Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/02/2007 G Issue 12571
مقـالات
الاربعاء 10 صفر 1428   العدد  12571
سنابل
سفارة العراق بالرياض
رقية حمود الشبيب

عندما سمعت خبر افتتاح السفارة العراقية في الرياض

تذكّرت الشمال والحدود الشمالية للمملكة أكبر حدود لدولة عربية مع العراق، وتذكّرت أن والدي اشترك في محادثات واتفاقيات حدودية.. ربما في الستينيات أو أوائل السبعينيات.. تمت بين المملكة والعراق.. كانت هناك بين أهل الشمال وأهل العراق علاقات قوية في تلك المرحلة.. علاقات نسب.. وعلاقات عمل.. وكان العراقيون في عرعر هم أكثر الأيدي العاملة سواء في البناء أو التجارة.. ولم تكن هناك حواجز وتأشيرات، بل رعاة الغنم يقومون بعمليات تطبيع بين الحدود بشكل دوري. أما السعوديون فكانوا موظفي حكومة.. أو عمالاً في (شركة التابلاني)؛ أي أن السعودي كان أيضاً يعمل.. ومعظمهم من أبناء البادية، ودائماً في نظري أن العمالة العربية هي الأقدر على حفظ التوازن في المجتمع.. حتى الإخوة العرب من العمالة اليمنيين في بدايات نهضة الرياض كان لهم دور.. والعراق في ذلك الزمن كان يتّسع صدره لأهل الحدود.. وأذكر أننا زرنا بغداد للعلاج.. ولوالدي أصدقاء من العراق.. ولا توجد نزعات مما نسمعها الآن، نتعامل معهم كأشقاء، لكن الغريب أن افتتاح السفارة مرّ على الإعلام السعودي مرور الكرام.. العراق دولة جارة.. وتحتاج أن نحتفي بسفارتها ليعود كل شيء إلى وضعه السابق بإذن الله، وستبقى علاقات الشعوب لا تشوبها شوائب السياسة..!!

وأهل الحدود الشمالية ممن عاصروا تلك الفترة يتذكرون جيداً العراقيين.. نرحّب بسفارة العراق، ونتمنّى أن تهدأ الأحوال ليكون في بغداد سفارات عربية.. وللعراق في قلب كل عربي موقع خاص.. وتعبت قلوب العرب مما يجري في العراق.. ولكن (لا بد لليل أن ينجلي).. والسلام سيأتي إذا صفت النفوس.. العراقيون بكل أطيافهم يشكلون حالة مختلفة، لكنهم (يألفون ويُؤلفون).. التفاؤل موجود.. وما من عربي إلا يحفظ بيت شعر عن (دجلة والفرات) اللذين أتمنى رؤيتهما.. كنت أتوقع احتفاءً أكثر بافتتاح سفارة العراق.. إن من مثلي عاش حقبة السلام لا يمكن إلا أن يتفاءل.

(ولا بد لليل أن ينجلي).. ربما في خضم الضجيج الإعلامي والحالة العربية بدءاً من العراق إلى لبنان إلى فلسطين فُوِّت الاحتفاء بسفارة دولة العراق التي تمثّل الكمال للعقد العربي الذي بدأ منذ سنوات الجامعة العربية الأولى.. مقعد العراق موجود لدى كل العرب.. ولعلنا بالرياض احتفينا بقدوم سفارة العراق بطريقتنا.. السعوديون دائماً يبادرون لكن باستحياء.. إن السفارة ووجودها مؤشر إيجابي على حسن النوايا بين كلا الطرفين.. ومن خصال الملك عبد الله الواضحة للعيان حبّه للسلام مع الجميع.

وسلام على العراق.. وأهل العراق.. وبالمناسبة: أين ضيفنا الشاعر الكبير (يحيى السماوي)؟ ولماذا هجرنا؟! في هذه الحالة العربية نحتاج إلى الشعر لنرتاح..

إن ما نسمعه الآن بين الرصافة والجسر بعيد عما نحفظه من شعر جميل..!!

إعادة افتتاح سفارة العراق حدث يحتاج أن نحتفي به، ونتمنى ألا تُغلق سفارة عربية مرة أخرى؛ فالآن اكتمل العقد.. وليبدأ عقد من سنوات أخوة وتفاهم.. وأتمنى من الإعلام السعودي لقاءات حوارية مع سفير العراق لتوضيح رؤيته، ولنشعر أن ما تم ليس رفع علم على مبنى..!!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد