وضعت الرئاسة العامة لرعاية الشباب منذ فترة طويلة الاحتراف موضع التنفيذ، وذلك بعد دراسة كاملة ومتأنية، ووضعت له نظاماً معيناً من أجل النجاح.. ولكن للأسف يُعاب على الأندية الاستعجال والتسرع وعدم الحذر من مقالب الأجانب، وأحبّ أن أوجه رسالة إلى كل الأندية، وهي أنه يجب الانتباه عند اختيار اللاعبين الأجانب، ويجب أن يتم ذلك بعد دراسة كاملة والتأكد من صلاحيتهم وارتفاع مستواهم الفني والبدني، وذلك دون الاعتماد على السماسرة الذي ينظرون إلى مصالحهم الشخصية ولا يهمهم أي شيء آخر؛ لذا يجب أن تكون هناك بكل نادٍ لجنة تكون مهمتها اختيار اللاعبين الأجانب والتأكد من صلاحيتهم، وذلك بمشاهدة اللاعبين على الطبيعة وليس على شرائط الفيديو؛ فقد يكون هذا الشريط قد صوِّر للاعب في وقت سابق، وأن اللاعب حالته أصبحت غير تلك التي يشاهدونها على الشريط. فمتى تتجنب الأندية مقالب المحترفين والسماسرة وتتأني تلك الأندية فيما ينفقونه في هذا المضمار من أموال طائلة دون أي فائدة تُذكر، وقد يكون النادي في أمس الحاجة إلى تلك الأموال؟!
وهنا يرد السؤال الذي يراودني كثيراً: لماذا لا تصرف هذه الأموال على الاهتمام باللاعبين البراعم والناشئين والشباب، وخصوصاً أن الجميع يعلم أن هناك مواهب كروية متميزة بالمملكة، ولكن ينقصها الاهتمام والمتابعة من قبل الأندية حتى يتم الاستفادة منهم مستقبلاً.. على جميع الأندية من وجهة نظري المتواضعة أن تتعلم من التجارب والدروس السابقة.. وإذا كانت هناك حاجة ملحة للاستعانة بلاعب محترف للاستفادة منه فيجب أن يتم ذلك من خلال أعضاء الشرف الداعمين لتلك الأندية، وأن يتم الاختيار على أسس معلومة ومحددة، وهو أن يكون اللاعب من النجوم العالميين أصحاب الأسماء والمستويات المتميزة، وخصوصاً أن الدوري السعودي كما هو معلوم للجميع أقوى دوري عربي وآسيوي وإفريقي، كما أنه لشرف لأي لاعب عالمي أن ينضم لهذه المنظومة الكروية الرائعة بالمملكة.. صحيح أن ذلك يكلف الكثير، ولكن الفائدة المرجوة أكثر، ولاعب متميز ومعروف عالمياً لهو أفضل من ثلاثة لاعبين أجانب دون المستوى، وستكون نتائج هذه التجربة ذات مردود إيجابي وفائدة معلومة؛ فالاحتكاك بنجوم العالم من خلال الأندية في المملكة سوف يساهم في دفع المسيرة الكروية بالمملكة إلى الأفضل، وسيكسب لاعبينا المزيد من الخبرة، وسوف تزداد شعبية تلك الأندية بضم هؤلاء النجوم.
ثم أعود إلى التنبيه بالحذر كل الحذر من مقالب التعاقد من اللاعبين متدنِّي المستوى وغير المعروفين عالمياً، فهل تتحقق أمنيتنا بمشاهدة نجوم العالم الكبار في الدوري السعودي؟ نأمل ذلك.
حمد مبارك العلوني
ينبع النخل