ليلة البارحة قُرعت الأجراس.. وحُبست أنفاس الشعب الأرجنتيني عندما تتناقل وسائل الإعلام العالمية (دخول أو خروج) أسطورتهم العالمية المعاصرة في كرة القدم مارادونا- كما يحلو للبعض تسميته- عندما يقول إنه (مارادونا) مد عارض للسكون يستوجب تسكينه.. نسأل الله العفو والعافية والسلامة لشبابنا والرياضيين خاصة من شرور هذه الآفة والنهاية المأساوية لهذا الذي يفترض أن يكون باعتبار ماله من شهرة مثالا لكل من يتطلع لتنمية مواهبه واهتماماته، حتى أصبح بين شاتم وشامت حتى خذل كل من حاول أن يتعاطف معه ويساعده؛ لكي يتجاوز ما كان يعتقد أن ما يقوم به هو عبث الشهرة -كما وصفها الرئيس الكوبي فيدل كاسترو- لكن مع كثير الأسى والأسف تمادى هذا الفتى الذي أتحفنا بمهاراته وإنجازاته الرائعة في غيه منغمسا في وحل الخبائث.. في حين نرى من أقرانه من يقدم نفسه لوسائل الإعلام، وهو يزور المرضى في مشافيهم والجوعى والمشردين في أدغالهم، والأطفال في مدارسهم ليقدم النموذج الرائع للرياضي السليم، كما فعل خصمه الانجليزي لينكر الذي أضحك وأبكى العالم في لمحة تاريخية لا تنسى.. ها هم اليوم يفعلون ما لم تستطع فعله إذ يقوم بزيارة أسر ضحايا ومصابي حرب (الفوكلاند) وهم بكامل حيويتهم وأناقتهم.. كذلك ملك الكرة بيليه وما يقوم به من ترويج لساحرة الملايين.. وغيرهم الكثير ممن ترك آثاراً إيجابية..
وأخيراً يا سيد مارادونا.. أما آن لك أن تراجع نفسك.. وتعلم أن زمبابوي.. ليست كستاريكا.. فالأولى تخرج منها الدرر النفيسة والثمينة والأخرى نتاجها ما أنت فيه وعليه ياديقو!!
إن الرجل حيث يضع نفسه.. أرجو أن يكون ما أصابك عظة لغيرك.. والله المستعان.
عبدالرحمن البقعاوي