رغم مضي عقد ونصف على بدء تطبيق الاحتراف فما زلنا نشهد كل موسم نزاعات واحتجاجات لها علاقة بسنة أولى احتراف فأين يكمن الخلل هل هو قصور في استيعاب إداريي الأندية أم هو محاولة لتصيّد الثغرات في قانون احترافي بات بعد 16 عاماً أشبه بثوب بالي تناثرت عليه الرقع وفي حالات كثيرة بات الشق أكبر من الرقعة.
كانت إشكالات انتقالات اللاعبين المنتهية عقودهم هي الأكثر جدلاً وحالياً دخلت إشكالات الإعارة على الخط وكانت قضية احتجاج النصر على إشراك سعد العبود مع الفيصلي والذي كان معاراً من الاتفاق للاتحاد مثيرة للجدل.. فهل أراد النصراويون أن يستغلوا احتجاجهم على الفيصلي من أجل كسب قضية أحمد البحري المنتهي عقده مع الاتفاق فيكون هناك صعوبة في انتهاء قضيتين ضد مصلحة النصر، ومن يقول بذلك فإنه يستند في افتراضه هذا على استحالة أن تصر إدارة النصر إلى البقاء في مسابقة كأس ولي العهد.. والأصفر بحاجة ماسة آنذاك إلى التركيز على محاولة التأهل لنصف النهائي العربي بالإضافة لمحاولة تحسين مركز الفريق في سلم الدوري ومن المعروف أن التركير على لقب معيّن نهج قديم يلجأ إليه كل مدرب عاقل. وعندما نحاول تطوير التجربة الاحترافية فأقصر الطرق إلى تلك الغاية يتمثّل في الاستعانة بخبراء أوروبيين توكل لهم مهام إعادة صياغة اللوائح والتصدي لفض أي نزاع بدلاً من أسلوب جبر الخواطر.. وهذا النهج هو السبيل الأمثل لإيجاد كوادر وطنية قيادية تجيد إدارة الشؤون الاحترافية وليس أدل على افتقارنا لوجود قياديين شباب من إسناد مهمة رئاسة لجنة الاحتراف لعبد الله الدبل غفر الله له ثم إلى خلفه الدكتور صالح بن ناصر.
ليفربول ما أجملك
لم أعشق فريقاً كما عشقت ليفربول الإنجليزي ذلك الاسم الذي داعب مسامعنا في السبعينيات الميلادية من خلال برنامج مباراة الأسبوع الذي تنتجه (البي بي سي) ورغم أننا في ذلك الزمن الجميل كنا نشاهد مباريات مضى على إقامتها عدة أسابيع فلم يكن هناك تذمر لانعدام البدائل ورغم أن المعلق العربي الراحل أكرم صالح كان عاشقاً ل(المان) إلا أن تميّز لاعبي ليفربول عن باقي أندية إنجلترا شدني فليفربول كان أقرب في أدائه لنهج التمريرات البينية والبعد عن الاعتماد على الكرات العالية التى كانت أبرز عيوب الكرة الإنجليزية.
لاعبو ليفربول كانوا يمتعون ويستمتعون ويلعبون بأسلوب توارد الخواطر بقيادة المدرب جو فاغان والأسطورة بوب بيزلي.. ليفربول أكد عظمته أوروبياً بثالث لقب في كأس الأبطال عام 1981 عندما أبكى ريال مدريد بهدف راي كينيدي.. وأضاف اللقب الرابع عام 1984 على حساب العملاق الإيطالي روما وكان جنون المشجعين الهوليجانز في استاد هيسيل ببروكسل في نهائي 1985طامة كبرى على ليفربول وكل أندية إتجلترا فبعد سقوط مشجعي ليفربول واليوفي الإيطالي قتلى في المدرجات كان لزاماً أن يكون هناك تدخل إداري لينال يوفنتوس اللقب بفضل ضربة جزاء نفذها رئيس الاتحاد الأوروبي الحالي الفرنسي ميشيل بلاتيني رغم أن الخطأ المرتكب كان خارج منطقة الجزاء.. لكن تجيير اللقب ل(اليوفي) كان ضرورة إدارية وحتى التتويج فإن مراسمه جرت داخل مكاتب الاستاد..
وشهد نهائي 2005 الأسطوري باسطنبول إنصافاً ل(ليفربول) الذي عانق خامس ألقابه رغم أن الشوط الأول انتهى بتقدم الميلان بالثلاثة.. ليفربول ظهر في ثوب بطل أوروبا عندما أفاق من يجهل قراءة الكرة الجميلة من وهم إمكانية اكتساح برشلونة لفريق هو في الأصل متخصص في تجاوز الإسبان.
ما قدّمه أعظم القادة في الكرة العالمية ستيف جيرارد كان محاضرة مجانية من كابتن ومنظم للألعاب ومدرب داخل الملعب.. وكان فوز ليفربول قد رفع أرقام مبيعات قمصانه فبعض المشجعين الشبان بات يرى في ليفربول مصدراً للمتعة الإيجابية.. فهل يواصل ليفربول تألقه وينهي مواجهة الإياب على أرض الانفيلد بالتأهل رغم المصالحة بين رونالدينو وايتو.. عموماً فإن تصادم العملاقين في دور الـ16 كان خسارة لعشاق المتعة.
مقاطع
- طارق التائب رائع في كل شيء.. لمساته ساحرة وجهده وافر وأكثر ما يميزه هو نكران الذات وعدم الأنانية.
- لا يستحق جمهور النصر المخلص إلى حد الإدمان هذا الغبن، فتخاذل أشباه اللاعبين أمام وفاق سطيف كاد لولا سوء حظ لاعبي الفريق الجزائري أمام المرمى أن يؤدي لفضيحة.
- يجب على الهلاليين التركيز على اللقب الآسيوي ليكون التأهل للمونديال هدية للمؤسس الشيخ عبد الرحمن بن سعيد شفاه الله وخصوصاً أن الهلال يحتفل بيوبيله الذهبي.