قبل أيام اتصل بي صديق عزيز، وسألني عن رغبتي في إكمال دراستي العليا للحصول على شهادة (الدكتوراه) بعد حصولي على الماجستير مسبقاً... وقال لي لدي خبر ممتاز لك... فقلت له خيراً إن شاء الله... فقال، لدي عرض لك للحصول على شهادة الدكتوراه في أي تخصص تشاء فقط المطلوب أن تدفع مبلغ (عشرة آلاف ريال) ومدة الدراسة أقل من سنة دراسية ولا تتطلب منك الحضور، والمطلوب هو فقط إعداد رسالة الدكتوراه... ومن باب الإغراء قال لي إن هناك دكتوراً مشرفاً على الكلية الأجنبية في الرياض وهو كذلك سوف يساعدك في كتابة الرسالة وكل متطلبات الحصول على الشهادة.
أخبرني صاحبي كذلك بأن الأفضل أن أسارع بذلك حيث إن وزارة التعليم العالي ستعترف بعد فترة بكل الشهادات التي يحصل عليها الطلبة من خلال (التعليم عن بعد) المقدم من مثيلات هذه الجامعة.
أخبرني أنه اتفق معهم أن يحصل على الماجستير والدكتوراه (بخصم خاص) يصل إلى (عشرين ألف ريال) فقط ولمدة أقل من سنتين.
بطبيعة الحال نصحته وحذرته أن هذا كله نصب وخداع وكيف يرضى لنفسه أن يكون (دكتوراً) فقط بالاسم.
لم أتفاجأ كثيراً من طلب صاحبي، ففي الآونة الأخيرة تزايد عدد الحاصلين على شهادة الدكتوراه وأصبح حملة حرف (الدال) بهذه الطرق الرخيصة كثر جداً، حيث لا يوجد ما يمنعهم من القيام بذلك وإحساسهم بالنقص وحب المباهاة هو ما يدفعهم لذلك.
وتأكيداً على كلام صاحبي وصلتني دعوة عبر البريد الإلكتروني للحصول على شهادة الدكتوراه من إحدى الجامعات الأمريكية وأنا في بيتي وطلبوا مني مبلغ 5000 دولار (18750 ريالاً سعودياً) للحصول على شهادة الدكتوراه، كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الغش والنصب لا يقتصر على السلع والمنتجات بل يتجاوز ذلك إلى جوانب كثيرة في أمور حياتنا.
حقيقة، وما يثير استغرابي، أن يقدم شخص ما على الحصول على شهادات عليا بطرق رخيصة جداً، نحن مع (التعليم عن بعد) ولكن من خلال جامعات معترف بها ومعروفة لديها أنظمتها وشروطها في منح الدرجات والشهادات، أما ما تقدمه الجامعات والكليات التجارية فهو بحق إهانة للعلم وللمهنة ولحاملي الشهادات العليا (الحقيقيين).
كلي أمل ورجاء أن تقوم الجهة المسؤولة باتخاذ الإجراء اللازم للحد من تزايد تلك الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا، حتى ان إعلانات تلك الجامعات في الصحف أصبحت علنية (عيني عينك)، وإن كانت الجهة المسؤولة لا تستطيع إيقافهم فعلى أقل تقدير يجب أن تكثف برامج التوعية والتثقيف لأبناء هذا الوطن الغالي (المغرر بهم).
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«7410» ثم أرسلها إلى الكود 82244
Fax2325320@ yahoo.com