من المؤسف جداً أن يصل حال بعض الأندية المحلية إلى أن تتجاهل رموزها وأبناءها الذين خدموا كيانها عقوداً من الزمن ولا سيما ممن كانوا ينتظرون الوقوف معهم وهم في أحلك الظروف الصحية ودعمهم معنوياً وليس (مادياً) على اعتبار أن النواحي النفسية والمعنوية تعطي أو تمثِّل مرحلة هامة جداً من مراحل التقدم العلاجي للمريض وهذا ما أكده علماء الاجتماع الطبي.
فمن الحالات التي تكشف وبجلاء واقع هذه الأندية وهي تتجاهل واحداً من أبنائها الأوفياء ممن خدموا مسيرتها سنوات طويلة بكل إخلاص وتفان.. ما تعرض له حارس الشباب ومدربه الوطني السابق عبد الله بن سالم (شفاه الله) من تجاهل واضح وهو أسير على سرير المرض عقب إجراء عمليتي قسطرة في القلب بالمدينة الطبية حيث أمضى (15 يوماً) دون أن تتكرم الإدارة الشبابية بزيارة إنسانية لابن النادي البار (عبد الله بن سالم)، الذي خدم شيخ الأندية 45 عاماً لاعباً ومدرباً وصنع العديد من الأجيال التي مثَّلته في سنوات مختلفة، تخفف عنه معاناته المرضية ومأساته الصحية التي مر بها خلال فترة علاجه بالمدينة.. حتى باقة الورد استكثرها الشبابيون على ابن النادي البار.. وهو في أحلك ظروفه الصحية.. في الوقت الذي كنا نترقب زيارة معنوية من الشبابيين تخفف من معاناته الصحية لكنهم بموقفهم السلبي تجاه ابن سالم وقبل ذلك مؤسس النادي (الشيخ عبد الرحمن بن سعيد) - أطال الله عمره - الذي لازم فراش المرض بمركز الأمير سلطان لأمراض القلب أكثر من أسبوعين دون أن يحظى (بزيارة) واجبة من الشبابيين.. تركوا انطباعاً.. مخالفاً لقيم ومبادئ وأهداف الرياضة على اعتبار أنها رسالة إنسانية قبل كل شيء.
وبالمقابل قدمت إدارة الاتفاق درساً إنسانياً وأحرزت هدفاً نبيلاً في شباك الوفاء والنبل حينما قامت مؤخراً بزيارة إنسانية لنجم فارس الدهناء في الثمانينيات الهجرية (سعود الفصمة) الذي يلازم فراش المرض منذ 6 أشهر بالمستشفى.. وأهدوا له كأس الخليج للأندية الذي أحرزه الاتفاق مؤخراً في صورة رائعة تكشف شهامة وأصالة الاتفاقيين برئاسة المثالي عبد العزيز الدوسري، الذي أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الرياضة رسالة إنسانية قبل أن تكون ميداناً لركل الكرة باليد أو القدم، وهذا هو المفهوم الحقيقي للرياضة الذي يجب أن يرسخ داخل دهاليز الأندية.
المحرر
Kaldoes@mowe.gov.sa