شارك معالي المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية بحضور مسؤولين رفيعي المستوى من كل من شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) وشركة ساينوبك وشركة إكسون موبيل، إلى جانب العديد من المسؤولين في حكومتي المملكة وجمهورية الصين الشعبية في حفل توقيع اتفاقيات المشروعين من المشروعات المشتركة، حيث أُقيم الحفل بقاعة الشعب في بكين، والمشروعان المشتركان هما (مشروع فوجيان المشترك للتكرير وإنتاج الإيثيلين)، و(مشروع فوجيان المشترك لتسويق الوقود).
وصرح النعيمي أنه بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومن سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، تعمل المملكة على إقامة علاقات اقتصادية متينة ومتنامية مع جمهورية الصين الشعبية، ويدخل ضمن هذا استمرار تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الصناعة البترولية والاستثمارات المشتركة ذات أسس تجارية واضحة، وفي إطار هذا التوجه والاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم، والتي لها أهمية خاصة في ترسيخ التعاون البترولي بين البلدين، كما أنها تعطي المملكة سوقاً مهمة لتسويق بترولها، وتأسيس علاقات استراتيجية مع شركات بترول عالمية.
وأضاف معاليه فإنه من ضمن هذا التوجه مشاركة شركة (ساينوبك) الصينية في مشروع مشترك مع أرامكو السعودية في التنقيب عن الغاز في المملكة، كما أن المملكة تعتبر من أهم الدول التي تستورد الصين البترول منها، حيث إن المبيعات البترولية السعودية للصين في تنامٍ مستمر.
واختتم معاليه تصريحه قائلاً: تعد جمهورية الصين الشعبية، بسبب النمو المتنامي الذي يشهده اقتصادها، سوقاً مهمة لتسويق الزيت الخام الذي تنتجه المملكة وعطفاً على حقيقة أن المملكة تعد أكبر منتج للزيت الخام في العالم، وأن اقتصاد جمهورية الصين الشعبية يعد أسرع الاقتصاديات العالمية المستهلكة للزيت الخام نمواً، فإن البلدين يقفان على أرضية صلبة وراسخة من العلاقات الثنائية التي تقوم على تبادل المنافع والمصالح المشتركة بين البلدين.
ويشكل هذان المشروعان المشتركان، اللذان يبلغ إجمالي المبالغ المستثمرة فيهما حوالي 5.6 بلايين دولار أمريكي، أول مشروع متكامل في مجال التكرير وإنتاج المواد البتروكيميائية وتسويق الوقود والمواد الكيميائية بمشاركة أجنبية في جمهورية الصين الشعبية.
وسيعمل مشروع فوجيان المشترك للتكرير وإنتاج الإيثيلين الذي يقع في مدينة تشوانقانق في مقاطعة فوجيان، على زيادة الطاقة الإنتاجية للمصفاة القائمة حالياً لترتفع من 80 ألف برميل في اليوم (أربعة ملايين طن في السنة) إلى 240 ألف برميل في اليوم (اثني عشر مليون طن في السنة). وستعمل المصفاة التي سيعمل المشروع على تطويرها على تكرير الزيت الخام العربي المر ومعالجته بصفة رئيسة، كما يتضمن المشروع إنشاء وحدة تكسير الإيثيلين بالبخار تبلغ طاقتها الإنتاجية 800 ألف طن سنوياً، وإنشاء وحدة لإنتاج البولي إيثيلين تبلغ طاقتها الإنتاجية 800 ألف طن سنوياً، وإنشاء وحدة لإنتاج البولي بروبيلين تبلغ طاقتها الإنتاجية 400 ألف طن سنوياً، وكذلك إنشاء مجمع للمواد العطرية لإنتاج 700 ألف طن سنوياً من مادة البارازيلين. وبالإضافة إلى ذلك، يتضمن المشروع أيضاً إنشاء مرافق مساندة تشمل بناء مرسى تبلغ طاقته الاستيعابية 300 ألف طن من الزيت الخام، بالإضافة إلى بناء مرافق للتوليد المشترك للطاقة الكهربائية. هذا، وسوف تتوزع ملكية الشركة التي ستضطلع بتنفيذ هذا المشروع المشترك، والتي تم تسجيلها رسمياً باسم (شركة فوجيان للتكرير وإنتاج المواد البتروكيميائية المحدودة)، بين كلٍ من (شركة فوجيان بتروكيميكال ليمتد)، التي ستتملك نسبة 50%، وشركة (إكسون مويبل تشاينا بتروليوم آند بتروكيميكال كومبني ليمتد)، والتي ستتملك نسبة 25% من المشروع، فيما ستؤول النسبة المتبقية والبالغة 25% إلى شركة أرامكو السعودية ساينو ليمتد. وحسب المعطيات المتوفرة في هذه الآونة، يتوقع أن يبدأ المشروع أعماله في بدايات العام 2009م.
الجدير بالذكر أن مشروع فوجيان المشترك لتسويق الوقود، الذي تم تسجيله رسمياً باسم (ساينوبك سن مايي (فوجيان) بتروليوم ليمتد المحدودة)، سيضطلع بإدارة وتشغيل ما يربو على 750 محطة خدمة وشبكة متكاملة من محطات الوقود في مقاطعة فوجيان. وسوف تتملك شركة (ساينوبك) ما نسبته 55% من المشروع، في حين ستكون حصة شركة (إكسون موبيل) 22.5%، وكذلك 22.5% لشركة (أرامكو السعودية).
وقد حضر الحفل، إلى جانب معالي المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، كل من السيد تشين جينهوا، الرئيس السابق للمؤتمر الاستشاري السياسي الشعبي الصيني، والسيد هوانق زياوجنق، حاكم مقاطعة فوجيان، والسيد تشين تونقهاي، رئيس شركة تشاينا بتروكيميكال (مجموعة ساينوبك) ورئيس الشركة الصينية للبترول والمواد الكيميائية (شركة ساينوبك) والأستاذ صالح الحجيلان سفير خادم الحرمين الشريفين في الصين والأستاذ عبدالله صالح جمعة، رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، والسيد ستيف سايمن، النائب الأعلى للرئيس في شركة إكسون موبيل. كما حضر الحفل الأستاذ علي حسين الطويرقي والدكتور أحمد عبوش الغامدي المستشاران بمكتب معاليه والعديد من كبار المسؤولين من الوزارات المختلفة في جمهورية الصين الشعبية، وأرامكو السعودية، وشركة إكسون موبيل، وشركة ساينوبك، وكذلك من حكومة مقاطعة فوجيان.