في كثير من الدول العالمية المتقدمة احترافياً.. تقوم فرقها الكروية مع كل نهاية موسم بإعداد تقويم فني للمستوى والأداء أو حتى النتائج التي قدمها في تلك المسابقة.. وذلك عن طريق لجنة تخصصية يتم اختيار أعضائها بعناية فائقة.. وعبر أجندة أو تقرير يرفع لمجلس إدارة النادي مكمن الخلل في الفريق والتوصيات التي يجب اتخاذها والإسراع في بثها من حيث جلب جهاز تدريبي أو لاعبين وذلك بهدف دعم نقاط الضعف الذي عانى منه الفريق وبالتالي معالجة الانحدار أو تباين مستواه بمدة كافية قبل انطلاقة الموسم الجديد كشعور وإحساس مؤكد داخل أروقة تلك اللجنة بأن ذلك أقل واجباتها تجاه الفريق.
بالطبع فإن الوضع هنا يختلف كلياً لدرجة أنه على النقيض تماماً فالعشوائية في اتخاذ القرار أشبه ما يكون ارتجالياً وتحت ظروف يؤكدون من خلالها أنه لا مجال في التفكير أو التريث في انتشال الفريق وفي نهاية المطاف خسارة في الأمور المادية وإحباط جماهيري وخروج عن المنافسات غير مأسوف عليه!!
المشاهد.. أن الأوضاع المتدنية التي تعيشها بعض فرقنا كالنصر والقادسية والطائي - غير قابلة للتطوير - ويبدو أن الطموح أصبح هو الآخر يبحث عن البقاء وعلى طريقة لا ضرر ولا ضرار طالما أن الكل منهم بعيد إلى حد ما عن شبح الهبوط.
أقول.. وفي اعتقادي الشخصي - وربما لا يكون صحيحاً - أن الدكتاتورية في اتخاذ القرار في تلك الفرق هي مكمن الخلل!! بدليل أن فكرة التعاقدات سواء مع المدربين أو اللاعبين لا تخضع لمعايير فنية وإنما إدارية بحتة وإلا كيف يفسر لي على سبيل المثال لا الحصر أو التحديد أن يقوم فريق كالنصر مثلاً بالتعاقد مع ثلاثي - غير سعودي - أحدهم على دكة الاحتياط والآخر يستطيع أن يعطي أكثر من شوط.. بينما ثالثهما رسخ في قلبه حباً وشوقاً البطاقات الحمراء!! في وقت يتطلع فيه محبوه انتشال الفريق من انتكاسته وبدلاً من البحث عن المحترفين المميزين.. يجلبون مستهترين وعلى طريقة جيتك يا عبدالمعين تنعان....!
بالتأكيد.. أتمنى أن تقف فرقنا الرياضية وقفة تأمل وتكاشف نفسها من حيث حق المحب تجاه فريقه.. وتتنازل عن قناعاتها الارتجالية التي ضرت بالفريق وسمعته وتعلن للملأ - عبر بيانات - متعددة أن مكمن الخلل إدارية لا فنية ولا نجومية ولا أزيد.
الدهن في العتاقي
نجوم كروية عديدة.. جادت بها كرتنا السعودية.. منها من لوح لنا بيده مودعاً الملاعب.. وأخرى لا تزال تلوح لنا بيدها مع كل تسجيل هدف.. أحسب أن حب وإعجاب الجماهير لهم ليس بأدائهم النجومي فحسب.. وإنما بفكرهم الذهني العذب.. لدرجة أن عشاق الكرة لا تزال تتذكر حتى الآن من هجر.. وتعيش على أمل ببقاء.. لعلني أريد بهذه المقدمة أن أصل إلى التصفيق الحاد بنجم الفكر (السامي) ابن الجابر الذي عجزت حتى كتابة تلك الأسطر المتواضعة أن أجد تفوقاً في الإجابة حينما تطرحت مخيلتي سؤالاً عنه (مضمونه) من الذي أبقاه حتى الآن في قائمة المبدعين هل نجوميته الكروية أم أفكاره الذهنية؟ حتى لا أتحيز في أي منهما سأدعهما لمن يعشق تلكما الصفتين.
فلاشات رياضية
** لم تقتصر إشكالية الاحتراف لدينا وشكاوى المحترفين سواء أكانوا مدربين أو لاعبين في تشهير مشاكلنا في الاتحاد الدولي فحسب بل تجاوزتها إلى نشر غسيلنا محلياً في أروقة الفيفا!!
** مع كل إخفاق يتعرض له الفريق في الموسم وبالتالي ابتعاده عن بطولاتها تظهر تصاريح تشير إلى أن الفريق بحاجة إلى غربلة في الإعداد الفني واللاعبين وستظهر نتائجها الإيجابية بالموسم القادم - وعلى ذلك المنوال - في كل موسم كان الله مع (الصابرين).
** أكثر ما يحبط النجوم.. أن تصفها على دكة الاحتياط بل يزداد إحباطهم حينما يستعان بها والفريق خاسر.
** حينما أشاهد عبدالعزيز الجنوبي وخالد السلامة يمثلان النصر في كثير من المباريات أدرك جيداً بأن إدارة الفريق لا تطمع بعودة الأصفر لمنصات التتويج.
آخر المطاف
قالوا
الاجتهاد طريق النجاح