الحقيقة الذي دعاني لكتابة هذا الموضوع بالذات هو جمهور الهلال.. فقد هاتفني وراسلني عدد منهم لوضع النقاط على الحروف خلال الفترة الماضية ولكن الموضوع ظل يتأجل أسبوعاً بعد الآخر لمستجدات كأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله -، وكاد الموضوع أن يتأجل للتبريك للزعيم بنقاط مباراته مع الاتحاد.. وحيث إن المباراة نتيجتها ثلاث نقاط وهدفان وصدارة مطلقة.. فأرى أنه قد آن وقته وبتوفيق الله نبدأ..

فمن المشكلات التي آلمت الجماهير الزرقاء هي حيرة الإدارة التي سبقت حضور المدرب سريزيو لنقص السيولة وعدم توفرها حينذاك مما عطل التعاقد مع المدرب واللاعب الأجنبي.. وبروز مشكلة تجديد عقود بعض اللاعبين إضافة للكثير من أوجه الصرف الملحة، وقبل ذلك علمت أن سمو الأمير فيصل بن سعود والد سمو رئيس النادي قد دفع خلال موسمين ما يقارب المئة مليون إذا ما خانتني الذاكرة وهذا وبكل المقاييس مبلغ كبير جداً على فرد واحد أن يتحمل كل هذا العبء كائناً من يكون.

هذا إلى جانب الانشغال اليومي لإدارة النادي بمسؤولياتها نحو النادي وهي أكثر من كثيرة.. لذا أتمنى على إدارة النادي وأعضاء شرفه المتواصلين مع الإدارة تكوين مجلس تنفيذي لأعضاء الشرف، فالهلال في حاجة ماسة لإنشاء ذلك المجلس ليكون عوناً لإدارة النادي على السير به وبفرقه ومسؤولياته إلى الحد المتوقع أن يكون عليه نادٍ كبير مثل الهلال، فالمجلس التنفيذي ينتخب من أعضاء الجمعية العمومية ويمكن أن يعين بالتزكية من أعضاء الشرف المؤثرين ومن إدارة النادي ليكون مجلس ظل يدعم الإدارة ويقدم اقتراحاته لها ويشاركها همومها ومسؤولياتها.. ويبعد عنها الحرج في علاقتها بأعضاء الشرف حيث إنه سيكون همزة الوصل بين إدارة النادي وأعضاء الشرف وكذلك يدعم النادي مادياً كلما تأزمت أمور النادي المالية.. فمن المفترض أن يكون له حساب مستقل عن حسابات النادي الأخرى وأمين للصندوق.. وهو في كل الظروف رهن خدمة النادي ورئيس النادي وداعم للرئيس وليس هو بحال من الأحوال جهة رقابية على إدارة النادي.. إضافة إلى العديد من النقاط الإيجابية الأخرى التي تصب في مصلحة الإدارة وبالتالي مصلحة النادي العليا، ويمكن أن يكوّن هذا المجلس من عدد من أعضاء شرف النادي إضافة لبعض الشباب الهلالي المؤهل.. أو يكوّن بدعوة أعضاء الجمعية العمومية لانتخاب أعضاء المجلس وبذلك يكون سمو رئيس النادي قد أوجد له شريكاً يتقاسم معه الحمل والهم الهلالي، فهو حينئذ يبعد رئيس النادي عن حرج السؤال وعن التصاريح التي قد تأتي نتائجها سلبية، فالمجلس سيبقيه في راحة من ذلك الإحراج لأن رجال المجلس التنفيذي سيقومون بالتواصل مع أعضاء الشرف وتوفير السيولة للإدارة دون التدخل في عملها إلا من باب الاقتراحات والملاحظات التي ترسل للرئيس وهو بدوره يفعل ما يراه مناسباً ويتحفظ على ما يراه غير مناسب خاصة بوجود مجلس مؤثر ومخلص لا هم له إلا الهلال الذي يتمتع بأعضاء شرف يغبط عليهم إذا لم نقل يحسد عليهم.

أيضاً من واجبات المجلس التنفيذي أن يبحث عن حلول جذرية لإنهاء الأزمات المالية المتكررة ومحاولة إيجاد مشاريع يعود ريعها للهلال فيكون ضمن أعضاء المجلس من يخصص لدراسة ملف الاستثمار ويقدم حلوله ومقترحاته للمجلس وبالتالي يتدارسها المجلس مع إدارة النادي والعمل على تفعيل الجيد منها مما يعود على النادي بالكثير من الفوائد، والمهم الآن اتخاذ الخطوات الإعدادية الأولى للبدء في التحضير المدروس والمتأني لإنشاء المجلس بعد التوكل على الله وقد قال الشاعر:

ومن يتهيب صعود الجبال

يعش أبد الدهر بين الحفر

مع تأكدي أنه ليس هناك هلالي يهاب صعود الجبال وإلا لما كان الهلال الزعيم المتوج بالعمل والبطولات والكؤوس والدروع فوق رؤوس الأشهاد.

الأستوديو التحليلي والهوس البصري!!

عادة لا أتابع الأستوديهات التحليلية لحكام كرة القدم لقناعة شخصية بأن رؤيتي للمباريات وحكامها أفضل من أن تُملَى عليَّ آراء الآخرين خاصة فيما يتعلق بالحكام والتحكيم.. لأن قانون كرة القدم يعتبر مشاعاً للجميع.

ومن سوء حظي أنني تابعت أستديو تحليلياً لمحطة فضائية بعد مباراة الهلال والاتحاد.. وكان التحليل معقولاً ومقبولاً للشوط الأول.. ولكن في تحليل حالات الشوط الثاني ظهرت الأحكام المتحيزة من قبل المحلل بكل أسف.. فإبعاد المفرج للكرة من أمام لاعب الاتحاد لضربة ركنية ثم سقوط المفرج وقدمه اليمنى خلفه دون أي تداخل مع الحسن كيتا هي ضربة جزاء في ذهن المحلل بينما عيوننا وعيون الدنيا كلها تنفي وجود أي ضربة جزاء من تلك اللعبة.. الحالة الثانية وهي تخص الطرد غير الصحيح للاعب الهلال تفاريس عندما أبعد الكرة بقدمه وشاركه لاعب اتحادي ومثل على الحكم الذي كان قريباً من الحالة ولكن عدم تركيز الحكم جعله يقتنع بتمثيل لاعب الاتحاد فأعطى تفاريس البطاقة الصفراء وكلتاهما ظالمة.. ومع ذلك يقول المحلل لا فض فوه إن تفاريس كان يستحق بطاقة حمراء فاقعاً لونها من دون بطاقة صفراء (حقد صريح)..

الحالة الثالثة وهي تخص الهدف الثاني الصحيح - حتى من غير صافرة - حيث يقول المحلل إن الحكم أشر على الصافرة ولكن ومع اعتراض المحلل أرسلها الشلهوب في الشباك (المشتاقة) وهي رسالة لمن أراد إغواء الشلهوب ورد على محاولات التشويش عليه.. ورد لمن يريد إثارة البلبلة بين الأندية السعودية وجماهيرها.

هناك في علم النفس ما يسمى بالهوس البصري.. وهو ببساطة فرض عمل مرئي محدد والتأكيد عليه حتى يخيّل للمتلقي صحة كلام الطرف الملقن.. وأضرب مثالاً على ذلك بأن يوحي أحد أن هناك وجهاً لإنسان معروف أو مشهور على القمر ويطلب من الآخرين التحديق في القمر ثم بعد فترة من التحديق يتهيأ الموحى له أو المتلقي تأكيد الملقن ويصدق تماماً ما أوحي له.. ثم يصادق على قوله آخر قد يكون متواطئاً مع الملقن ثم تسري الحالة بين الحضور سريان النار في الهشيم وكل من طرفه يؤكد الحالة، وهذه الحالة الأخيرة هي ما يسمى بالهوس البصري ويستعمل لقلب الحقائق وللتحريض ولأهداف التصديق قصراً على أمور معينة وهذا ما حصل بالضبط من المحلل التحكيمي بكل أسف وكان هناك مَنْ تلقى هذا الإقناع الزائف من العامة فأخذت الاتصالات تتوالى منفعلة بعد أن وصلتهم رسالة المحلل.. وكان على البرنامج أن يبرز السلوك الحسن مثل ما حدث حينما طرد لاعبان هلاليان خرجا فوراً على عكس لاعبي الاتحاد فليت هناك برامج تهيئة يقوم عليها أناس راشدون.. هدفهم المصلحة العامة..

ونصيحة خذوها مني.. لا تصغوا لمثل هذا الغثاء ولا تروه ولا تضيعوا وقتكم في مستنقع التعب التحليلي.. ودعوة صادقة لإدارة الاتحاد بحسن التهيئة للاعبين فالمباراة كانت في أيديهم وسلمها الحكم لهم والهلال يلعب بثمانية لاعبين لعشرة اتحاديين وكل الأمور في صالح الفريق الاتحادي لكن لم يستثمروا الفرصة التي قد لا تتكرر أمام الهلال.. فعلى الإخوة الاتحاديين أن يلوموا لاعبيهم الآخرين مع عدم إيجاد أعذار للاعبين فهم المعنيون بالضياع الاتحادي الأخير.. أم أن الأمور تحولت لعقدة اتحادية مزمنة أمام الهلال.

حالة الهدف الثاني!!

في مباراة لمنتخب المملكة مع المنتخب الكويتي قبل سنوات عديدة وعلى ملعب الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - كان هناك خطأ خارج الـ18 وبينما كان لاعبونا يتهيؤون لعمل الحيطة فاجأهم اللاعب الكويتي حمد بوحمد (إذا لم تخني الذاكرة) ووضع الكرة في شباك المنتخب السعودي وعليه انتهت المباراة بذلك الهدف وفوز كويتي علينا ومع ذلك لمنا لاعبينا حتى ان اللاعب فهد المصيبيح أخذ في مباريات المنتخب الوقوف أمام كل كرة تكون خطأ ثابتاً على مرمى المنتخب.

في مباراة للأهلي مع الاتحاد الموسم الماضي وبنفس الطريقة سجل اللاعب محمد نور هدفاً في الأهلي ولام الأهلاويون لاعبيهم ولم يلوموا محمد نور أو الحكم أو التشكيك في الهدف.. وكذلك حدث في مباراة الوحدة والنصر.. أيضاً في مباراة الارسنال وشيلسي عندما سجل اللاعب هنري هدفاً بالقياس مع هدف الشلهوب.. وغيرها كثير فلماذا عندما يستفيد الهلال تقوم قيامة البعض ويدس السم في العسل.. علماً بأن الحكم لم يؤشر حقيقة على الصافرة وحتى من دون إطلاقها فمن حق الشلهوب لعب الكرة هدفاً حسوماً وترك للآخرين التقول وممارسة الكذب الرخيص.

اعتزال حكم نزيه!!

الحكم المساعد محمد سعد بخيت من الحكام السعوديين المتميزين، فلم يلحظ عليه يوماً تقصيراً في واجب أو خطأً مؤثراً قد يرتكبه أي حكم آخر، وشهادة لله.. فبينما أؤكد أن الحكم السعودي السابق الأستاذ عبدالرحمن الموزان هو أفضل من أمسك بصافرة في ملاعبنا، فلديَّ الشجاعة أن أقول إن الحكم المساعد محمد سعد بخيت أفضل من أمسك براية في تاريخ المسابقات السعودية.. واعتزاله خسارة للنزاهة والانضباطية ولقانون لعبة كرة القدم.. وأسأل الله له التوفيق في كل أموره.. وأطالب بتكريمه تكريماً لائقاً.

نبضات!!

* يطالبون بالحكم المحلي لتحقيق الانتصارات والبطولات وهذا زمن ولى ولن يعود بإذن الله.. فأعيدوا تأهيل لاعبيكم للتعود على اللعب النظيف!!

* الذين يطالبون بالحكم المحلي هم من يريدون أن تدب الفوضى في الملاعب السعودية.. وحتى لو عاد الحكم المحلي لتحكيم المباريات وانهزمت فرقهم سيطالبون بالحكم الأجنبي من جديد والدوران في حلقة مفرغة!!

* خرجت تلك الوجوه الطيبة السمحة التي ملأت المدرجات فائزة وكان من عدم الإنصاف خروجها من الملعب مكسورة الخاطر.. فالله الكريم أكرمها بما تستحق وعلى نياتكم ترزقون!!

* مارس محلل المباراة التحكيمي تأليب الرأي العام على المتضرر الأول!!

* (أرجو أن تهتم الإدارة والصحافة الاتحادية بالاتحاد وتبحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت به إلى ما وصل إليه حال فريقها فما زالت هناك بطولتان وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه فلننسَ البطولات هذا الموسم)!! (رسالة واعية من مشجع اتحادي) أنشرها ليعرف الجميع أن هناك وعياً اتحادياً مضطهداً في زمن أصبح الريال واليورو والدولار هم أصحاب القرار وأصحاب (الترزز) والفلاشات!!.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS

تبدأ برقم الكاتب«6891» ثم أرسلها إلى الكود 82244