بعيداً عن قيمة ومردود فوز الهلال القوي والمثير والثمين، وعن الهزيمة العنيفة والمهينة للاتحاد، هنالك حقائق ومضامين ودروس قدّمتها المباراة الأخيرة بصورة عملية واضحة لا تقبل التشكيك، وتستحق الإمعان بها والاستفادة منها.
فالهلال الذي عاش قبل المباراة أجواء غريبة ومؤثّرة عليه نفسياً ومعنوياً نتيجة رفع الإيقاف عن نور، وكذلك التقسيم الظالم لجماهيره الحاشدة رأيناه يلعب شوطاً رائعاً ومتوّجاً بهدف أروع لياسر الكاسر، ثم تأتي الأحداث الصعبة وفي لحظات حرجة بداية بطرد مدافعه الصلب (تفاريس)، تلاه هدف التعادل للاتحاد ثم الطرد الثاني للمتحرك الخثران ليلعب ب9 لاعبين أمام فريق مكتمل ومتحمس وقادر على تسجيل الهدف الثاني في أية لحظة، ومع هذا لم يتراجع ولم يفقد قوته وأعصابه ومهاراته ولم يتعامل نجومه مع الموقف بتشنج أو بمخاشنات واعتراضات، وإنما ظهر الفريق الأزرق كما لو كان مكتملاً وقاوم ظروفه ومنغّصاته بعقلية احترافية راقية، وبفكر كروي نادر، وبروح رياضية عالية، الأمر الذي ساعده على الانتصار والتفوّق على ظروفه وعلى خصمه بإحراز هدف الفوز الملعوب من الموهوب الشلهوب.
على النقيض من الهلال، كان الفريق الاتحادي - كعادته - متوتراً ومتأزماً ومشحوناً بطريقة فاضحة ومكشوفة ساهمت في تعطيله وفي عدم استثماره للنقص الكبير في صفوف الهلال، وهو أسلوب بات مألوفاً ومتكرراً من فريق الاتحاد ليس أمام الهلال فحسب وإنما في الكثير من مبارياته.
بين هذا وذاك يتضح الفارق في العقل والثقافة والتربية الكروية.. ويبرز الدور الإداري في التهيئة والاستعداد لمواجهة أصعب الظروف وكل الاحتمالات والمتغيّرات كما حدث في اللقاء الأخير.. كما أن للضغوط والتدخلات والأطروحات الصحافية الرديئة والمتعصبة الأثر السيئ والمباشر على طريقة تفكير ومستوى أداء اللاعبين وقبلهم الإداريين..
الطائي يهزم نفسه!!
منذ سنوات وأنا أتمنى من إدارات الطائي المتعاقبة أن تقدِّم لنا مبرراً واحداً يجعلها توافق بسذاجة متناهية وكرم زائد على تلبية رغبة الفرق القادمة إلى حائل بتقديم مبارياتها لتُقام عصراً بدلاً من المساء لتتمكّن من العودة في نفس اليوم، وقد كتبت هنا وفي أكثر من موسم عن ضرورة أن تطلب إدارة الطائي من هذه الفرق الموافقة على اتخاذ نفس القرار وتقديم مباريات الطائي المقامة خارج حائل عصراً، أي أنها تطلب من إدارات الأندية الأخرى التعامل معها بنفس المبدأ، وعندها تستطيع أن تحدّد من هو جدير بتحقيق رغبته حينما يلعب في حائل ومن لا يستحق.
العملية باختصار شديد مرتبطة بمبدأ (المعاملة بالمثل)، ولأن مثل هذه التنازلات تتعارض مع استقلالية نادي الطائي، وتلحق الضرر بحقوقه ومصالحه، وخصوصاً مع الأندية ذات المواقف السيئة ضد الطائي.. فما الذي يدفعها إلى تقديرها وتوفير كل التسهيلات لها والاحتفاء بها لتعود إلى ديارها معزَّزة مكرَّمة وفوق هذا بالنقاط الثلاث؟!!
تاريخ الطائي وحقوقه وآمال وطموحات جماهيره، من الأسس والمبادئ التي ناضل الطائيون من أجل التمسك بها سنوات طويلة مضت.. وهي سر تميّزه ومصدر نبوغه وكفاحه، فالرجاء المحافظة عليها حتى لا يفقد الطائي ما تبقى من شموخه وهيبته وشخصيته..!!
انقذوا العميد!
بالأجنبي أو المحلي، ها هو الاتحاد يثبت من جديد أنه فريق يحتاج إلى إعادة تأهيل في كثير من سلوكياته ومستوى تفكيره وطريقة تعاملاته قبل وأهم من حاجته للنجوم والمدربين والملايين.. وهذه برأيي قضية خطيرة ستعيد العميد إلى سنواته العجاف الطويلة المرة، فمن المتسبِّب والمتورِّط في ذلك؟!
ما يحدث للاتحاد هو نتاج مرحلة تخدير إعلامي وضياع إداري في السنوات الثلاث الأخيرة، ففي الوقت الذي تهتم فيه الأندية الأخرى بالبناء والتطوير والتغيير والانفتاح مع الإعلام والجماهير وأعضاء الشرف، كان الاتحاد وما زال ضحية ثقافة إدارية وإعلامية متسطحة ومتخلفة ليس فقط في فهم ومعرفة الواقع الاتحادي، وإنما في أسلوبها وملاسناتها وانشغالها بالآخر وبالذات الهلال وأحياناً الأهلي..!
انظروا كيف يحتقرون جماهيرهم ويعالجون أخطاءهم، وبأية لغة يتخاطبون مع قرائهم ومنافسيهم؟! جعلوا التحكيم شماعة لإخفاقاتهم المتتالية داخلياً وخارجياً، لكنهم لم يوجهوا لوماً واحداً أو حتى مجرد سؤال عابر عن الصفقات الوهمية والعقود المزوّرة والألعاب العنيفة المتهوّرة والأخطاء الإدارية القاتلة، والإقصاءات المتعمدة لرموز الاتحاد وأعضاء شرفه وصنَّاع أمجاده..؟!
إلى كل من يهمه أمر العميد نقول: أعيدوا الاتحاد إلى صوابه..!!
سر العفو!
قدَّم محمد نور مستوى خرافياً وكان مع عدد من لاعبي الهلال من نجوم المباراة المتميِّزين فنياً وبدنياً وكأنه لم يتوقف أو ينقطع عن التدريبات يوماً واحداً، في ظل سريان عقوبته الممتدة إلى ما بعد نهاية الموسم الحالي، وقبل أن يحظى بقرار العفو الذي سبق المباراة بثلاثة أيام فقط..!
جميل جداً أن يعود نور من الإيقاف بهذا المستوى الفني الرفيع، والأجمل لنا وله وللاتحاد وللكرة السعودية أن يستفيد من العفو الأخير ويواصل تألقه بالتخلّي عن تهوره وعن مسلسلات البصق والضرب والاعتداء على اللاعبين والجماهير وحتى السيارات.. في المقابل.. الكثيرون يتساءلون عن سر انتظام نور في التدريبات قبل أسبوعين من قرار العفو، طالما أنه ممنوع من اللعب ولن يتقاضى مرتباً إلى ما بعد نهاية الموسم، كما أنه لا توجد للاتحاد مشاركات خارجية في الشهور المقبلة؟! ومن الذي أشعر نادي الاتحاد بقرار العفو عن محمد نور قبل أسبوعين من صدوره؟! وهل القرارات الرسمية والسرية منها مخترقة لهذه الدرجة..؟!!
غرغرة
- استغرب تطنيش لجنة الانضباط وتساهلها المستمر مع أكواع ومخاشنات واعتداءات الحسن كيتا..!
- نعم، كان الشلهوب ذكياً، لكن في نفس الوقت لم يكن لاعبو الاتحاد (أغبياء) كما وصفهم المحلِّل والاتحادي الصميم الدكتور مدني رحيمي..!!
- لماذا لا تقتدي إدارة الطائي بإدارتي الحزم والفيصلي في رفضهما لأي طلب بتقديم المباراة عصراً..؟!
- بعض لاعبي الطائي الأساسيين لا يستحقون اللعب مع فرق دوري الدرجة الثانية..!
- صدق فؤاد أنور حينما قال في استديو التحليل: إن حالات الطرد المتكرّرة والألعاب العنيفة في فريق الاتحاد هي تشويه وإساءة للكرة السعودية.. وخصوصاً بوجود الحكام الأجانب..!!
- مرة يطالبون بالحكم الأجنبي، ومرة يقولون اطرحوا الثقة في الحكم السعودي.. تراكم دوّختونا..!!
- إذا كان ما يقوله محمد فودة نابعاً من معرفته ومتفقاً مع قناعاته فهذا هو الجهل بعينه، وإذا كان لمجرد المشاكسة وإرضاء لبعض الناس فهو بذلك يرتكب خطأ مهنياً وأخلاقياً لا يُغتفر..!!
- فوز النصر الثمين على الطائي أنقذه من الدخول في حسابات معقّدة كانت ستضعه في مقدّمة المرشحين للهبوط..!
- تهاون واستسلام لاعبي الطائي نتيجة طبيعية لانشغال إدارتهم واهتمامها بحفل الغداء الفاخر الذي أُقيم لإدارة النصر قبل ساعتين من بدء المباراة!!
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS
تبدأ برقم الكاتب«5297» ثم أرسلها إلى الكود 82244
abajlan@hotmail.com