التردُّد سمة موجودة في بعض الأشخاص!
أكتب أو لا أكتب؟
أتساءل وأضع السؤال (حول مسألة رياضية) وخاصة كرة القدم، هذه المجنونة التي سلبت كثيراً من العقول، وأخذت بكثير من العشاق (بالهاجس عند الخسارة، والابتسامة ونشوة الفرح عند الفوز).
من المستغرب أنّك لم تكتب عن النادي الأهلي يا سلمان؟ (سؤال سمعته كثيراً وموجَّه لي شخصياً).
لم يكن لديّ جواب (مقنع) ويقنع كثيراً من الزملاء، يعلمون كثيراً بأنّ سلمان قلبه أهلاوي ويعشق الأهلي، لكن لم يعتادوا كثيراً بأنّني سوف أبادر بالكتابة الرياضية وخاصة حول ما يتعلّق بالنادي الأهلي!
كثيرٌ من مقالاتي في صحيفتنا (الجزيرة) لم أتطرق أو بادرت بالكتابة فيها حول مسألة رياضية ما، كل المقالات السابقة وخلال الخمس السنوات الماضية (مسائل اجتماعية ليس إلاّ).
لم أتمالك نفسي ومسكت القلم للإبهار الشديد وما شاهدته من الإبداع الأهلاوي وعودة القلعة إلى ما كان عليه في السابق!
كدت أن أكتب بعد نهاية تتويج الأهلي بكأس فيصل بن فهد التي ظفر بها النادي (النموذجي)، ولكن تمهّلت قليلاً لعلّ أن نظفر ببطولة أخرى، وها نحن نفرح بها (كأس ولي العهد) ومن أمام الاتحاد مرة أخرى (ضربتان في الرأس توجع) وبحضور سمو ولي العهد وأمير الإنسانية الأمير سلطان بن عبد العزيز!
الأهلي برجاله قدموا كل ما لديهم من الإمكانيات وقدموا الدعم المادي والمعنوي لنهوض القلعة وإعادة ما كانوا عليه في السابق!
كان النادي الأهلي منذ سنين مضت يضرب به المثل، وكان النادي الراقي ونال كثيراً من البطولات وسمِّي قلعة الكؤوس.
فاز الأهلي وهو يستحق ذلك.
الأهلي إن لم أكتب عنه فهناك آلاف من محبيه مستعدين لتسطير ما لديهم ليلة طرز بها الأهلي فنه وإبداعه، كل الترشيحات كانت تنصب لمصلحة الاتحاد!
توعّدوا برد (الثأر) بعد الهزيمة الثلاثية الحارة عليهم! .. عشنا ليلة رائعة مطرزة بأهازيج أهلاوية، عشنا ليلة لم ولن تمحوها الذاكرة والجوال يستقبل التهاني من المقربين والزملاء، جاء الفوز من فضل الله ثم فضل الإدارة من جهاز إداري وفني ولاعبين.
(كنت في صراع مع نفسي قبل المباراة) وهي ضريبة كل عاشق لناديه، فقد هيأت نفسي كثيراً لأجواء المباراة وكل دعائي بأن نفرح بالفوز الأهلاوي خاصة أنّ الأهلي يلعب ضد خصمين (الاتحاد كنادٍ والبلوي من جهة أخرى!).
جهّزوا المكافآت التي وصلت إلى (نصف مليون ريال لكل لاعب) بشرط الفوز على الأهلي، غير الوعود الشخصية من (تحت الطاولة) لأحد اللاعبين وسيارات وغيرها من المغريات بشرط الفوز أو تسجيل هدف في مرمى المسيليم!
يجنّ جنونهم عندما يفوز الأهلي عليهم، وتقوم قيامة نادي الاتحاد عند الهزيمة من الأهلي!
(أتمنى تدهور الأهلي) قالها رئيسهم (المطنوخ) كما يحب أن يسميه مَن حوله! (قبل ثلاث سنوات تقريباً)
الهلال والأهلي (مشكلة البلوي)!
تصاريح قبل المباراة (باستهتار)!
قال بالحرف الواحد لو لعب الأهلي ضدنا 100 مرة لن يفوز! .. المسألة ليست مسألة (مادة) وظهور إعلامي والتصوير مع اللاعبين (مجرد شهرة) المسألة مسألة جد وتخطيط ومثابرة!
الأهلي النادي العريق، النادي النموذجي، فريق يحترمه الآخرون، ولم يأت التواضع من فراغ فهو فريق بإدارة ولاعبين وجماهير يحترمون الخصم المقابل حتى ولو كان منافسه الأول.
كانت هناك توأمة بين الأهلي والهلال قبل سنين عديدة وكانت حفاوة مطلقة بين الناديين، وقد عادت من جديد وقد قيل في السابق (الأهلي والهلال واحد!)، ونحن نشاهد العلاقة الوطيدة والقوية بين الناديين في الوقت الحالي وهي ثمرة الجهود وحصاد ما زرع في الماضي، فمن حق النادي الأهلي أن يجدد العلاقة مع نادي الهلال .. أليس هو الزعيم وفارض نفسه على الأندية الأخرى بالبطولات والإنجازات؟
النادي الأهلي كان ولا يزال يبدع، ويعتبر من أكثر الفرق صعوداً للمنصات بمختلف البطولات، فقد نال المركز الثاني خلال العشر سنوات الماضية أكثر من 7 مرات .. فالمسألة مسألة حظ أو أمور أخرى لسنا بصدد الحديث عنها، لم يغب عن الحضور ولم يغب عن الإبداع، يقوده رجال أكفاء وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبد الله فهو رجل رياضي من طراز نادر تحيط به الروح الرياضية، يفرح بعد الفوز (من حقه) ويتقبل الهزيمة بصدر رحب .. ترأس النادي على فترات مختلفة وحقق معه كثيراً من البطولات محلية وخارجية .. استقطب كثيراً من المدربين العالميين وعلى رأسهم المدرب البرازيلي ديدي وأيضاً (الداهية) سانتانا، ولا يزال هو قلب الأهلي الأول والدليل على ذلك قيامه بإنشاء (أكاديمية النادي الأهلي) وهو السبّاق بالفكرة، ويعتبر النادي الأول صاحب المبادرة.
لم أكتب إلاّ من شيء موجود في (خاطري) فالنادي الأهلي يستاهل أن نكتب عنه ونسطر ولو بقليل لهذا النادي، فهو مبدع وراقٍ وفريق يمتثل بروح الرياضة ونادي جميع الألعاب وبطل معروف في كرة الطائرة واليد والسباحة وكرة الطاولة وألعاب القوى وليس بجديد عليه، فقد خطط ورسم وفي الأخير نال ما زرع لأجله.