Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/05/2007 G Issue 12635
الريـاضيـة
الخميس 16 ربيع الثاني 1428   العدد  12635
خالد بن عبدالله.. والإنجاز
محمد الجابري

يحتار كل الأهلاويين عندما يردون اختيار أنسب عبارات الثناء والشكر تجاه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز عضو شرف النادي الأهلي الفاعل وقلبه النابض، وذلك لأن سموه هو السند والداعم الحقيقي للنادي الأهلي ووقوفه ودعمه المتواصل واللامحدود مع الأهلاويين يكتبه التاريخ وتشهد به كل الأزمنة، وحقيقة تجلت في كل المواقف والأزمات التي واجهها النادي الأهلي وتصدى لها (خالد) الأهلي بالحكمة والتخطيط السليم والنظرة الثاقبة ليقود بها سفينة الأهلي إلى الإبحار وصولاً لمرافئ وشواطئ البطولات.

في الأزمات والمواقف الصعبة يستنجد الأهلاويون بخالد، وقبل اللقاءات الحاسمة يجدون خالداً، وأثناء الانتصارات لا تكتمل أفراح الأهلاويين إلا بمشاركة وحضور (خالد).

الإنجاز الكبير الذي حققه لاعبو فريق الأهلي بالفوز بكأس ولي العهد -حفظه الله- صنعه رجال كان في مقدمتهم وقائدهم الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان لحضوره في أولى التدريبات الاستعدادية لنهائي كأس ولي العهد أكبر الأثر في إعادة الثقة المفقودة للاعبي الفريق الكروي بعد عودتهم من الجزائر والخسارة أمام وفاق سطيف الجزائري ومغادرتهم لمسابقة دوري أبطال العرب، حيث كان التواجد المبكر لسموه في أول تدريب هو مصدر الاطمئنان الذي رفع معنويات ليس للاعبين فقط ولكن كافة الأهلاويين بمن فيهم الجماهير التي استقبلت اللاعبين بالورود.

وجه مبتسم.. وكلمات تحفيزية وحانية كانت هي سمة الإطلالة الأولى لسمو الأمير خالد حين التقى الجهاز الفني والإداري واللاعبين، وأكد لهم عن قناعة الأهلاويين بما قدموه ووصولهم إلى مرحلة متقدمة من دوري أبطال العرب رغم ظروف صعبة مر بها الفريق مطالباً سموه بالتركيز وبذل الجهد المضاعف في التدريبات وفي المباراة النهائية على كأس سمو ولي العهد وإسعاد جماهير الأهلي الوفية.

هذه الخطوة التواصلية والتحفيزية الحكيمة من لدن الأمير خالد بن عبدالله نتج عنها طي صفحة رحلة الجزائر، وأحالت التدريبات الأهلاوية إلى فورة من الاستعدادات القوية والنشوة التي ملأت صدور اللاعبين والروح العالية والمعنويات المرتفعة التي اجتاحت كل الأهلاويين بعد أن أعاد حكيم الأهلي صياغة النفسيات ودفع بها نحو الإيجابية.

أثناء الاستعدادات للنهائي واجه الأهلاويون بشكل عام واللاعبون على وجه الخصوص حملة إعلامية منظمة ذات تنسيق واسع رغبة في إرباك وإضعاف الأهلاويين وإحباطهم بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، فظهر الغمز واللمز على لاعبي الأهلي والمحترفين في صفوف الفريق ثم جاء بيان إدارة نادي وفاق سطيف الجزائري ووجد له أنصار ومدافعون ومطالبون بشكل غير مباشر بإيقاع العقوبات والإيقافات للاعبي الأهلي ثم ظهر بعد ذلك أسلوب (قذر) أساسه كذب وافتراءات وهدفه اختراق وتوتير العلاقات بين الأهلاويين.

في هذا التوقيت انقلب السحر على الساحر فتحولت كل الإساءات والهجمة الإعلامية الشرسة إلى وقود إضافي للاعبي الأهلي وحافز معنوي كبير لرد الصاع صاعين والثأر بتقديم مستوى وجهد مضاعف من أجل نيل كأس ولي العهد.

الإدارة الأهلاوية برئاسة المثالي أحمد المرزوقي قامت بدورها كاملاً في التهيئة المعنوية وأخرجت لاعبيها من الضغوط وذهبت بهم إلى رحلة بحرية قبل 48 ساعة من المباراة النهائية وفي أجواء هذا المرح والأخوة والتلاحم ليزيد ذلك من معدلات السكون والراحة النفسية للاعبين.

أعضاء الشرف للنادي الأهلي برئاسة الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي قاموا بأدوارهم والتفوا حول اللاعبين بالمؤازرة والدعم المعنوي.

في أقل من أسبوع صنع الأهلاويون المستحيل بإخراج لاعبي الفريق من التأثير السلبي بعد الخروج من البطولة العربية ونجحوا في التهيئة والتحضيرات المعنوية والفنية حتى الإصابات المتوسطة التي تعرض لها لاعبو الفريق في لقاء وفاق سطيف تعاطفت معهم هذه المرة ليدخل أكثر من لاعب أهلاوي المباراة النهائية بنصف الجاهزية التي اكتملت بالروح التي ما بعدها روح.

وعند ساعة الصفر تسلح لاعبو الأهلي بإرادة من حديد وسطروا ملحمة كروية في إستاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة أمام فريق الاتحاد المنافس القوي الذي يضم لاعبين دوليين أصحاب خبرة وإمكانيات فنية كبيرة.. ولكن الكلمة كانت لشباب الأهلي الذين كسبوا احترام الجميع بأدائهم المميز وروحهم العالية، وإخلاصهم وتفانيهم انتماءً وحباً خالصاً لناديهم مكملين هذا الجمال بمثاليات وأخلاق عالية تدعمهم جماهير وفية لم تفقد الثقة فيهم وآزرتهم حتى آخر لحظات المباراة التي انتهت أهلاوية في مجملها وتفاصيلها وإعلان الأهلي بطلاً لكأس سمو ولي العهد -حفظه الله-.

بعد نهاية العرس الرياضي الكبير توجه كل الأهلاويون إلى مقر النادي الأهلي.. النادي الراقي ليجدوا هناك سيد التواضع والحكمة رجل الوفاء (صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز) الذي رفض الرسميات والتقى بعفوية وتواضع مع جماهير الأهلي التي عانقت سموه والتقطت معه الصور التذكارية وباركت له الإنجاز الكبير الذي تحقق بنيل كأس ولي العهد، ومن قبله كأس الأمير فيصل بن فهد.. ليكون الرد من سموه بقوله: (أنتم صانعوا الإنجاز وسر الانتصارات الأهلاوية، وبكم وبدعمكم تتواصل وتتحقق كل البطولات للنادي الأهلي).


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد