اجتمع كبار الأكاديميين من أفضل عشر جامعات متخصصة في العلوم والأبحاث الأسبوع الماضي في مدينة لندن للتعرّف على الخطط الجديدة الخاصة بجامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا، والتي يتم إنشاؤها حالياً بالقرب من مدينة رابغ.
وقد بدأ المجلس الاستشاري الدولي، ويرأسه معالي الأستاذ علي بن إبراهيم النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية، باستعراض سير العمل في خطة الجامعة الرئيسية، وتشكيل النموذج الأكاديمي والبحثي، وتمويل الأبحاث الخارجية، والخطة الرئيسية للمرافق، واستقطاب هيئة المدرسين والباحثين بالإضافة إلى الإستراتيجية العامة للاتصال والإعلام، والتي تتضمن البرامج الإعلامية والهوية الذاتية للجامعة.
وقال خلال حديثه أمام أعضاء المجلس الاستشاري الدولي الذي يشمل رؤساء سابقين وحاليين ومديري لمعاهد ومؤسسات أبحاث دولية كبرى ومن مختلف أنحاء العالم: (يعد هذا المشروع انعكاساً لرؤية خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز).
وأضاف معاليه (نرغب منكم العمل على تمحيص إستراتيجياتنا التطويرية التي نعرضها عليكم اليوم حتى تصبحوا في الغد القريب سفراء للجامعة عندما تفتح أبوابها في سبتمبر عام 2009م).
ويضم المجلس الاستشاري لجامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا: معالي الدكتور خالد سلطان، مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والبروفيسور أحمد زويل، الحائز على جائزة نوبل ومدير مختبر علوم الجزيئات والفيزياء الحيوية بمعهد كاليفورنيا التكنولوجي والبروفيسور فرانك رودز، الرئيس السابق لجامعة كورنيل بالولايات المتحدة الأمريكية والسير ريتشارد سايكس، رئيس الكلية الملكية بالمملكة المتحدة والدكتور أوليفيي أپير، رئيس المعهد الفرنسي للبترول بفرنسا والبروفيسور هيروشي كومي ياما، رئيس جامعة طوكيو باليابان والبروفيسور شيه تشون فونغ، رئيس الجامعة الوطنية بسنغافورا والدكتورة كارين هولبروك، رئيسة جامعة ولاية أوهايو بأمريكا والدكتور فقير كوهلي، الذي عمل سابقاً بالمعهد الهندي للعلوم في بانجلور، وحالياً في الإدارة التنفيذية في دار تاتا للاستشارات بمدينة مومباي في الهند والدكتور فرانك بريس، الرئيس السابق للأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة الأمريكية.
وينتظر من هؤلاء الأعضاء بذل كل خبراتهم النظرية والعملية التي اكتسبوها طوال حياتهم المهنية في سبيل تقييم الخطة التطويرية للجامعة، بما في ذلك البيئة الجامعية، ومرافق المختبرات، والبنية الأكاديمية والبحثية، ويعكس جميعها المعايير والخبرات العالمية المثلى المستقاة من تجارب معاهد رائدة في مختلف أنحاء العالم.
وسيعمل المجلس الاستشاري الدولي على ضمان الاستخدام الأمثل للمعايير الدولية المعتمدة في جميع جوانب التخطيط والتنفيذ، وأنشطة قياس الأداء.
ويضع المجلس نصب عينيه الإسهام الفعلي في إثراء الشراكات من كل الأنواع الأكاديمية، والبحثية والمهنية، وسيضمن الحفاظ على مستوى الجامعة ليتم تصنيفها باستمرار ضمن الشبكة الدولية لأكبر جامعات البحوث في العالم.
هذا ومنذ أسبوعين، قام معالي وزير البترول والثروة المعدنية بزيارة ميدانية لموقع جامعة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا لمتابعة أعمال تجهيز الموقع، حيث انتهت جميع أعمال التقييم البيئي، وعمليات اختبار التربة والإشراف العام حسب الجدول المطروح، وبإدارة كاملة من قبل أرامكو السعودية.
وتقع جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا في منطقة قرب رابغ على بعد 60 كم شمال مدينة جدة، وسيتم بسط مبانيها على امتداد ساحل البحر الأحمر، ما بين مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وميناء القضيمة شمالاً وقرية ثول جنوباً.
وقد خرجت فكرة المشروع إلى حيز الوجود في يوليو 2006م، عندما كلّّف خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز أرامكو السعودية بعملية إنشاء الجامعة، نظراً لخبرتها الطويلة في المشاريع العملاقة، ولما تتمتع به من كفاءات إدارية وفنية، وكجزء من مسؤولية الشركة الاجتماعية التي تلتزم بأدائها تجاه الوطن.
كما ستتولى أرامكو السعودية وضع المناهج والأنظمة واللوائح الإدارية والأكاديمية في الجامعة إلى جانب طاقم هيئة التدريس والفنيين المطلوبين مستعينة على ذلك بالخبرات المحلية والعالمية.