لا شيء أجمل من التفاؤل، وفي ذلك يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (تفاءلوا خيراً تجدوه). ولأنني أحد أكثر المتفائلين بالعام (2007م) أتمنى أن يكون غيري أكثر تفاؤلاً، وهنا لديّ رسالة أردت أن أصيغها عبر هذا المقال لكل مستثمر مبتدئ، وزادي في ذلك تجربتي الاستثمارية. سألقي الضوء عن تجربة الاستثمار في قطاعين اقتصاديين يمثلان الآن بيئة جاذبة للمستثمرين، هما الأسهم والعقار، فالأول أصبح الوجهة الاستثمارية الأولى في بيئتنا الاقتصادية خلال الفترة الماضية، وقد تدافع عليه المستثمرون بمختلف فئاتهم إلى أن اصطدموا بجدار الانهيار، أما الثاني (بيئة العقار) فقد أطلق عليه الاقتصاديون (الاستثمار الآمن)، وكما يقولون: العقار يمرض ولا يموت؛ فالربح فيه مجزٍ، كما أن المخاطر فيه تكاد تكون معدومة، ويكفي أن أكبر مؤرخ إسلامي (ابن خلدون) أوصى بالعقار، وقال عنه: هو أصل التجارة، وهو الذي يبقى للإرث بعد عمر مديد من دون شرّ، ومن هنا نستنتج أن أهل العقار في خير ونعمة (دون ضغط أو سكر) ما داموا يستثمرون في القطاع (الآمن). ولكن لو علم المؤرخ ابن خلدون البيروقراطية التي تعيق نشاط القطاع العقاري الآن وما يرتبط بها من تعقيدات لربما اختار الأسهم وفضَّل التجارة فيها على العقار على رغم الخطورة المرتبطة بها. وقديماً يقول الرجال: (نصف القوت راحة)، وأنا أتساءل: أين الراحة؟ هل هي في الاستثمار العقاري أم في تجارة الأسهم؟ وللإجابة عن هذا السؤال سأطرح أمام القارئ تشخيصاً ومقارنة بين واقع الاستثمار في قطاع الأسهم والقطاع العقاري، وسأوجز ذلك من خلال رؤيتي وتجربتي الاستثمارية، وعلى القارئ الحق في التعقيب إن أخطأت، وإذا أصبت فذلك توفيق الله. كما أن عليه أن يحدِّد أين يجد نفسه، وماذا يفضل: الأسهم أم العقار؟
وإليكم المقارنة التالية بين القطاعين:
الأسهم
1 - الأسهم سندات تُباع وتُشترى من خلال بورصة (ليس كلّ الناس مستثمرين في الأسهم)
2 - الأسهم سهلة البيع والشراء من خلال عمليات التداول
3 - الأسهم تبيع متى شئت وأي كمية في لحظات وحسب حاجتك وقناعتك، ولكن حسب سعر (المؤشر) وأسرع ربحاً لمن يفهم ويتعامل في المضاربة
4 - الأسهم أسرع قراءة لمعطيات السهم في كل شركة من خلال القوائم المالية أو نمو الشركة المستقبلي من خلال الدخول على موقع الشركة الإلكتروني
5 - أسهم التأسيس من خلال الاكتتابات غالباً تكون فرصة جيدة للاستثمار فيها وانتظار طرحها للتداول ثم الحفاظ عليها أو بيعها بعد ارتفاع سعرها
6 - الأسهم تحتاج إلى احتراف قوي وإلمام جدّي بسلوك وتعاملات السوق؛ حيث يصعب على الكثير من المتعاملين التعامل معها، والحل يكمن في الدخول من خلال شركات الوساطة المالية التي تبدأ من حيث انتهى الآخرون (أهل الخبرة والتخصص)
7 - رهن الأسهم موجود وسهل، ولكنه أكثر خطورة؛ نظراً إلى تقلبات المؤشر بالارتفاع والانخفاض
8 - (الهوامير) أو المضاربون (صناع السوق) هم المحرك لسوق الأسهم
العقار
- العقار أصول ثابتة تُباع وتُشترى على عدة أوجه مختلفة، وكل إنسان أولى أمانيه تملُّك منزل العمر (يعني الجميع له صلة بالعقار)
- بيع العقار غالباً ما يكون غير لحظي (يأخذ وقتاً وأحياناً قد تكون سنة لعدم تفريطك برأسمالك بسهولة)
- العقار سلعة صعبة التجزئة، ولكن من خلال نظام صناديق الاستثمار العقاري الجديدة تدخل مفهوم التسييل (مثلاً تسهم في صندوق استثمار عقاري) أكثر أمناً من الأسهم
- العقار الابن (البار) كما يحلو لمتعامليه وصفه، ولكن يحتاج إلى دراية وحسّ في الاختيار ومسح شامل لتقييم وتثمين أي أرض أو مشروع يُراد شراؤه وهذا يأخذ وقتاً
- بإمكانك الاستثمار في العقار من خلال التأجير المنتهي بالتملك أو التقسيط (إذا وجد على الطريقة الشرعية) أو من خلال البناء والتأجير والاستفادة من الأجرة
- العقار يحتاج إلى رأسمال كبير قد يكون غير متوفر لكثير من المتعاملين، ولكن بإمكانهم الدخول في تحالفات وشركات تبدأ صغيرة ثم تنمو بعد توفيق الله عزّ وجلّ
- قريباً سيصدر نظام الرهن العقاري؛ مما يساعد على دورة رأس المال والاستفادة من هذا النظام بأصول ثابتة
- الأثرياء هم المحتكرون والأكثر تعاملاً في العقار
(*) عضو اللجنة العقارية بالغرفة التجارية بالرياض