يخطئ من يظن أن التعصب لا يوجد إلا في الوسط الرياضي، ويخطئ أكثر من يرى أن المتعاملين معه والمتحمسين له هم الشباب فقط، وأن المحسوبين على الأدب والثقافة والشأن العام غير متورطين في قضيته ولا يخوضون في مستنقعه..
هي للأسف ثقافة رديئة يتم ترويجها والاهتمام بها في قطاعات مختلفة ومنابر متعدّدة وأصوات متنوّعة، اقتحمت المدارس والجامعات والهيئات والمؤسسات نقرأها في الشعر والنثر، نلمحها في الأحياء والمدن والمنتديات، ونشعر بها في صميم المواقف والقرارات، على حساب العقل والفكر والمنطق ومبادئ الحب والخير والتسامح والإنسانية..
نحن اليوم أمام أزمة حقيقية صنعها (المتعصبون الجدد) هؤلاء الذين لا يدركون خطورة العبث بوحدة الوطن المباركة ويريدون العودة بنا إلى عصور الحقد والجهل والتشرذم والانسياق خلف الشعارات الفارغة والأفكار المتخلّفة.. في الوقت الذي يتقدّم فيه الوطن ويسارع نحو البناء والتطور وحضارية العقل والفكر والممارسة.
قرار لا تملكه الأندية
حينما أنظر لحجم ما يُثار ويتردد من أطروحات وتصريحات وانفعالات واسعة ومؤذية بسبب قضية تأجيل أو تقديم أو نقل المباريات،أتساءل باستغراب وتعجب عن عدم تحمل أمانة الاتحاد أو اللجنة الفنية لمسؤولياتها في هذا الجانب، بحيث تقرّر هي الموعد المناسب للمباراة على ضوء الاستحقاقات الداخلية أو الخارجية لأحد الفريقين بدلاً من أن يترك قرار القبول أو الرفض بيد وبرغبة هذه الإدارة أو تلك..؟!
ثم ما الذي جعل الأمانة تقرّر في مواقف سابقة تأجيل عدد من المباريات لفريقي الاتحاد والنصر دون موافقة الأطراف الأخرى، بينما يختلف الوضع بالنسبة للهلال والاتفاق عندما اشترطت الأمانة لتأجيل مبارياتهما الحصول على موافقة الفرق الأخرى، أي أن المسألة لا تخضع لتنظيم واضح وعادل وملزم للجميع وإنما تتغير بحسب ما تراه وتقرره أمانة الاتحاد..
في إشكالية مباراة النصر والهلال الأخيرة، ما كانت الأمور لتصل إلى هذا الحد من الشحن والتوتر والملاسنات وأيضاً المغالطات، لو أ ن اتحاد الكرة قرّر بإرادته وبموجب صلاحياته تأجيل اللقاء استناداً على واقع وظروف سفر ممثل الوطن إلى العاصمة الأوزبكية طشقند لمواجهة باختاكور هناك قبل خمسة أيام فقط من ديربي أمس الأحد، بل لم تكن هنالك حاجة أصلاً لاستئذان إدارة النصر طالما أن المصلحة العامة ومبررات التأجيل تستدعي ذلك، والقرار ذاته يسري على أية مباراة تمر بنفس الظروف التي مرَّ بها فريق الهلال..
خلاصة القول إن برمجة مواعيد المباريات وتحديد وقت إقامتها عصراً أو مساءً من المفترض أن تكون ضمن روزنامة منضبطة تعتمد على الخبرة والتجربة وعلى مستجدات ومتطلبات المشاركات الخارجية للأندية، وهذه كلها يجب أن تقرّرها وتعمل بموجبها الجهات المعنية في اتحاد الكرة بعيداً عن أية تدخلات أو مصالح لطرف على حساب آخر..
لعبة المكافآت
في زمن الاحتراف، وتحوّل لعب الكرة إلى مهنة واللاعب إلى موظف يتقاضى مرتباً شهرياً مجزياً إضافة إلى المزايا الأخرى الموضحة في العقد مثل المقدّم وبدلات السكن والنقل والتأمين، أقول في ظل ما تقدّم ما المبرر من صرف مكافآت الفوز والتي باتت تعلن بسخاء وتفاخر بها إدارات الأندية قبل المباريات..؟!
أنا لست ضد فكرة تقديم مكافآت الفوز واستفادة اللاعب مادياً، لكنني في الوقت ذاته ضد أن يحرم اللاعب المحترف من حقوقه الأساسية المتفق عليها في العقد أو يماطل النادي في صرفها والتلاعب بها، من أجل أن يدفعها ويتباهى بها (أي النادي) ويحولها إلى مكافآت مشروطة في حالة الفوز، الأمر الذي يتنافى مع قواعد وأدبيات نظام الاحتراف، كما يشكّل ضغطاً وإرباكاً للاعب قبل وأثناء المباريات وبالذات القوية والحاسمة منها.
متى ما تسلّم المحترف حقوقه الأساسية ومرتباته الشهرية فهو في هذه الحالة مطالب بأن يبذل الجهد ويقدّم المستوى وبالتالي تحقيق الفوز باعتباره الأصل والقاعدة وليس الاستثناء، على أن تكون المكافأة محدّدة بأهداف ومنجزات أشمل، مثل أن يمنح اللاعبون مكافآت بعد إحراز بطولة أو البقاء أو الصعود إلى درجة أعلى، إلى جانب تقديم جوائز محفزة وتقديرية للاعبين المتميزين سلوكياً والملتزمين بمواعيد التدريبات والمعسكرات وتطبيق التعليمات الإدارية والفنية.
الأسوأ والأخطر أن هذه التدابير أنتجت قناعة لدى اللاعب وجعلته غير مهتم ولا متحمس لتحقيق الفوز إلا بوجود المكافأة، وبدونها يصير متمرداً ومتخاذلاً يدّعي الإصابة تارة ويتعاطى الكسل والملل تارة أخرى..!
موسم الهبوط في حائل!!
أصبح هاجس الخوف من الهبوط يخيم على جميع ممثلي منطقة حائل الطائي (الممتاز) والجبلين (درجة أولى) والغوطة (درجة ثانية) وكذلك شباب الجبلين في دوري الممتاز ومثله الطائي في الناشئين.. وبدأت علامات الاستفهام تزداد حول أسباب تراجع مستويات الفرق الحائلية ووجودها في مراكز متأخرة في سلم الترتيب هذا الموسم.
الغريب أن تدهورها جاء متزامناً مع انتعاشها مادياً وعلى عكس ما كانت عليه في مواسم سابقة، وهذا وحده كفيل بتأكيد أن هنالك أسباباً إدارية وفنية وجماهيرية أدت بها إلى انحدار جماعي سيلحق الضرر البالغ على سمعة ومكانة وتاريخ حائل الرياضي، وستكون الخسائر فادحة فيما لو حدث الهبوط لبعض أو جميع الفرق الخمسة..
المتابع لما يجري في حائل سيكتشف أن هنالك أجواء غير طبيعية وغير مستقرة طرأت في هذا الموسم تحديداً، وبدأت الأفكار والأوهام والحروب السخيفة تستحوذ على عقول وتصرفات مسيري الطائي والجبلين، ومن خلالها كثرت التخبطات واتسعت دائرة الخلافات بين الإدارتين وأعضاء الشرف لدرجة القطيعة بينهما، وانعدم التآخي والتواصل وإنكار الذات.
تأثير ذلك بدا واضحاً على القرارات الإدارية وعلى التعامل الارتجالي والفوضوي مع عدد كبير من المدربين الذين مرّوا على الناديين، كما أن أندية حائل أصبحت تستعين وبأعداد هائلة بلاعبين من خارج المنطقة، وهذا بالطبع له مردوده العكسي على أبناء النادي، وكذلك ما يترتب عليه من التزامات مادية وضغوط نفسية واجتماعية وأسرية لها تأثيرها السلبي على أداء اللاعبين..
عموماً المباريات المصيرية المتبقية لثلاثي المنطقة لا تحتمل المزيد من العناد والمكابرة والممارسات الإدارية الطائشة ولا تقبل عزوف أعضاء الشرف وامتناعهم عن التدخل والدعم والإسراع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان وقبل أن تقع الكارثة وتكون الخسارة فادحة وموجعة للجميع ولمنطقة حائل بوجه عام..
غرغرة
* نتمنى أن تتحول مقترحات الخبير عبد المجيد الشتالي إلى واقع جديد سيستفيد منه الأخضر لا محالة.
* الفوز في لقاء البارحة بين النصر والهلال من نصيب الأفضل استعداداً إدارياً ونفسياً أكثر من أن يكون فنياً..
* لماذا لا يدير مباريات المتنافسين على البقاء حكام أجانب طالما أن ظروف وأسباب الاستعانة بهم تنطبق عليها..؟!
* مأساة أرضية ملعب حائل التي عبّر عنها بصدق وبوضوح مدير الملاعب علي الزيد ليس لها حل غير الإسراع في بناء منشآت الطائي..
* عودة الرائد الطبيعية والمتوقعة إثراء وإثارة لدوري الدرجة الأولى.
* محمد الرديعان مشروع حكم ناجح ومؤهل لتكرار نجاحات الحكام الحائليين بعد أن غابوا طويلاً في السنوات الأخيرة.
* الهلال والاتحاد هما الأجدر والأكثر معرفة واستفادة من عودة الدوري إلى أسلوبه الاعتيادي المعمول به في دول العالم.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5297» ثم أرسلها إلى الكود 82244
abajlan@hotmail.com