عملت سابقاً كمسؤول عن إدارة متخصصة في دعم الأفكار الجديدة داخل إحدى الشركات الوطنية المتخصصة في تصنيع الإلكترونيات، كان الهدف الرئيس للإدارة الجديدة هو دعم منسوبي الشركة على الإبداع والابتكار بطرح أفكار جديدة تخدم الشركة، وكان لدينا إجراءات نقوم بها للحكم على مدى جدوى الفكرة، فندرس ونقيم الفكرة، وفي حال ثبوت جدواها نطورها إلى أن تتحول إلى نشاط تجاري مربح للشركة، وبسبب ندرة الشركات المتخصصة في التصنيع في مجال الإلكترونيات كانت تصلنا العديد من الطلبات من خارج الشركة من مواهب مبدعة وطنية لديها موهبة وإبداع وتحتاج للدعم.. كشركة من القطاع الخاص كان تركيزها بالدرجة الأولى على العائد على الاستثمار للشركة، وأن نفي بحقوق ومتطلبات ملاك الشركة وبالتالي كان التركيز على أنشطة الشركة الربحية، وللأسف كنا نعتذر عن الطلبات التي تردنا من الخارج إما بسبب عدم جدواها الاقتصادية أو بسبب انشغالها في مشاريع كبيرة. أتذكر وقتها ردود فعل بعض أصحاب المواهب الذين يزوروننا، فكانوا يشتكون أن لا أحد يدعمهم ويقف معهم أو يتقبلهم، حتى في الحفاظ على براءات الاختراع كانوا يواجهون مشاكل.

يبدو لي أن الحال تبدل الآن فالموهوبون ليسوا بحاجة لاستعطاف شركة أو مستثمر ما يبحث عن الجانب الربحي بالدرجة الأولى، فمع وجود جهة مختصة في دعم الموهبة والإبداع أعتقد أننا وصلنا إلى جزء كبير من حل المشكلة، فلدينا الآن مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين (موهبة)، والتي تقوم رسالتها على رعاية الموهبة ودعم منظومة الابتكار والإبداع الوطني من خلال التمكين والتنسيق مع كافة قطاعات المجتمع، خاصة تلك المعنية برعاية الموهوبين، ومن خلال اطلاعي على موقع المؤسسة الإلكتروني الثري بالمعلومات واطلاعي على استراتيجيتها المستقبلية أعتقد أنها ستكون الحضن الدافئ للموهوبين وذوي الأفكار البناءة، وما تخصيص المؤسسة جائزة للإبداع العلمي إلا إحدى الطرق الناجعة لدعم أصحاب الموهبة لإثبات مقدرتهم وجديتهم في العمل.

مساء اليوم الأحد يرعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حفل تكريم الفائزين بجائزة موهبة للإبداع العلمي التي تقدمها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين (موهبة)... شيء جميل ومفرح اهتمام القيادة العليا في دعم الموهبة والإبداع والابتكار، فحينما نكرم مبدع وصاحب موهبة فإننا نسير في الاتجاه الصحيح وهو ما يعمل به حول العالم حيث يتصاعد الاهتمام بالمواهب في إطار إحساس أمم وشعوب العالم بالحاجة إلى هذه النخبة المتميزة، والمؤسسة بذلت الكثير من الجهود لخدمة آلاف الموهوبين من خلال جائزتها وبرامجها الإثرائية ولقاءاتها المحلية والدولية، كما تسعى جاهدة لدعم بناء وتطوير بيئة ومجتمع الإبداع بمفهومه الشامل من أجل تحقيق التفاعل الاجتماعي والنمو العلمي والمعرفي للموهوبين والمبدعين.

المؤسسة تحظى بدعم ورعاية مباشرة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين لمواكبة أدوات وآليات كل جديد في ساحات الموهبة والإبداع والابتكار بما يحقق بإذن الله تطلعات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في بناء واستثمار الأفكار وتنمية العقول والحقول بالعلم والمعرفة. تمنياتنا بكل التوفيق والنجاح للقائمين على المؤسسة، وعلى رأسهم أمينها الشاب النشط الدكتور خالد السبتي والذي يعد (موهبة) أضيفت إلى المؤسسة.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7410» ثم أرسلها إلى الكود 82244