Al Jazirah NewsPaper Tuesday  20/03/2007 G Issue 12591
الريـاضيـة
الثلاثاء 1 ربيع الأول 1428   العدد  12591
لقاء الثلاثاء
مجاملات وتخبيص!!
عبد الكريم الجاسر

نتيجة المجاملات والتخبيص الفني بالتأكيد ستكون خروجاً طبيعياً للهلال من مسابقة كأس سمو ولي العهد.. فالفوز الأهلاوي الكبير على الهلال بهدفين دون مقابل قدَّمه الهلاليون أنفسهم على طبق من ذهب للفريق الخصم حين جرَّدوا الفريق من كل إمكاناته بالسماح لمدرب جديد بالتجريب والتخبيص.. ومجاملة لاعبين منتهي الصلاحية على حساب الأفضل والأقدر والأهم لمستقبل الفريق.

الخسارة الهلالية الأخيرة لم تكن مفاجئة بالنسبة لي ولن تكون الأخيرة أيضاً، وسيفشل الفريق الأزرق في تحقيق الفوز وأقول الفوز فقط وليس التأهل على حساب الأهلي في لقاء الإياب.. فكل الظروف الهلالية الحالية تقول إن الطاسة ضايعة، وإن خبرة الموسمين الأخيرين اللذين حقق خلالهما الهلال ست بطولات لم تضف لمسيريه شيئاً فظلوا يكررون أخطاءهم على طريقة التجربة والخطأ أو الصواب.

فشخصياً تبدو لي الأمور في الهلال ضائعة بفعل مدرب ربما هو ضعيف الشخصية وقليل التجربة.. وإدارة مكابرة تجامل على حساب مصلحة فريقها وجماهيره، فعلى صعيد المجاملات ها هو المفرج يسرح ويمرح في دفاع الفريق مشكِّلاً ثغرة نفذ منها كل الخصوم نحو مرمى الدعيع مقابل بقاء مدافع المستقبل واللاعب الأفضل كما أثبتته مباريات الدور الأول وهو ماجد المرشدي.. فالمفرج يحظى بوضع خاص منحه الصلاحية للعب والعبث والمشاركة رغم أنه لا يختلف مليون شخص على أنه إن لم يكن سيئاً وهذا ما أراه فهو على الأقل لا يرتقي لمستوى المرشدي ولا حتى المفاضلة معه.. ومع ذلك فالأفضل في الاحتياط والسيئ أساسياً ودفاع الفريق شوارع فسيحة للخصوم..

ولا أدري ما هي المميّزات التي لم نشاهدها في المفرج.. فلا رقابة للخصوم ولا إجادة لكشف التسلّل ولا بناء هجمات صحيحة.. فكل ما يفعله هو توجيه مَن هم أفضل منه وتشتيت كل الكرات عشوائياً لتعود هجمات على فريقه.. ولو أن هناك مسؤولاً واعياً في النادي لما بقي في الكشوفات بعد كارثة الثلاثة الشهيرة في نهائي الدوري الموسم الماضي والتي حسب معلوماتي ما إن شاهدها المدرب السابق بوسيرو حتى وضع (x) على هذا اللاعب واستبعده نهائياً ليعيده أصدقاؤه أساسياً بعد رحيل بوسيرو.

ووجود المفرج أساسياً يكشف بالفعل أن المدرب الهلالي مجرد رزه يدار هنا وهناك طالما هو لا يجيد اختيار اللاعب الجيد من بين كل اللاعبين الذين لديه..

وبعيداً عن المفرج فإن الهلاليين وهم يحققون البطولات الست الماضية يبدو أنهم لا يعرفون إمكانات فريقهم، ولا لماذا لعب بمستوى جيد في الدور الأول وكيف حقَّق البطولات السابقة.. ولذلك فهم يسمحون للمدرب بتغيير طريقة اللعب وسط الموسم ويتفرجون على تفريغ فريقهم من وسطه وقوته وهو الخط الذي حقَّق كل البطولات.. ولذلك يشرك المدرب مهاجمين أسلوبهما واحد يعتمد على تحرّك الفريق والتجهيز لهما وهما لا يبذلان أي مجهود في العودة للوسط والبحث عن الكرة وخدمة بعضهما البعض.. أضف إلى ذلك أن المدرب يعتمد على الأسماء ولا يشاهد ما لديه من لاعبين وهو ما أكَّده استمرار مشاركة لاعبين بنصف أو ربع مستوياتهم وعلى رأسهم ياسر القحطاني باستعراضه وعدم جديته..

** أمام الأهلي كان الأداء الهلالي استمراراً للمباريات السابقة.. والفارق الوحيد الذي جعل الهلال يسيطر على الكرة هو تخلي مدرب الأهلي عن الوسط للهلال واللعب في ملعبه والمبالغة في الدفاع ما جعل الكرة مع الهلاليين طويلاً ليكشف هذا الاستحواذ طريقة اللعب الهلالي الهجومية المفتقدة للحيل التكتيكية والتحرّك واعتمادها فقط على مهارات اللاعبين والكرات البينية في أسلوب لعب تكرر في كل المباريات وأصبح مكشوفاً لكل الفرق..

إن الوضع الهلالي محزن حقاً والفريق يفرِّط في كل مكتسباته ومدربه يقبل بمجاملات مفضوحة للمفرج ومواطنه ألفين الذي تعاقد معه الهلاليون أصلاً ليكون بديلاً لمهاجمي الأولمبي الصويلح والعنبر عند غيابهما أو غياب ياسر، فالهلال بهذه المجموعة من اللاعبين الموجودين في خط وسطه لن ينجح سوى بطريقته السابقة التي اكتسح بها الخصوم وهي 4 - 5 - 1 بوجود محورين الغنام (مثلاً) وعزيز ووسط أيمن عمر الغامدي ووسط أيسر الشلهوب والتايب خلف المهاجم بهذا فقط يعود الهلال لوضعه الطبيعي ولن يتمكّن الفريق حسب ما شاهدناه في كل المباريات السابقة من الاستحواذ على الكرة وبناء الهجمات السهلة والتسجيل من كل المواقع والاتجاهات وهذا يعني عودة التوازن للدفاع وتعدد صنّاع اللعب وتغطية العيوب الفنية الموجودة في عدد من اللاعبين الذين لا يجيدون الأدوار الدفاعية كالتايب والشلهوب مع تميّزهم هجومياً وبشكل يغني عن وجود مهاجم ثان.. ونتائج الهلال ومستواه بهذه الطريقة خير شاهد على نجاحها.. وقد تحدثت عن هذا الأمر مراراً وتكراراً لكن لا حياة لمن تنادي.. وكل التجارب الهلالية السابقة مع المدربين الذين لعبوا بمهاجمين فشلت في حين نجح مدرب مثل كليبر في تحقيق البطولة الموسم الماضي وكسب العديد من المباريات القوية بهذه الطريقة رغم تواضع قدراته كمدرب مساعد..

إذاً الحلول هي في أيدي الهلاليين وعليهم أولاً إصلاح أوضاعهم والتخلّي عن السلبية والمجاملات ووضع مصلحة الفريق أولاً وقبل كل شيء حتى ولو تمت التضحية بأي لاعب أو مدرب أو مسؤول في سبيل الحفاظ على البطولات وتحقيق طموحات الهلاليين.

فالفريق الهلالي الحالي (فريق سيريزو) أضعف بمراحل من الفريق القادر على تحقيق البطولات وسقط في أكثر من امتحان، وقبله سقط كاندينو والمدرب المساعد لويس كارلوس كلهم لأنهم لم يستوعبوا ويدركوا القدرات الموجودة في خط وسط الفريق والتي تغنيه عن المهاجمين ومعظمهم يفوقون المهاجمين كالشلهوب والتايب هذا الموسم وكماتشو في الموسم الماضي.. وإذا لم يعدل الهلاليون وضع فريقهم سريعاً ويناقشوا مدربهم جيداً فسيقودهم نحو الهاوية.. لأنه لا يمكن أن تلعب في جدة مباراة من دورين ذهاباً وإياباً وتفتح الملعب وتهاجم كما فعل سيريزو أمام الأهلي فهذه مغامرة وقلة خبرة وتجربة ذهب الهلال ضحيتها وسيخسر المزيد في القادم من المباريات!!

لمسات

** لعب الأهلاويون أمام الهلال مباراة العمر من حيث الحماس والقوة والرغبة في الفوز وكان لهم ما أرادوا.. في حين كان الهلاليون يوزعون الابتسامات!!

* * *

** الفريق الأهلاوي وكما قلت سابقاً هو أخطر الفرق هذا الموسم وأكثرها استقراراً وتكاملاً وهو الأقرب لتحقيق بطولتي العرب وكأس ولي العهد، وقد يضيف إليهما الدوري إذا ما نجح في التأهل.

* * *

** العملاق محمد الدعيع ما زال يتحمّل بمفرده مسؤولية إنقاذ الهلال من خسائر فادحة فرضتها طريقة اللعب غير الملائمة التي تتطلب أربعة لاعبين في الوسط يجيدون القتال على الكرة والأداء الدفاعي والهجومي في آن واحد كما فعل رباعي الوسط الأهلاوي ومعهم أيضاً المهاجمان معاذ وقمامدية.. بينما كان مهاجمو الهلال يستعرضون ويتساقطون ويتفرَّجون على انطلاقات الأهلاوييين تجاه مرماهم!!

* * *

** أي شخص يفهم كرة القدم يعلم أنه لا يمكن إشراك مهاجمين أسلوب لعبهما واحد وهما ياسر وألفين فكلاهما لا يجيد العودة للخلف أو اللعب على الأطراف أو أداء الدور الدفاعي.. ولذلك تجدهما معاً داخل المنطقة ولا يفصل بينهما سوى متر واحد ليفقد الفريق لاعبين بلاعب واحد ويكون ذلك على حساب الوسط!!

* * *

** كل مدرب له نظرة خاصة في بعض اللاعبين الذين يؤدون ما يريد.. والمدرب الهلالي سيريزو لم يشاهد معظم لاعبيه واعتمد على الأسماء وليس الأداء.. ويكفي أن لاعباً مثل عبد العزيز الهليل كان أحد نجوم الدور الأول مع بوسيرو استبعد تماماً وأصبح الفريق يعاني كثيراً في منطقة المحور ويجرب فيها عدد من الشباب!!

* * *

** سيستمر الهلال يعاني ويجد الكثير من الصعوبات طالما الطريق إلى مرماه سالكة بوجود مدافعين اثنين فقط في العمق وأمامهما محوران لديهما الكثير من المهام الهجومية ليجد كل فريق راحته نحو مرمى الهلال ويحقق أمامه ما يريد وبسهولة تامة فهل يعقل أنه لا يوجد من يفهم الأمور الفنية جيداً من بين الهلاليين؟!

* * *

** ياسر القحطاني استسلم للأضواء وأصبح لاعباً غير مؤثِّر في صفوف الهلال في حين أن الفرصة تمنح في كل مرة للتمياط على حساب لاعبي الوسط الشباب دون أن يقدِّم ما يؤكِّد أنه بقي لديه شيء ليقدّمه..

فالمدرب غير قادر على اختيار الأفضل وفرز لاعبيه جيداً وربما أنه غير قادر أيضاً على السيطرة على الفريق وقيادته!!

* * *

** الإسباني الشهير لويس مادينا ألغى هدفاً هلالياً صحيحاً واحتسب ضربة جزاء غير صحيحة للأهلي لأنه لا يوجد لمس للكرة باليد وتغاضى عن بعض البطاقات الصفراء.

هذا هو الدولي الشهير.. ولو قاد اللقاء حكم محلي لتضاعفت الأخطاء عشر مرات!

* * *

** في كل مباريات الهلال مع سيريزو لم نشاهد الجماعية المطلوبة والكرة السهلة والهجمات المنظّمة التي تم تدرب عليها جيداً.. كل ما شاهدناه اجتهادات فردية واعتماد على المهارة في الاختراق وكرات هات وخذ من العمق.. في حين هناك الكثير من الأساسيات الهجومية مفقودة وهذا سر ندرة وقلة الأهداف الهلالية رغم استحواذه على الكرة طويلاً!

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6469» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد