الرباعية الوحداوية التي أتخمت مرمى فريق الطائي على مرأى ومسمع من جماهير الطائي كانت بالفعل مؤلمة وقاسية وكشفت المستور..!!
وما بين الرباعية التي أودعها مهاجمو الطائي أيام جورفان فييرا مرمى حامل اللقب الشباب ورباعية مساء أمس الأول التي تلقفتها الشباك الرمادية بلهفة عجيبة يكمن حجم التخبط الرهيب الذي تعرض له هذا الفريق (المكافح)..!!لن نعود إلى الوراء لنقول: إننا هنا ب(الجزيرة) سبق أن حذّرنا قبل انطلاق الدوري من المستقبل المظلم الذي ينتظر الطائي وإنما سنتحدث الآن عمّا ينتظر الطائي (الكيان) من (تشويه) أكثر وأكثر إن استمرت إدارته الحالية في قيادته من فشل إلى آخر..!! فالأحداث التي شهدها النادي على مدى الأشهر الماضية حملت معها مؤشرات ودلائل على أن إدارة السبهان اجتهدت ولكنها لم تصب أبداً..!! بل إن جلّ قراراتها الاجتهادية والمتسرعة كثيراً ما تصيب النادي عامة والفريق الأول على وجه الخصوص بمقتل..!! ولا نشك لحظة بحبها للطائي ومن هذا المنطلق ومن هذا الحب فيتحتم عليها التفكير عميقاً ومراجعة خطواتها السابقة لاتخاذ القرار الأفضل بإعلان الرحيل لمصلحة الطائي ولا شيء غيره..!! ودعونا من لغة (المؤامرة) و(الحقد) و(الأهداف الخفية) و(المصالح الخاصة) التي اختلقوها للتغطية على أخطائهم التي لا تغتفر..!
مسرحية الوحدة..!!
والآن لنسترجع قليلاً فصول وأحداث المباراة الماضية أمام الوحدة لعلنا نضع أيدينا على شيء من مكامن الخلل الذي حلت بالفريق منذ رحيل جورفان فييرا.. فالمتتبع لسير المباراة يكتشف بسهولة متناهية أن الطائي دخل المباراة دون إستراتيجية واضحة وإنما كان (هم) جهازه الفني والإداري ولاعبيه هو الحصول على مكافآت الفوز - التي يسيل لها اللعاب - دون النظر أو التفكير حتى بأنهم سيقابلون صاحب كرسي الوصافة والفريق الأكثر تطوراً والأفضل أداءً تكتيكياً هذا الموسم فاستهل الطائي المباراة مندفعاً وفق تشكيل ذكّرنا بالطريقة التي تتبعها فرق الحواري (أنت ألعب هجوم وأنت خلك مدافع وحارس واما أنت فيمكن نحتاجك..)..!! وهذا كلّه نتيجة عدم الاستقرار الفني الذي يعيشه الفريق حتى امتدت الحالة إلى أخطر مراكز الفريق الحراسة التي أراد مسيرو الطائي (كحلها فاعموها) بعد أن ألغوا عقد مدرب الحراسة الخبير جمال صدقي وجلبوا مدرب حراس برازيلي ومع قدومه اكتحلت العيون بشتّى أنواع الأهداف التي تلج مرمى الطائي في ظل التشتت الذهني والانحدار الرهيب في مستوى حراس الفريق بعد أن انشغل مدربهم الجديد بإطلاق الإشاعات بأنه سينتقل للهلال مرة وللمنتخب تارة للضغط من أجل زيادة مرتبه وبالدولار ومرمى الطائي يتلقى الهدف تلو الهدف..!!مدربا الفريق (جواو كارلوس) و(فرناندو) وقفا عاجزين طوال المباراة بعد أن شعرا بحجم الخطأ الذي ارتكباه بحق فريقهما والتشكيلة التي حوّلت ملعب الطائي إلى (ممرات سالكة) للمحياني ورفاقه ولم يستطيعا تدارك الأمر أبداً حتى في ظل المشورات التي انطلقت من المنصة والأوراق التي وصلت لهما من المساعد الثالث فتوالت الأهداف الحمراء التي فضحت كل شيء..!!
داخل الميدان كان الدولي عبد الله المرزوقي الذي تحامل على إصابته - في موقف يحسب له - وزملاؤه في الدفاع قد وجدوا أنفسهم أمام فريق يهاجمهم من كل الاتجاهات دون أن يساندهم أحد لصد تلك الهجمات في ظل وجود زملائهم الآخرين أمام مرمى الوحدة، كل لاعب يبحث عن نفسه ولا يعرف ما هو دوره فكانت (الكارثة)..!!
روح الطائي المعروفة غابت وحضرت بدلاً عنها الانهزامية والتكاسل واللا مبالاة حتى مع انهمار الأهداف في مرمى الفريق..!! ولا نلومهم أبداً في ظل ترسيخ ظاهرة خطيرة جداً هي (المكافآت الضخمة في مباريات وغيابها في أخرى)..!! فكان من الطبيعي أن نشاهد ذلك المستوى الهزيل جداً والصورة (المشوّهة) التي بعثت في النفوس الشفقة على الحال الذي وصل إليه صائد الكبار..!!
تعدد المدربون والنتيجة..!!
فييرا ثم فرناندو (مدرب شباب النادي) والمساعد الثالث عزيز ومن ثم فرناندو ومن بعده أتى القروني وغادر، فعاد فرناندو مرةً ثالثة وبعدها حضر جواو كارلوس وبدأ يتخبط بالفريق ولا ندري من سيكون في المباراتين القادمتين..؟!لم تكن إدارة الطائي محتاجة أو مضطرةً لإقالة فييرا لو عرفت كيف تذيب الخلاف الذي نشأ بينه وبين المرزوقي بطريقة تعيد المياه إلى مجاريها وتعيد الدولي البحريني المؤثر لصفوف الفريق دون اللجوء إلى حل الإقالة وخاصة أن بصمات فييرا كانت واضحة جداً على أداء الفريق ونتائجه.. ولم تكن مضطرة أيضاً حينما عزمت على إقالته أن تتخذ القرار ليلة مباراة الخليج (الدور الأول) وكان بالإمكان تأجيل القرار قليلاً أو عزله قبل المباراة لكنها ارتكبت الخطأ الأكبر حينما قررت إقالته وأبقته يدير شؤون الفريق الفنية أمام الخليج رغم علمه بقرار الإقالة حينما سربت الخبر للإعلام ولمعلق المباراة..!! وخاصةً أن إدارة النادي وإدارة الفريق قد سلمت (الخيط والمخيط) لفييرا منذ قدومه، يتصرف كيف يشاء ويتدخل بما لا يعنيه فكانت اللحظة التي اصطدمت معه بعد خراب مالطا فكان القرار الذي ألقى بظلاله السلبية على مستويات ونتائج الفريق..!! وكانت الهزيمة من الخليج (بداية النهاية)..!
التصريحات الانفعالية قضت على روح الفريق..!!
الروح الانهزامية والأداء الباهت الذي أظهره جلّ لاعبي الفريق هو نتيجة لبعض التصريحات التي انطلقت لحظة انفعال من رئيس النادي بدءاً من مباراة الوحدة في مكة حينما قال: إن هناك سبعة لاعبين يحاولون التآمر لإسقاط الإدارة ومروراً بمباراة النصر في حائل التي تشاغلت الإدارة عن فريقها بإقامة الولائم للإدارة النصراوية وقبل انطلاق المباراة (الحساسة) بساعتين..!! وانتهاء بالتصريح الغريب الذي أعقب الفوز على الخليج بأن الفريق لم يقدم مستوى فنياً مميزاً..!! بالإضافة إلى المعاملة المتفاوتة التي يجدها لاعبو الفريق فانتشرت الخلافات والحزازيات بين لاعبي الفريق الواحد بصورة واضحة جداً، فكان من الطبيعي أن نرى تلك الحالة المتردية التي يمر بها أغلب لاعبي الطائي من مباراة لأخرى..!!
وأشياء أخرى..!!
التغيير هذا الموسم طال كل شيء..! المدربين.. اللاعبين.. وبقيت الإدارة ثابتة لا تريد أن تعترف بحجم أخطائها التي ارتكبتها..!! ولن ينصلح حال الطائي أبداً ما لم تقدم على هذه الخطوة المهمة جداً لمستقبل الطائي..
* الميزانية الضخمة للنادي هذا الموسم التي تعادل ميزانية (ثلاث إدارات طائية مجتمعة سابقة) خرج منها الفريق الأول بمكسب واحد هو جلب اللاعب أحمد عباس، الذي أثبت مع الأيام أنه إضافة ممتازة للفريق بالفعل.. بالإضافة إلى زميله مازن الفرج على الرغم من انقطاعه بسبب الإصابات..
* فييرا لوحده جمع مع الفريق نقاطاً أكثر مما جمعه أربعة مدربين تولوا قيادة الفريق حتى الآن..!
* التزموا الصمت حيال الاتهام الخطير الذي طالهم من رئيس الجبلين السابق حول عقد موبايلي ومن ثم واصلوا الصمت عن الاتهام الأخطر بالتهاون قبل مباراة النصر..!! يصمتون أمام أشياء ويستشيطون غضباً أمام أخرى أقل وطأة..!!
* بعض أعضاء الإدارة ينطبق عليهم المثل (أسمع جعجعة ولا أرى طحناً)..!!
* في هذا الوقت لن نتحدث عن:
- نهائي منطقة حائل في كرة القدم لدرجة الشباب وما حدث بالفريق..!
- بقية حقوق الطائي من صفقة انتقال الحارس الشاب فهد الشمري للهلال والسكوت عن المطالبة بها..!!
- تهديد المحترف العربي بالحسم من مرتبه 50% إن هو صرح للصحيفة الكبيرة..!
- عدم الاحتجاج على مشاركة لاعب ناشئ يحمل كرتاً أحمر..!
رسالة أخيرة
إلى لاعبي الطائي.. فريقكم يداهمه الخطر وتنتظره مباراتان حاسمتان.. والمسؤولية الملقاة عليكم كبيرة جداً بتجاوز (محن الزمان) وإعادة البسمة لشفاه جماهيركم وإنقاذ سمعة ناديكم.. وإنقاذ أنفسكم.. فالتاريخ لا يرحم..