حين أراد الأمير سلطان بن محمد بفكرته الرائدة لدورة عز الخيل أن تواصل مسيرتها الناجحة دون توقف، كان يدرك بما لديه من دراية وحكمة ونظرة ثاقبة ومواطنة حقة أن من أهم أهدافها تحفيز إدارات الميادين نحو الارتقاء بكافة جوانبها الإدارية والتنظيمية فصرف لها من الجهد والمال والوقت ما تستحقه وبسخاء كبير.
دورة عز الخيل في ختام نسختها الـ 12 التي جرت على ميدان نادي الفروسية بجدة عصر الأربعاء الماضي وفي يوم النهائي والكبير أبدى معبراً الأمير سلطان بن محمد بعد ترحيبه بالمشاركين جماهير ومدعوين عن اعتزازه وعن شعوره بالرضا والتطورات السريعة التي شهدتها رياضة الفروسية بشكل عام ودورة عز الخيل بشكل خاص وقال: (بصراحة في كل مرة نَطَّلِعُ فيها على برامج هذه الميادين نلمس تطوراً مطرداً لدى معظمها ولكن مع (الأسف) البقية لم تتطور ولم تستثمر ما يسخر لها من دعم بشكل عام كما يجب)؛ مضيفاً في كلمته بمناسبة افتتاح المهرجان الختامي تطلعه في توظيف دعم القطاعين الخاص والعام لميادين الفروسية التوظيف الأمثل بما يسهم في تطويرها وتحقيق الأهداف التي من أجلها ُشُيِّدت تلك الميادين.
مثل هذه الكلمة الحازمة تضعنا أمام اعتبارات أساسية على جانب من الأهمية في أن تكون الحافز الأكبر الذي يشعل الوقود والطاقات لدى بعض مديري الميادين في تغير المنهجية البرامجية السابقة لميادينهم ومواكبة ميادين أخرى ارتفعت بكافة جوانبها الإدارية والتنظيمية إضافة إلى استقطابها لمستوى الدعم التمويلي مادياً وعينياً.
عموماً تجلى مهرجان عز الخيل هذا الموسم بميزات لافتة في طليعتها التنظيم الراقي والحضور الجماهيري الذواق والواعي فكانوا العنصر الأهم في النجاح المسجل باتباعهم التعليمات والإرشادات الخاصة وبالمحافظة على النظام ولتسجل دورة العز الجماهيرية في نسختها الـ 12 وعلى أرض ميدان فروسية جدة نجاحاً منقطع النظير وتميزاً غير مسبوق ومثيراً سيبقى راسخاً في ذاكرة الدورة سنوات وسنوات.
مسارات.. مسارات
- حولت الفرق الشعبية بمورثاتها الشجية التي شاركت في يوم المهرجان الختامي إلى ما يشبه الاحتفال الكرنفالي الترفيهي المشوق الذي أضفى على المضمار لوناً فولكورياً زاهياً وما بين وقع حوافر خيول الوطني على المضمار وشيلات الفرق الشعبية التي كانت أنشودة العز تصدح صهيلاً ونواميس.
- أصداء مجلجلة لمقالة الكاتب الرياضي المتمكن فهد الصالح التي نشرت في العدد الماضي (بالميدان).. ودائماً يبقى الكبار يلفتون الانتباه بصهيل صدقهم وبلاغة معانيهم وفائقة وصفهم.
- بدر بن صقر العطاوي وسعد بن حمد السليمان ومثالية التفاعل الراقي والحضاري في كل ما يكتب في صحافة الفروسية وباتجاه ما يخدم مصلحة رياضة الفروسية السعودية وما أجمل مشاعر التفاعل والإنصاف ولمن هم على شاكلة الصقر بدر والسليمان سعد.
- المالك والمدرب سعود الفراج كان وكعادته نجماً فوق العادة بحضوره وتلقائيته النقية ونقاشاته الثرية في أمسية واحتفائية وسط الفروسية داخل قاعة ليلتي بجدة التي كانت على شرف الأمير سلطان بن محمد وأقامها المضياف الكريم والشهم العفيف الشريف هزاع العبدلي.
- الجنتلمان نواف بن فيحان تواجد وشاهد المهرجان الفروسي الكبير دون أن يكون لديه مشاركات بجياده السباقية وكان أول المهنئين للفائزين في ساحة البادوك؛ أبو عبدالعزيز دائماً يكون راقياً حتى في حضوره المدهش.
- سلطان التعليق: مساء الخير عز الخيل وجدة غير.
واحدة من عبارات المعلق الفروسي الخطير سلطان الموركي الذي تَوَّجَ حضوره لهذا الموسم بوصف تفاعلي لا يجيده سوى سلطان التعليق.
سبورت 7 ونقل مباشر ومواكبة للكرنفال الملايين ودائماً الحي يحييك.
المسار الأخير
ما أجمل أن تجد قلباً يرعاك
دون أن يطالبك بمقابل سوى
أن يراك بخير ونجاح وسعادة.