القرار الأنموذج الذي بسببه بزغ فجر اقتصاد جديد، تمثل في نشوء مدن اقتصادية متعددة في بلادنا حتى أصبحت نوعية في عطائها، ومتنوعة في أصنافها، فالأولى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ هي أنموذج حيوي، تفجرت منها ينابيع خير متعددة، تمثلت في الخدمات العقارية والصناعية والسياحية والترفيهية وبمساحات كبيرة امتدت على ساحل يعد من أنظف وأرقى سواحل العالم، وبجوار بيئة نقية لا يشوبها شائبة تلوثها، والثانية مدينة المعرفة الاقتصادية في منطقة المدينة المنورة طيبة الطيبة التي سوف تكون أنموذجا لعطاء معرفي تؤتي ثماره الخير الوفير من جوار مسجد نبي الهدى صلوات الله وسلامه عليه، والثالثة مدينة الأمير مساعد في حائل، هذه المنطقة الخضراء بطبيعتها، الغنية بسكانها، وأخيراً مدينة في جازان، هذه المنطقة الواعدة بخيراتها التي لم يكتشف ما بها سوى الشيء اليسير، والذي خصصت أن تكون لإنتاج الصناعات الثقيلة، إن مملكتنا الحبيبة بقيادة قائدها الأول الفذ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قد دخلت بعد نشوء هذه المدن الاقتصادية والصناعية والزراعية العالم من أوسع أبوابه، وأصبحت دولة منافسة ليس على المستوى الإقليمي فحسب، بل العالمي، والمنافسة تمثلت في أشياء كثيرة، منها خصوبة هذه المناطق، وصلاحها الاستثماري المتعدد، خصوصاً بعد منح الإعفاء الضريبي في مدينتي حائل وجازان الاقتصاديتين، تشجيعاً وتسهيلاً للمستثمر الوافد، وكذا من المرونة المقدمة هو جعل مسؤولية الإشراف على تنفيذ مشاريع هذه المدن حكومياً لدى جهة حكومية واحدة، وهي الهيئة العامة للاستثمار، هذه الهيئة التي تعد بكلمة حق من أنها منظمة حكومية ذات طابع خاص، ومنظمة قدمت وتقدم العديد من التسهيلات للمستثمرين عامة محليين أو وافدين، وخصوصاً أنها أفردت وكالة خاصة بداخلها يقودها شخصية شابة بمنصب وكيل الهيئة لشؤون المدن الاقتصادية، إن هذه المدن الواعدة سوف تكون الداعم الاقتصادي والاجتماعي لهذه البلاد، وذلك من ناحية زيادة النمو في الناتج المحلي والدخل القومي، ودعم رئيس لتوافر فرص وظيفية لكوادرنا البشرية الواعدة، متطلعين جميعاً إلى تحقيق تنمية شاملة بعد مراحل نمو كنا نعيشها من خلال روافد اقتصادية متعددة، حتى بدأنا نشهد هذه التنمية بكل اقتدار بعد أن تمثل ذلك في انطلاقة هذه المدن الاقتصادية الجبارة، الأنموذج المعجزة.
(*) كاتب اقتصادي
ناسوخ: 2697771 - 01