في نهائي البطولة العربية للأندية (88م) في مدينة الشارقة الإماراتية، التي حقَّق لقبها للمرة الثانية فارس الدهناء، وصل الاتفاق والإفريقي التونسي للمباراة النهائية تحديداً لركلات الترجيح بعد تعادلهما إيجابياً (1-1).
سجَّل حمد الدبيخي في الوقت الأصلي وطرد سعدون حمود، وعند ركلات الترجيح، سجل مروان الشيحة ومحمد المغلوث وسامي جاسم وأضاع جمال محمد لكن (القصير) محمد مفلح العتيبي أبى إلا أن يحسم البطولة سعودية - اتفاقية بنجاحه في الركلة الأخيرة بتسديدة هادئة.. زاحفة أوقفت النبض ثم أشعلت الفرح حينما اهتزت الشباك التونسية.
(الجزيرة) التقت بالعتيبي صاحب البصمة الذهبية.. لتقلّب معه صفحة الذكريات.
* عشت إنجازات الاتفاق لاعباً ومشجعاً، ما الفرق في رأيك بين جيلي الأمس واليوم ونعني لاعبي الاتفاق؟
- لكل زمان رجال.. ورجال اليوم هم امتداد لرجال الأمس، ومكملون لمسيرة فارس الدهناء.
وما يجعل الأمر مختلفاً بالنسبة للجيل السابق الذي أنتمي له هو نظام الاحتراف والمادة التي أصبحت لكل فعل مقابل. بينما في السابق كان على العكس من الوضع الحالي، حيث يتولّد الإخلاص والمثابرة بمجرد كلمات تشجيعية ترفع من المعنويات.
الإصابة والحسم
* على الرغم من البصمة التي تركتها بوضوح في منجز البطولة العربية للاتفاق إلا أنك لم تعمّر طويلاً في الملاعب. ما الأسباب؟
- نعم لقد كانت بصمة ب(الإبهام) وبحجم بطولة عربية جعلت محبي الاتفاق والجمهور بشكل عام يتذكّرني في كل مناسبة ومحفل. أما بالنسبة لأني لم أعمّر طويلاً كما جاء في سؤالك، فلأنني لعبت مع الفريق من درجة الشباب ثم صعدت للفريق الأول وبسبب دراستي بجامعة الملك سعود بالرياض حينذاك كنت أجد صعوبة في الانتظام في التدريبات بالإضافة إلى الإصابة القوية التي داهمتني في الركبة وجعلتني أقلل من ظهوري شيئاً فشيئا.
* حدثنا عن لحظة الذهب بتسجيلك الركلة الترجيحية الحاسمة في البطولة العربية متى وكيف تقدمت للتسديد وهل وضعت في الترتيب آخر من يسدد؟
- دعني أستعيد شريط الذكريات، لقد لعبت بديلاً للكابتن صالح خليفة حتى جاء موعد ركلات الترجيح، والحقيقة هي أن الكابتن المدرب خليل الزياني وضعني رقم (3) في الترتيب بين اللاعبين الخمسة الذين سوف يتقدمون لتنفيذ الركلات الترجيحية، إلا أن زميلي اللاعب سامي جاسم طلب مني أن يكون هو الثالث في الترتيب وأتحوّل أنا إلى تسديد الركلة الخامسة.
وقد أوصاني زملائي حينها بأن أكون هادئاً وأنا كذلك، وحينما هممت بتسديد الكرة عدلت رأيي في آخر لحظة بعدما ارتمى الحارس للزاوية التي كنت محددها ولله الحمد (جات على ما نتمنى).
تعليق الطويرقي
* حدثنا أيضاً عن مشاعر الفرح لحظتها وما الموقف الطريف أو الذي لا تنساه في تلك البطولة؟
- بصراحة كانت فرحة غامرة لا تُنسى.. وكان أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد قد هنأ الفريق بالإنجاز عبر اتصال وكان سموه الكريم متابعاً لنا منذ استقباله لنا قبل الذهاب للإمارات للمشاركة في البطولة وعند الإياب، كما أمر بطائرة خاصة للفريق للعودة من هناك.
وكان في الحقيقة استقبالاً كبيراً وحاشداً في مطار الظهران الدولي آنذاك يتقدّمهم المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان نائب أمير المنطقة الشرقية.
أما بالنسبة للموقف الذي لا أنساه فقد كان تعليقاً من الأخ هلال الطويرقي المشرف على الفريق وقتها عندما مازحني قائلاً: (لو كان الحارس مرتدياً حذاء مقاس كبير لصد ركلة الجزاء) ورددت عليه بقولي: الأهم يا أبو خالد الفكرة وأنه تحققت.
وكان الطويرقي يقصد أن تسديدي للكرة في الركلة الترجيحية الأخيرة والحاسمة كان ضعيفاً أو غير قوي، حيث كانت أشبه بتسديدة الكابتن فهد المصيبيح في ركلة الجزاء الأخيرة والحاسمة ضد المنتخب الإيراني في كأس آسيا في سنغافورة.
الاتفاق البطل
* ماذا تتوقّع للنهائي اليوم بين الاتفاق والقادسية الكويتي؟ وكيف يفوز الاتفاق بالكأس؟
- التوقّع والأمنية بالتأكيد أن تكون الكأس اتفاقية لعدة عوامل من وجهة نظري، أهمها أن الفريق تخطى المرحلة الصعبة في الذهاب واجتازها بامتياز، كما أن حظوظ الاتفاق أكبر في هذا اللقاء، حيث إن الفوز أو التعادل سوف يرجحان كفته فهو يلعب بفرصتين، إضافة إلى أن الكرة الكويتية تعاني بشكل عام من تراجع في مستواها، ولا ننسى عاملي الأرض والجمهور فهما يقفان في صف الاتفاق ويزيدان من قوته وتحفيز اللاعبين.
والأهم من ذلك أن الاتفاق تقوده إدارة واعية وقديرة برئاسة عبد العزيز الدوسري والفريق يقوده جهازان إداري وفني على مستوى عال من الجودة والخبرة.
* هل ستوافق لابنك على الاحتراف في الاتفاق؟
- يا أخ سامي ابني عبد الإله يشجّع فريق الهلال، لكن الأمر متروك له في حالة رغبته في اللعب لأي ناد من أندية الوطن.
* كلمة أخيرة نريدها موجهة للاعبين والجماهير الاتفاقية؟
- الوطن كله بانتظار الفارس كي يعيد البسمة والسعادة التي فقدناها بالأمس في خليجي 18 على مستوى المنتخبات، أتمنى أن تتحقّق على مستوى الأندية. وأهيب بالجماهير الاتفاقية على وجه الخصوص والرياضية بشكل عام للمؤازرة والتشجيع الإيجابي. وأتوقّع أن تقفل أبواب الملعب قبل بدء المباراة بساعتين على الأقل لأهمية المناسبة ولتعطّش الجمهور لتحقيق الكأس.
وثقتنا في اللاعبين كبيرة مع علمي بالضغط الكبير الذي سيصاحب اللاعبين لكن هم أهل للمسؤولية لكني أحذرهم من الإفراط في الثقة. وأقول باختصار: وصول الاتفاق لمنصات التتويج يحيي وينعش ويسطر إنجازات وبطولات الفارس السابقة والتطلع لتحقيق التفوق في البطولات اللاحقة.
***
البطاقة الشخصية
الاسم: محمد مفلح العتيبي.. مواليد الجفر بالأحساء.
المؤهل التعليمي: بكالوريوس تربية بدنية.
الحالة الاجتماعية: متزوج ولدي أبناء أكبرهم عبد الإله.
الوظيفة: رئيس قسم التربية البدنية والنشاط الرياضي بالإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية (بنين)، ومنسق الاتحاد السعودي للتربية البدنية بالمنطقة الشرقية.