بدأت فكرة تشعيع الغذاء منذ أكثر من 100 عام، وقد مرت الفكرة بتجارب ودراسات مستفيضة قبل أن تُطرح كمشروع علمي جديد يمكن الاستفادة منه في المجال الغذائي المتكامل صحياً. أثمرت نتائج هذه البحوث والدراسات العلمية عن نتائج باهرة دفعت بالكثير من دول العالم إلى تطبيقها، حيث بلغ عدد الدول التي تستخدمه حتى الآن أكثر من (40) دولة على مستوى العالم، نذكر منها على سبيل المثال: الولايات المتحدة الأمريكية التي أجازت تشعيع الدواجن المبردة والجمبري والبهارات، كما بدأت كل من إندونيسيا واليابان في تشعيع منتجاتهما الوطنية من البهارات والأرز والبطاطس، والتقطت بعض الدول العربية زمام المبادرة للاستفادة من فوائد هذه التقنية الحديثة، مثل: سوريا والجزائر اللتين بدأتا تشعيع الدواجن والبطاطس والبهارات، بل نصت بعض تشريعات الأغذية صراحةً على إلزام كل دولة بتطبيق هذه التقنية الحديثة على منتجاتها الوطنية، على وضع علامة توضيحية في بطاقة المنتج تدل على أن الغذاء قد عومل بالإشعاع. دفع هذا الإقبال الدولي الواسع لفكرة التشعيع الغذائي العديد من المنظمات الدولية إلى الاهتمام بجدوى هذه التقنية ودراستها بعمق لمعرفة نتائجها وآثارها على صحة المستهلك، وخلص معظمها إلى التأكيد على سلامة (تقنية تشعيع الأغذية) على الصحة العامة.
نبيل بن أمين ملا
مدير عام الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس