** لم يكن غير الأهلي جديراً بلقب بطل الموسم لحيازته بطولتين من أمام الجار والمنافس التقليدي لعدة عوامل منطقية تدخلت تدخلاً مباشراً في تحديد مسيرة الذهب واتجاه البطولة لتستقر في عرين الأسد وقلعة البطولات، ومن أهم هذه العوامل التخطيط الفني والإداري والدعم الشرفي والوقفة الجماهيرية.. وإذا كان الأهلي قد حرم الجار فرصة التعويض ببطولة كبيرة فإنه قد حقق أيضاً أسبقية تاريخية في الظفر بإنجازين متتاليين من أمام غريمه التقليدي في موسم واحد وهي بطولة أخرى تؤكد أن الأهلي نجح في تقديم نفسه ليس كفريق بطل فقط، وإنما كنموذج للتخطيط السليم والشجاعة في تقديم المواهب ومنحها فرصة ترجمة عطاءاتها وإمكانياتها داخل الميدان لتكون عنواناً لمستقبل أخضر مضيء ومبشر لجماهير قلعة الكؤوس بتحقيق البطولات والمنافسة عليها خلال السنوات المقبلة متى ما استمر الدعم المعنوي والفني لها.. والمتابع لمسيرة النادي الأهلي خلال الموسمين الماضيين يتذكر المنهجية التي سار عليها النادي برؤية شرفية وإدارية ناجحة من خلال ذلك الاجتماعي الشرفي الذي أقر خطة الاعتماد على المواهب والإحلال والتجديد في الفريق وهو ما يمكن أن أسميه منطلق الإنجاز ونقطة التحول في تاريخ الأهلي وكانت النظرية قبل أن تتحول إلى التطبيق في ذلك الوقت الصبر على هذه العناصر وتدعيمها بجهاز فني شجاع يملك القدرة على مواجهة ظروف أي إخفاق والاستمرار على نفس النهج والسياسة المرسومة وكان نتاج ذلك العمل بطولتين رائعتين لا زالت جماهير الأهلي وستظل تحتفي بهما وبمن ساهم في تحقيقها من أعضاء شرف وإدارة ولاعبين وجهاز فني.
** والأهلي الذي جعل أكبر شوارع جدة مسرحاً لأفراحه هو اليوم يعيش أجمل أيامه ولياليه؛ فها هي الصحف والقنوات الفضائية تقدم صوراً حية لأفراح متواصلة واحتفالات جماهيرية يومية من أروقة النادي الأهلي وما أبلغ تلك الصور في التعبير عن حال الأهلي والأهلويين وعن بلوغ الساعة ذروتها بذلك المنجز الكبير والمشهد يعيد نفسه في الأهلي عبر تاريخ لا يكذب ولا يتجمل، صنف هذا النادي العملاق كبطل للكؤوس وقلعة حصينة تحتضن البطولات وبعنوان واضح وصريح اهتدى إليه الذهب ولم يضل عن طريقه.
** ليس غريباً أن يحقق البطولتين ويتوج نفسه بطلاً للموسم طالما أن رجاله الكبار منحوه من الدعم والمساندة ما يستحق وفي مقدمتهم الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي رئيس هيئة أعضاء الشرف وعاشق الأهلي الكبير وقلبه النابض الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز وإدارة صبرت وعملت وثابرت لتتذوق في النهاية حلاوة المنجز.. لقد كتب أحمد المرزوقي فصولاً جديدة من الفرح الأهلاوي المتدفق وفتح آفاقاً جديدة لمستقبل أكثر إشراقاً لقلعة البطولات وزاد من هذا الأمل الأكاديمية الفريدة التي يعول عليها الأهلاويون كثيراً في تجديد نسمات أمسيات الكؤوس وانهمار شلال الذهب بتقديمها للمواهب الكروية ليس فقط للنادي الأهلي وإنما لكرة سعودية واثبة في المستقبل.
** ما أجمل الرقي عندما يكون له النادي الأهلي عنواناً ونموذجاً، وما أجمله عندما يتسلل إلى القلوب العاشقة والمحبة وحتى المتعاطفة مع رقي هذا النادي.. لقد وصف الأمير سلطان بن فهد - راعي الرياضة السعودية - الأهلي ذات مساء أخضر بالنادي الراقي وكان ذلك تدليلاً على فاعلية الأهلي كمرتكز أساسي في إنجازات الرياضة السعودية في مختلف الألعاب ورسخ الأهلي هذا المسمى ببطولتيه هذا الموسم علاوة على دوره في بناء كرة القدم السعودية بعناصر قد ترسم في المستقبل القريب طريق الأخضر نحو الإنجاز.
** الصورة التي تكررت مساء الجمعة الماضي في ملعب الأمير عبدالله الفيصل كانت زاهية بحضور ولي العهد الأمين الذي منح الأهلي كأسه الغالية وطوقه بوشاح الذهب لتأكيد أن الأهلي ومنصات التتويج صنوان لا يفترقان وأنه والذهب صديقان قديمان ونديمان.. هكذا يحكي التاريخ وتشهد المناسبات الرياضية، وهكذا تقول الوقائع بكل تفاصيلها.. هكذا يحكي التاريخ وتشهد المناسبات الرياضية، وهكذا تقول الوقائع بكل تفاصيلها.. فعندما يتجلى الأهلي يغيب المنافسون وعندما تحضر فرقة الرعب ترتعد فرائصهم فيستسلمون لإبهاره ويقدمون له ما يريد على طبق من ذهب.
** لقد قدم الأهلي كل ما هو جميل في عالم المنافسة واحترم المناسبة وراعيها ولم يكن أقصى طموحه الفوز باللقب واحتضان الكأس بل تقديم الصورة المثالية لما يجب أن تكون عليه المنافسة بعدم الخروج عن النص في مثل هذه المناسبات الجميلة التي تمثل عرساً رياضياً حقيقياً يرنو إليه الرياضيون كل عام وينتظرونه بشغف في الوقت الذي خرج فيه المنافس عن طوره متذرعاً بالهزيمة ومتناسياً مبادئ الروح الرياضية وعظم المناسبة.
** حتى هدية الأهلي التي قدمها لسمو ولي العهد الأمين في ذلك المساء الجميل كانت تعبر عن تفاعل وامتزاج مع توجيهات القيادة الحكيمة للشباب الرياضي بالتمسك بالدين القويم والبعد عن مزالق التعصب.. إنه الأهلي التاريخ الذي يمشي على قدمين!!