بحضور معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وصاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع ورئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وقعت صباح أمس كل من شركة التعدين العربية السعودية معادن والشركة السعودية للصناعات الاساسية سابك اتفاق الشروط الأساسية للمشاركة الإستراتيجية في مشروع معادن للفوسفات، الذي تبلغ تكلفته الرأسمالية (13) مليار ريال، بنسبة (70%) لمعادن و(30%) لسابك.
ويهدف المشروع إلى استثمار احتياطيات الفوسفات في شمال المملكة لإنتاج الأسمدة الفوسفاتية في المدينة التعدينية بمنطقة (رأس الزور).
وأكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي ابن إبراهيم النعيمي رئيس مجلس إدارة شركة معادن في تصريح صحافي عقب مراسم التوقيع أن هذا المشروع يعد انطلاقة جديدة لبناء صناعة متكاملة في المملكة، موضحاً أن كل أسواق العالم تحتاج إلى هذه المنتجات من الأسمدة حيث إن هناك طلباً متزايداً على الأسمدة في العالم لأن النمو البشري يحتاج إلى غذاء وهو مما سيؤدي إلى زيادة المحاصيل في العالم ويكون خيره للبشرية جمعاء والذي تسعى إليه المملكة دائما.
من جانبه أشاد صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع ورئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) بالجهود الكبيرة التي بذلت من وزارة البترول والثروة المعدنية وشركة معادن وشركة سابك للوصول إلى هذا الاتفاق الذي يعود بالذاكرة الى قيام مدينتي الجبيل وينبع عندما كانت الشراكة بين أرامكو وسابك نتج عنها هذا العملاق الكبير في الصناعة البتروكيماوية واليوم التعدين مهم جداً، مؤكداً أن مستقبل المملكة تنوع مصادر الدخل وبذلك يولد عملاق كبير في رأس الزور سيكون مردوده سواء وظائف أو تنويع مصادر الدخل والاستفادة من مصادر المملكة المختلفة وهذا دعم كبير للاقتصاد السعودي.
وبيّن أن سابك تحتل مكانة كبيرة في سوق الأسمدة مشيراً إلى أن ومشروعاً بهذا الحجم سيزيد من إمكانية سابك وحصتها في السوق العالمي كما يستفيد المشروع من التوزيع الذي يتم من خلال مكاتب سابك في العالم وخبرة سابك التسويقية.
وقد وقع الاتفاق عن شركة (معادن) رئيسها وكبير إدارييها التنفيذيين الدكتور عبد الله بن عيسى الدباغ، وعن شركة (سابك) نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي المهندس محمد بن حمد الماضي.
وقد أكد الدكتور عبد الله الدباغ أن هذا الشراكة الإستراتيجية بين قطبين من أقطاب الصناعة السعودية جاءت لتشكيل انطلاقة قوية لصناعة الأسمدة السعودية من خلال تعزيز الجهود القائمة لتطوير صناعة متكاملة في جميع مراحلها، وتبادل الخبرات الفنية وبرامج التطوير والتطبيقات التقنية بما يحقق الاستفادة القصوى من هذه الثروة الحيوية، ودفع مسيرة التنمية الصناعية للمدى الطويل، وإيجاد المزيد من المنتجات السعودية بمواصفات عالمية وبأسعار تنافسية، مشيراً إلى أن المشروع يهيئ مقومات التكامل الفاعل بين الشركتين الرائدتين، حيث تقدم (معادن) الخبرة والتقنية في مجال الصناعات الفوسفاتية، وتقدم (سابك) التقنية والخبرة التسويقية في مجال الأسمدة النتروجينية.
وأوضح الدكتور الدباغ أن المشروع يشتمل على منجم ومصنع لتكرير الخام في منطقة (الجلاميد) شمال المملكة، إضافة إلى مجمع لإنتاج الأسمدة في (رأس الزور) شمال مدينة الجبيل الصناعية، وتمضي شركة (معادن) قُدُماً في تنفيذ مشروعها للفوسفات، حيث وقعت مؤخراً عقوداً لتصميم أربعة مجمعات صناعية لإنتاج حمض الكبريتيك، وحمض الفوسفوريك، والأمونيا، وثنائي فوسفات الأمونيوم بطاقة سنوية إجمالية تبلغ ثلاثة ملايين طن من مادة ثنائي فوسفات الأمونيوم، وذلك في إطار مجمع إنتاج الأسمدة بالمدينة التعدينية برأس الزور، المخطط لدخوله مرحلة الإنتاج منتصف عام 2010م بإذن الله، وسيكون من أكبر المجمعات العالمية المتكاملة في مجال صناعة الأسمدة الفوسفاتية.
وذكر رئيس شركة (معادن) أن خام الفوسفات بعد تصنيعه المبدئي، سينقل إلى المدينة التعدينية بواسطة سكة حديد (الشمال - الجنوب) بمسافة (1200 كم)، الجاري تنفيذها حالياً بتمويل وإشراف صندوق الاستثمارات العامة، مشيراً إلى أن احتياطيات خام الفوسفات القابلة للتعدين في رخصة طريف بمنطقة الحدود الشمالية بالمملكة تقدر بأكثر من (1.6) بليون طن، إضافة إلى احتياطيات إضافية تقدر بأكثر من (1.5) بليون طن.
وأكد الدكتور الدباغ أن المشروع الجديد بين (معادن) و(سابك) سيوفر حوالي (1400) فرصة وظيفية مباشرة للشباب السعودي المؤهل، إضافة إلى توفير فرص وظائف غير مباشرة في المشاريع التكميلية المساندة له.
من جانبه أعرب المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس إدارة (سابك) الرئيس التنفيذي عن سعادته البالغة بتوقيع هذا الاتفاق بين (سابك) و(معادن)، مؤكداً الأهمية البالغة لتفعيل المشاركات الإستراتيجية بين القطاعات الوطنية الإنتاجية، أسوة بالتحالفات الكبرى التي يشهدها عالم التصنيع، وتقيمها كبريات الشركات الدولية لتعزيز قدراتها التنافسية.
وذكر الماضي أن الاتفاق المبرم خطوة رائدة، متطلعاً إلى أن تتبعها مبادرات مماثلة لبناء إستراتيجية وطنية لتفعيل التكامل بين القطاعات المعنية، وتحقيق الاستثمار الأمثل لموارد الوطن الهيدروكربونية والمعدنية، والانطلاق بمسيرة التنمية الصناعية إلى آفاق أرحب من النماء، ورفع نسبة إسهامها في الناتج المحلي الإجمالي، وتنويع مصادر الدخل الوطني.
وأوضح الماضي أن الاتفاق بين (معادن) و(سابك) يمثل قيمة مضافة عالية لصناعة الأسمدة السعودية، ويهيئ لها مقومات النماء، لتلبية متطلبات القطاع الزراعي الوطني، والإسهام بدور أكبر في تحقيق الأمن الغذائي العالمي، مشيراً إلى أن (سابك) تعد الآن من أكبر الشركات العالمية في مجال إنتاج الأسمدة، بطاقة سنوية تتجاوز ثمانية ملايين طن، مع احتلالها المركز الأول عالمياً في صناعة اليوريا الحبيبية.
كما طورت شبكة تسويقية حول العالم، ومنظومة بحثية وتقنية متقدمة نجحت في ابتكار وتطوير الكثير من التقنيات الصناعية، وتضطلع بدور رائد في مجال الأبحاث الزراعية.
المؤتمر الصحفي
وخلال المرتمر الصحفي أجاب رئيسا شركة معادن وسابك في مؤتمر صحافي مشترك على أسئلة وسائل الإعلام حيث بيّن د.عبدالله الدباغ رئيس شركة معادن أن الغرض من هذا المشروع هو إنشاء شركة مشتركة بالتشغيل وليس لتخصيصها بالمستقبل حيث إن التخصيص سيتم للشركة الأم بالنسبة لمعادن ومعادن تقوم الآن بجميع الإجراءات اللازمة لإجراء الاكتتاب والقرار النهائي هو قرار الحكومة وهيئة سوق المال لاختيار للتوقيت المناسب للاكتتاب.
وقال: إنه تم الانتهاء من إجراءات كثيرة جدا لازمة للاكتتاب ولكن لا يزال هناك بعض الإجراءات اللازمة يجب إنهائها على سبيل المثال عقد سكة الحديد لم يوقع حتى الآن وهذا ضروري لتمويل المشروع، مشيراً إلى أنه عند توقيع عقد سكة الحديد سيكون هناك إمكانية للأمور الأخرى التي انتهت موضحا أنه تم الانتهاء من الاتفاقية مع سابك لإنشاء شركة الفوسفات ومن عدد كبير من العقود التي أبرمت لتحديد القيمة الإجمالية لمشروع الفوسفات.
وفي إجابة لسؤال حول عما إذا كانت معادن قد شاركت بالرؤية الفنية لسكة الحديد قال د. الدباغ في الواقع أنا ليست الشخص الذي يسأل عن سكة الحديد على اعتبار أن سكة الحديد يشرف عليها صندوق الاستثمارات العامة إلا أنني شاركت منذ البدايات لإبداء رغبة شركة معادن لإيجاد سكة حديد وكان هناك جهات عديدة تهتم بسكة الحديد كلها أدخلت مدخلاتها وكان هناك العديد من الدراسات وقررت الدولة ممثلة بمجلس الاقتصادي الأعلى إنشاء سكة الحديد على النمط الحالي.
وحول الأسواق المستهدفة لهذا المنتج قال د.الدباغ أن دخول شركة معادن مع شركة سابك في شراكة إستراتيجية كان الهدف منه هو دمج الإمكانات الموجودة في الشركتين وشركة معادن سوف تعتمد على شركة سابك في التسويق لان لديها إمكانات كبيرة.
من جانبه علق المهندس محمد الماضي الرئيس التنفيذي لشركة سابك على هذه النقطة بقوله: إن شركة سابك شركة قائمة وشركة عملاقة بتسويقها كميات كبيرة من الأسمدة النيتروجينية والأسمدة العضوية وإضافة الأسمدة الفوسفاتية سيضع سابك من كبرى الشركات العالمية وأقوها وأكثرها تنوعا في مجال الأسمدة، وأسواق سابك تنتشر على الخارطة الأرضية بعدد من الدول في أمريكا وفي أستراليا وبالهند وفي أفريقيا وبالدول المجاورة الأخرى.
وسيكون هناك حاجة للزبائن للشراء من شركة لديها تنوع كبيرة من الأسمدة، فعادة بدلاً من أن يشتري الزبون نوعية من الأسمدة من شركة ثم يذهب لأخرى لشراء نوع آخر يجد الأسمدة كلها تحت مظلة واحدة في شركة مثل شركة سابك ونحن الشركة الأولى عالمياً في الأسمدة الحبيبة اليوريا ومن كبرى الشركات العالمية في تسويق أسمدة اليوريا بشكل عام ولدينا مصنع في الجبيل يعتمد على حامض الفوسفوريك بشركة ابن البيطار ونستورد هذا الحمض من الخارج إلا أنه بوجود شركة معادن ممكن التكامل ما بين شركة معادن وابن بيطار في هذا الحمض وهذا سيجعل من شركة سابك والمملكة قوة كبيرة في تصنيع وتسويق الأسمدة بشكل عام.
وحول التعاون بين المملكة والهند في صناعة الأسمدة في ظل قيام المشروع الجديد قال د.الدباغ: إنه لا يوجد أي مباحثات مع الهند حول ذلك والهند من أكبر الأسواق العالمية في الأسمدة وسننظر مع زملائنا في سابك في إستراتيجية التسويق عن مقدار الكمية التي ستسوق في الهند، وأشار إلى أن هناك جهات من القطاع الخاص عبروا عن رغبتهم في إنشاء مشاريع تستخدم إنتاج حامض الفوسفوريك أو المواد الأخرى التي تنتجها معادن ونحن الآن بصدد المناقشات وعمل الترتيبات اللازمة للنظر في هذه المشاريع.
وفي إجابة لسؤال حول توقيت إنتاج المشروع في 2010م وارتفاع التكلفة الإجمالية قال الدباغ: إنه بالنسبة للتوقيت لان هناك عوامل كثيرة لإنهاء المشروع حيث يجب أن يكون خط سكة الحديد مكتملا ويجب أن يكون الميناء مكتملا أيضاً كما يجب الانتهاء من المنجم في حزم الجلاميد والمعمل المصاحب له وعند دراسة هذه الأمور ونظرا للظروف العالمية في الوقت الحاضر لوجود المعدات والإمكانات وجدنا أن 2010م هو العام المناسب لإنهاء المشروع، أما ارتفاع تكلفة المشروع فقد نتجت عن عدة أسباب ومنها أن هناك تغيراً كبيراً في هيكلية المشروع فعلى سبيل المثال الامونيا ستنتج بكميات أكبر وحامض الفوسوفريك الذي سيكون أكبر مصنع من نوعه بالعالم فالكميات ارتفعت عن الحجم الذي كان مقررا لها منذ البداية لأنه وجد أن هذا الحجم هو الأنسب لتخفيض التكلفة ولكن إذا ارتفعت فهذا يعني أن هناك معدات إضافية.
وأشار الدباغ إلى أنه سيكون هناك فائض في الامونيا وحامض الفوسفوريك وحامض الكبريت وستكون منتجات إضافية للمنتج الأساسي.
وعن هامش الربح لهذا المشروع وطرق التمويل أجاب الماضي بقوله: إن سياسية الشركة هي عدم الإفصاح عن الأرباح لمثل هذه المشاريع، أما طرق التمويل فسيكون عن طريق الرأسمال والبنوك التجارية من خلال التمويل الإسلامي وتمويل تجاري والقروض والاكتتاب والاستثمارات وجميع الطرق التمويلية المعتادة سيتم طرقها.
وحول حجم الطلب العالمي على الأسمدة وتأثير هذا المشروع على أسعار الأسمدة عالميا قال المهندس الماضي: إن التأثير على الأسواق لا يمكن توقعه إلا عند الإنتاج الفعلي إلا أن الكمية التي ستنتجها سابك من هذا المشروع التي تقدر بحوالي مليوني طن ستضاف إلى إنتاج سابك من هذه المادة والذي يصل 8 ملايين طن.
وعلق د. الدباغ أن شركة معادن عند بدء التخطيط لهذا المشروع كانت تعلن عنه في جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية والمنتديات الاقتصادية وكل المنتجين لثنائي فوسفات الاموينوم بالعالم يعرفون هذا المشروع قادم لا محالة ولذلك فهم لم يتوسعوا بالإنتاج ونعتقد أن إنتاج 3 ملايين طن سنويا لن تؤثر على الإنتاج العالمي لأنها ستأتي تدريجيا، ونحن نتوقع أن يكون هناك توسع في المستقبل وإنما الأسواق العالمية تنتظر هذا المشروع وتعرف الكمية القادمة منه.
وحول المنافسة بين المملكة والأردن في مجال إنتاج الفوسفات قال: إن الفوسفات مادة طبيعية موجود بدول عربية كثيرة فهو مورد عليك أن تعرف كيف تستخدمه لمصلحة الاقتصاد الوطني، ولا نتوقع أن يكون هناك تنافس كبير مع الأردن لكونه ينتج كميات كبيرة من الفوسفات كمادة خام بينما سنقوم تصنيعه في المملكة لزيادة القيمة المضافة وسيباع كمنتج نهائي.
وعلق المهندس محمد الماضي على هذا السؤال بقوله: إن الإنتاج العالمي يتزايد من سنة إلى أخرى فالتوسع بالمملكة لن يكون على حساب دولة معينة فنحن نلبي الطلب العالمي وأشار إلى أن الطلب العالمي على الأسمدة عالميا يصل إلى 150 مليون طن سنويا والنمو يقدر بحوالي 2%.
وحول أهداف شركة معادن من البحث عن شركاء استراتيجيين قال د.الدباغ: إن معادن شركة حديثة وليس لديها خبرة في إدارة المجمعات التي تكون بهذا الحجم ولذلك كانت تبحث عن شريك استراتيجي في جميع أنحاء العالم، وتحدثت مع أكثر من شركة من الشركات الكبيرة المنتجة بالعالم ولكن وجدت بعد إجراء التحليلات أن شركة سابك هي الأنسب لأن لديها الخبرة اللازمة ولديها الإمكانات التسويقية لهذا المشروع أما التكنولوجيا لهذا المشروع فيمكن شراؤها من أي مكان ليست تقنية معقدة وخبرة سابك معنا في إدارة المشاريع وعمليات التسويق ستنجح المشروع وقررنا أن نبقي هذا المشروع داخليا، وشريكنا الاستراتيجي العالمي هو شركة سابك.
وعن إمكانية عقد شراكات إستراتيجية قادمة في مشاريع تعدينية أخرى بين الشركتين قال المهندس محمد الماضي: إن سابك ومعادن تدرسان الفرص باستمرار حيث إن سابك شريك مع شركة (البا) البحرينية ومعادن تدرس فرص الألمونيوم وهناك محادثات مستمرة متى ما وجدنا أن هناك فرصة للتكامل مع بعض سندرسها وستكون إن شاء الله ايجابية، موضحا أن صناعة الفوسفات ليست صناعة معقدة حيث إن معادن لديها القدرة من خلال المقاولين والزملاء والكفاءات التي تمتلكها كما أن سابك عندها قدرة في التسويق ولديها شبكة تسويقية متكاملة وموجودة فمجرد أن يضاف إليها كمية الفوسفات ستسير بنفس الشبكة وليس هناك أي صعوبة في تسويق المنتجات.
وقد حضر حفل التوقيع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز مستشار وزارة البترول والثروة المعدنية وعضو مجلس إدارة شركة معادن وعدد من أعضاء مجلس إدارة شركة معادن وعدد من المسئولين في شركة سابك.