أقفل سوق الأسهم السعودية تداولاته ليوم الأمس الاثنين منخفضاً 198 نقطة فاقداً جميع مكتسباته التي جناها يوم الأحد، ومواصلاً موجة التصحيح العنيفة التي بدأها منذ أكثر من 10 أيام.
انخفاض الأمس أثبت أن ارتداد الأحد كان مجرد ارتداد وهمي لا أكثر، وقلبت تداولات الأمس موجة التفاؤل التي كانت تسود المتداولين بعودة السوق لمساره الصاعد في أول يوم من أيام الشهر الجديد، ولكن وبعد 24 ساعة تحول هذا التفاؤل إلى سراب وتأكد في نفوس المتداولين أن ارتداد الأحد كان مجرد وهم.
من تابع مجريات السوق خلال هذا الأسبوع يتأكد له دون أدنى شك أن السوق يسير دون هوية ودون صانع حقيقي، والدليل على ذلك شدة التخبط الحاصلة في السوق وفي الأسهم المدرجة فيها، حتى أننا شاهدنا العديد من الأسهم تقفل بالنسب الحمراء يوم السبت، ثم ترتفع يوح الأحد بالنسب العليا، وتعود من جديد لتغلق بالنسب الدنيا يوم الاثنين، بل إن بعض الأسهم قد وصل التذبذب فيها نسبة 20% يوم الأحد الماضي.
فقدان الهوية للسوق أدى إلى فقدان الثقة فيه من جانب المتداولين الذين طالبوا بتسريع الإجراءات التي من شأنها تحسين الأوضاع الحالية والإسراع بايجاد صانع للسوق سواء كان عن طريق صندوق التوازن أو غيره لأن صناع السوق الحاليين زادوا الوضع سوءاً، وأن السوق بوضعه الحالي يسير بخطوات مهزوزة في طريق مظلم ينتهي بالهاوية.
الجدير بالذكر أن الأمس قد شهد باكورة إفصاح الشركات لنتائجها المالية للربع الأول، بعد أن أعلنت شركة أسمنت تبوك عن نتائجها للربع الأول تبعتها في ذلك شركة جازان للتنمية وستتوالى الشركات في الإفصاح عن النتائج طيلة أيام الشهر، ويأمل المستثمرون رؤية نتائج جيدة للشركات وخصوصاً القيادية منها متمسكين بأمل كبير في أن تكون هذه النتائج هي الحل الأخير لوضع السوق المأساوي.
من ناحية أخرى يرى الخبير المصرفي الأستاذ أنس بن محمد الزمام أن عدم تفعيل مفهوم الاستثمار بالمعنى الصحيح سبب رئيس في ربكة السوق، ويضيف: (لا يوجد من يستطيع أن ينكر أن الوضع الحالي للسوق مضاربي بحت، وأن السوق تسيطر عليه الأموال الساخنة التي لا تهدف للبقاء في السوق، بل الخروج منه بالربح السريع، هذا هو السبب في شدة التذبذب الأول، لا علاج للوضع الحالي إلا بدخول الأموال التي تهدف للبقاء في السوق، ولا يكون ذلك إلا بتفعيل الاستثمار الصحيح من خلال الإرشاد للقنوات الاستثمارية في السوق والتنبيه عليها والتحذير من المضاربة العشوائية، خصوصاً وأن كل التحاليل المالية تشير إلى أن السوق فرصة.