجي.